بعد تألق باهر بدور المجموعات، يواصل الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، حضوره اللافت بمنافسات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها ال32، والتي تحتضنها مصر من 21 يونيو المنصرم إلى غاية 19 يوليوز الجاري. وإذا كانت القرعة قد وضعت الفريق المغربي في أقوى المجموعات، فإن دور ثمن النهاية جاء رحيما نسبيا، إذ سيواجه منتخب بنين بصفته واحدا من المنتخبات الأربعة التي صنفت الأفضل في الترتيب الثالث بالمجموعات الستة. تقام المباراة يوم الجمعة 5 يوليوز بملعب السلام بضواحي القاهرة على الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة بالتوقيت المغربي). وجاء تأهل المنتخب البنيني لدور الثمن، بعد تحقيقه لثلاث تعادلات في مواجهات الدور الأول، وكانت أمام كل من غانا وغينيا بيساو والكاميرون. وفي حال تأهل المغرب في دور الثمن على حساب بينين، فإنه سيواجه المنتخب الفائز في مباراة السنغال وأوغندا. وبالرغم من الصعوبة التي وجدها أشبال المدرب ميشيل دوسيي، فإن هذا لا يعني أن مهمة الفريق الوطني ستكون سهلة، أو في المتناول، فالمقابلة ليست بالسهلة، وكثيرة هي الحالات التي استطاعت فيها الفرق المصنفة بالصغيرة، تحقيق نتائج مفاجئة للغاية. فخصم أصدقاء مبارك بوصوفة في دور الثمن، يعتمد في أسلوب لعبه على الدفاع المتأخر ، مع تطبيق المرتدات الهجومية، وتوظيف أكبر عدد من اللاعبين، بالإضافة إلى توفره على حارس مرمى في المستوى العالي. المتعارف عليه، أن المنتخب المغربي يجد عادة صعوبات في مواجهته للمنتخبات الصغيرة، خاصة تلك التي تتكتل بمنطقة الدفاع المتأخر، وانتظار أي فرصة سانحة للقيام بهجمات خاطفة وسريعة، وهذا هو السيناريو المنتظر أن يعتمد عليه منتخب بنين يوم الجمعة القادم. تاريخيا، لم يسبق لبنين أن حققت نتيجة الفوز أو التعادل أمام المنتخب المغربي في مواجهات سابقة، فعلى مستوى المباريات الرسمية، فاز المغرب على بنين في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 1994 تحت قيادة المدرب عبد الخالق اللوزاني، ذهابا بهدف دون رد، وإيابا بخماسية نظيفة. ثالث فوز رسمي حدث في “كان” تونس 2004، ضمن الجولة الثانية بالمجموعة الرابعة، ومدرب الفريق كان آنذاك هو المدرب بادو الزاكي، حينها سحق المنتخب الوطني نظيره البنيني بأربعة أهداف دون مقابل، أما بالمباريات الودية، فتمكن المغرب من الفوز سنة 2008 بثلاثة أهداف لواحد، ثم عام 2014 بسداسية مقابل هدف واحد. كل هذه الأرقام والمعطيات ترجح كفة الأسود لتجاوز هذا الدور، إلا أنه لابد من الاحتياط تفاديا لحدوث مفاجأة غير متوقعة، وهذه الضرورة يشعر بها المدرب هيرفي رونار نفسه عندما انتقد بشدة عناصر الفريق الوطني بعد مباراة جنوب إفريقيا. انتقاد رونار وصل إلى حد وصف لاعبيه ب “العجزة”، بعد أداء غارق في السلبية خلال الجولة الأولى، الشيء الذي كان من الممكن جدا أن يستغله الفريق الخصم، ويسجل هدفا غادرا يقلب الأمور على عقب. ومن بين اللاعبين الذين سيتم التركيز عليهم مرة أخرى من الجانب المغربي في مباراة ثمن النهاية، هناك حكيم زياش، النجم الذي فأجا الجميع بمردود محبط وغارق في الأنانية الفردية، إلى درجة تكاد لا تصدق، الشيء الذي لا يعكس أبدا عطاءاته منذ التحاقه بالمنتخب المغربي حبا وطواعية. نزول مستوى زياش فرض على المدرب تغييره، لكن لاعب أجاكس أمستردام الهولندي، عبر بالعديد من الطرق عن عدم رضاه لقرار رونار، رغم أن هذا الأخير على حق، كما أن تقاسيم وجهه كانت توحي بأنه -بالفعل- غير راض على ما يقدمه من مستوى متواضع، لم يرق للعطاء الذي كان يتطلع إليه، خصوصا أنه تعود على الظهور بمستويات كبيرة سواء بالدوري الهولندي، ومع منتخب الأسود. وكل الأمل هو أن يستعيد حكيم كل إمكانياته، ليقوم بدوره كقائد حقيقي للفريق الوطني المغربي، والوصول إلى أبعد نقطة بهذه الدورة، ولم لا الظفر بكأس تبدو في كل دورة بعيدة المنال.