ويطلع على مشروع بناء مركز الرعاية اللاحقة بمراكش بكلفة 5,3 مليون درهم قام جلالة الملك محمد السادس مرفوقا بسمو الأمير مولاي رشيد، يوم الجمعة الأخيرة، بزيارة جناح النساء بالسجن المحلي بمراكش حيث اطلع جلالته على ظروف إقامة النزيلات. وبهذه المناسبة، زار جلالة الملك مركز التكوين المهني الخاص بالنساء والذي يقدم تكوينا في الفصالة والخياطة وإعداد الخبز والحلويات ومحاربة الأمية الوظيفية، من شأنه أن يكفل الإعداد المناسب لإعادة إدماج النزيلات بسوق الشغل. كما زار جلالة الملك حضانة للأطفال تأوي ستة من أبناء النزيلات. واطلع جلالة الملك بنفس المناسبة، على مختلف الأنشطة والمبادرات التي تقوم بها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء لفائدة النزيلات بالسجن المحلي بمراكش وأطفالهن. ويتعلق الأمر بأنشطة تستفيد منها 27 امرأة و32 طفلا تأويهم عائلات النزيلات، رصد لها غلاف مالي إجمالي يبلغ 350000 درهم. وتهم هذه التدابير التكفل بمصاريف الدراسة والتكوين المهني لفائدة 12 طفلا قاصرا، والدعم المالي لثمانية من أولياء الأمور المعوزين الذين يتكفلون بأطفال النزيلات، ودعما لفائدة ثمانية أطفال في سن العمل من أجل إدماجهم بالنسيج الاقتصادي. كما تشمل هذه التدابير التكفل بالمصاريف الطبية وبرمجة مشاريع مدرة للدخل لفائدة سبع نزيلات، ستنتهي مدة عقوبتهن قريبا، وتسوية الوضعية الإدارية لتسع نزيلات وأطفالهن (15 طفلا) غير مسجلين في قوائم الحالة المدنية. ومن جهة أخرى، اطلع جلالة الملك محمد السادس، على الأنشطة التي تباشرها المؤسسة لفائدة السجناء القدامى في إطار التتبع والرعاية اللاحقة، والتي تشمل تشغيل سبعة منهم وتمويل عشرة قروض صغرى لفائدة حاملي مشاريع، حيث أشرف جلالة الملك، في هذا السياق، على تسليمهم شيكات بقيمة إجمالية تبلغ 430000 درهم. وبنفس المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع بناء مركز للرعاية اللاحقة بمراكش، بغلاف مالي يبلغ 5ر3 مليون درهم، بتمويل كامل من مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. ويروم مركز الرعاية اللاحقة بمراكش، وعلى غرار المراكز التي تم إحداثها بكل من أكادير والدار البيضاء وسلا، والتي فتحت أبوابها في وجه المستفيدين، أو تلك التي توجد قيد البناء بكل من وجدة وفاس وسطات، مواكبة السجناء السابقين وتمكينهم من أنشطة ومبادرات تساهم في إعادة إدماجهم بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي. وسيتوفر المركز الجديد، الذي سيتم تشييده بالحي الحسني على مساحة 500 متر مربع، على عدد من المرافق، تشمل فضاء للاستقبال وقاعة متعددة الوسائط ومكتب للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات وخزانة وقاعة للاجتماعات وسبعة مكاتب للطاقم المكلف بالدعم النفسي والمساعدة الإدارية والاجتماعية وإعداد المشاريع والقروض الصغرى. وتسهر مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك، على تنفيذ برنامج مندمج لإعادة الإدماج السوسيو مهني للسجناء، داخل المؤسسات السجنية، يقوم على التكوين المهني والتعليم بتعاون مع شركائها في أفق إعداد السجناء بهدف إعادة إدماجهم بشكل فعلي في النسيج الاقتصادي والاجتماعي. وسعيا وراء تحقيق هذا الهدف، تمت بلورة مجموعة من التدابير على مستوى المؤسسات السجنية من أجل مواكبة السجناء على أساس مشروع فردي. وبفضل المصاحبة الاجتماعية التي تؤمنها مراكز المواكبة اللاحقة، خصوصا عن طريق تمتين الروابط مع الأسر والمشغلين والسلطات والجمعيات المحلية، سيمكن لعملية إعادة إدماج السجناء، الذين استفادوا خلال مدة سجنهم من إعادة التأهيل والذين أبانوا عن رغبة في تنفيذ مشاريع خاصة بهم بعد مغادرتهم السجن، أن تبلغ الهدف المتوخى وبالتالي تمكينهم من ظروف العيش التي تشعرهم بمواطنتهم الكاملة وتيسر لهم سبل الاندماج والمساهمة في التنمية الشاملة للمغرب. يشار إلى أن مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء تسهر، منذ إحداثها سنة 2002 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على تحسين ظروف السجناء من خلال تحويل الوسط السجني إلى فضاء للتربية والتكوين، يمكن النزلاء من تقويم سلوكاتهم واكتساب قدرات ومعارف وآليات أو تعلم مهن تفتح أمامهم آفاقا واعدة في سوق الشغل وتحقق اندماجهم في المجتمع بمؤهلات أفضل.