قالت السعودية إنها ستمنع كل الاحتجاجات والمسيرات وستتخذ كافة الإجراءات ضد منتهكي القانون، وذلك بعد سلسلة احتجاجات لسعوديين شيعة في المنطقة الشرقية بالمملكة في الأسابيع الماضية للمطالبة أساسا بالإفراج عن سجناء يقولون إنهم محتجزون منذ فترة طويلة دون محاكمة. وجاء في بيان لوزارة الداخلية أذاعه التلفزيون الحكومي أن «أنظمة المملكة تمنع منعا باتا كافة أنواع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والدعوة لها، وذلك لتعارضها مع مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم وأعراف المجتمع السعودي». وقالت الوزارة في بيانها إنه «لوحظ محاولة البعض الالتفاف على الأنظمة والتعليمات والإجراءات لتحقيق غايات غير مشروعة». وأضاف البيان «أنه وفي الوقت الذي ضمنت فيه الأنظمة والقيم السائدة في مجتمعنا المحكوم بشرع الله وسنة رسوله، وسائل مشروعة للتعبير وأبواباً مفتوحة تكفل التواصل على كافة المستويات في كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام، فإن قوات الأمن مخولة نظاماً باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بشأن كل من يحاول الإخلال بالنظام بأية صورة كانت وتطبيق الأنظمة بحقه». وكان نحو مائة شخص في منطقة الهفوف شرق السعودية ذات الغالبية الشيعية قد تظاهروا الجمعة الماضية بعد صلاة الجمعة، مطالبين بالإفراج عن سجناء وداعية شيعي ألقي القبض عليهم الأسبوع الماضي بسبب دعوته إلى قيام ملكية دستورية ورفع ما أسماه التمييز الطائفي في المملكة. كما شهدت كل من القطيف وصفوى والعوامية بالمنطقة الشرقية الخميس الماضي، مظاهرات طالبت السلطات بالإفراج عن «السجناء الشيعة المنسيين»، في إشارة إلى تسعة معتقلين منذ العام 1996 للاشتباه في تورطهم في تفجير ثكنة أميركية بمدينة الخبر عام 1996 والذي راح ضحيته 19 أميركيا. وذكر موقع شبكة راصد أن نحو 300 شاب انطلقوا من مسجد أئمة البقيع بالهفوف وتوجهوا إلى مقر محافظة الإحساء، بينما نقلت رويترز عن شهود عيان أن عدد المتظاهرين لا يتجاوز المائة. ورفعت في المسيرة صور للشيخ توفيق العامر وشعارات تطالب بالإفراج عنه. وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد إخراج الشيخ توفيق» و»سلمية.. سلمية». ونقل موقع شبكة راصد عن شهود أن قوات الأمن الخاصة كانت تحيط بمقر محافظة الإحساء، لكنها لم تحتك بالمتظاهرين. ونقلت رويترز أيضا عن شهود طلبوا عدم ذكر أسمائهم أنه في بلدة القطيف المطلة على الخليج العربي، طالب ما يزيد على 100 متظاهر بالإفراج عن العامر وعن سجناء شيعة. وكانت القطيف وبلدة العوامية المجاورة شهدت مظاهرات مماثلة مساء الخميس. وتأتي هذه المظاهرات بعد دعوات وجهت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للخروج في يوم غضب احتجاجا على اعتقال الشيخ العامر. كما تأتي في إطار سلسلة من المظاهرات انطلقت في القطيف وصفوى والعوامية مطالبة السلطات بالإفراج عن السجناء الشيعة المنسيين، وذلك في إشارة إلى تسعة معتقلين منذ العام 1996 متهمين بتفجير ثكنة أميركية في مدينة الخبر عام 1996 قتلت 19 أميركيا. وفي الأسبوع الماضي عاد العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى الرياض بعد غياب استمر ثلاثة أشهر لتلقي العلاج الطبي، وأعلن عن خطة تتكلف 37 مليار دولار لمنح إعانات للمواطنين، في محاولة -على ما يبدو- لتجنيب المملكة الاحتجاجات التي انتشرت في العديد من الدول العربية.