يساهم المبدع المغربي عبدالرحيم باطما، في إغناء المكتبة المغربية، بنصوصه الزجلية الرقيقة، حيث صدر له حديثا عن دار النشر المغربية، ديوان بعنوان «الشحطة»، اشتمل على العناوين الآتية: آجي نتفاهمو، طالب ضيف الله، بين العقل وقلته، رهوط دنيا، دوات لحجرا، سيدي بوخبزا، طير لغيوان، سفينا، دارت، عمال غزا لي، لكاس، وحيدا، ثم شحطا. وبنفس لغة الديوان، أي الدارجة، كتب الباحث حسن حبيبي، مقدمة له، ومما جاء فيها أن قصائده «بارزة في عرس الكلام، ترسم بسمة في وجه المعاني الجامدة من ألف عام، العريس منا والعروس المنا، وكلشي ديالنا وحنا ما ليه، من العرس هنا، عذاب ومحنة، ومن العرس لهيه كاع رشق ليه، وما بين هنا ولهيه ضاعت الحكاية وتخبلت مغازل السطور، ولبرما يمكن أنا اللي ضعت وتلفت طريقي. شفت الحقيقة ولات خيال مضرك وجهو، روح تايهة، وريحة الحلم وخيالات الحباب اللي مشاو وخلاو قلب الشاعر أرض عطشانة وخالية، مشا صيف ورجع صيف، لكن رجع خاوي، لا غلة، لا عيوط بصوات باحة، تقسم صمت الليل على جوج، لا بركة الحباب لا صداع دراري يونس. شفت الشاعر غادي ويلالي: مال كانون القبيلة هبى، وبرمادو كحلت النايحات الباكيات على ديك ليام اللي مشات، ومن الجهة الأخرى شفتة راجع عاودتني، داير راسو غا دايز، وهو راه ساير يقلب على سر المعاني، على سرار الموت والقلب الفاني..». وفي موضع آخر من نفس المقدمة، يضيف حسن حبيبي:»لقيت عبدالرحيم صوت ثابت وبحياه لقيت الشاعر مشطون وبالو مشغول ف كل خطوة وكل تلافيتة، يقلب المعاني ويفرك لفكار بحال الرمان السابق وقتو، عبدالرحيم ماشي هضار لا حتو لقدار لصف الكلام الموزون، ولا عزاب على خيام المعاني، عبدالرحيم رضع الشعر من بزولة حنينة، لالة حادة، الحادكة والكادة، المطوعة الكلمة والواقفة على صروف ميازنها، أم العربي والسي محمد ورشيد، ورباعة الباهل الساقيين شجرة البطما بهبالهم..». ومن نصوص الديوان، نقتطف المقطع الآتي: «دوات سمطا وكالت اللي بغى يكون يكون ف من نوبا ليوم نضرب الحديد ما حده سخون ردت عليها شحطا يا لالا أنت مالك آش بغى يكون راه شي من سنان معلك وشي من شفر واللي ما معلك عل ضهر مكلوب ك الفكرون..».