أعلن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة عن عقد جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء في الفترة من 7 إلى 9 مارس الجاري بمالطا، وذلك بحضور المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو. وأوضح المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي، أول أمس الخميس خلال تصريحه الصحفي اليومي، أنه «وكما اتفقت الأطراف خلال الجولة الأخيرة من مفاوضاتها غير الرسمية في يناير الماضي، فإن وفود الأطراف المعنية بالنزاع حول الصحراء ستجتمع في الفترة من 7 إلى 9 مارس الجاري بمالطا من أجل إجراء مفاوضات غير رسمية». وأضاف أنه «خلال مفاوضاتها الأخيرة، فإن الأطراف واصلت مباحثاتها حول مقاربات متجددة ومواضيع للنقاش لخلق مناخ أكثر ملاءمة لإحراز التقدم». وخلص المتحدث إلى أنه تحسبا للاجتماع المقبل، فقد دعيت «الأطراف إلى العمل على هذه المقاربات والمواضيع من أجل إيجاد أرضية للتفاهم لبناء الجولات القادمة». ويذكر أن المغرب والبوليساريو اتفقا خلال الاجتماع الخامس في يناير الماضي على تسريع وتيرة المفاوضات، واعتماد أساليب دبلوماسية جديدة، وإشراك خبراء وممثلين عن سكان الصحراء في هذه المفاوضات. وعشية بدء هذه المفاوضات، كانت ترينيداد خيمينيث، وزيرة الخارجية الإسبانية، قد أعلنت أن هناك بدائل أخرى لحل النزاع في الصحراء من غير الاستفتاء، وأن «ممارسة حق تقرير مصير الصحراويين توفر أكثر من حل واحد»، مشيرة إلى «صعوبة إجراء استفتاء كوسيلة لحل هذا النزاع، كما هو الحال بالنسبة لنزاعات أخرى في شتى أنحاء العالم». وقال كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، في تصريح للصحافة، عقب اختتام المفاوضات الأخيرة، إن الطرفين «قاما بمناقشات مستفيضة حول أساليب مبتكرة لبناء دينامية جديدة في هذه العملية، على أساس عقد اجتماعات منتظمة»، مشيرا إلى أن الأطراف قامت بعرض ومناقشة، أفكار ملموسة، بصورة أولية، سيتم تطويرها في الجولة المقبلة من المحادثات غير الرسمية، ويعني الجولة التي ستنعقد الاثنين المقبل بمالطا. أما الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، فسبق أن صرح أن الوفد المغربي تقدم مجددا، خلال الاجتماع غير الرسمي الخامس من المباحثات حول الصحراء، بتفسير وشرح المقترح الخاص بالحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، في احترام كامل للسيادة المغربية، وكذلك بعدد من الأفكار الملموسة لتسريع وتيرة المفاوضات بهدف التوصل إلى الحل السياسي النهائي المنشود. وأوضح في لقاء صحافي، عقب الاجتماع الأخير، أن «هذه الأفكار والمقاربات التي تقدم بها الوفد المغربي تتعلق بمسلسل المفاوضات، ولا تتعلق بالحل السياسي، ذلك أن تجربة الأممالمتحدة تبين أنه عندما لا تتوصل الأطراف إلى تقدم ملموس، تلجأ إلى مقاربات أخرى في المفاوضات، تتعلق بدراسة بعض النقاط والمجالات لتسهيل وتسريع هذه المفاوضات». وبخصوص الأفكار الجديدة التي تقدم بها المغرب، قال الفاسي الفهري إنها تتعلق بمناقشة موضوع الثروات الحقيقية في المنطقة، وتمثيل المواطنين الصحراويين في الأقاليم الجنوبية في هذه المفاوضات، حتى تتاح لهم الفرصة للتعبير عن إرادتهم، وكذلك ضرورة اعتماد المبعوث الشخصي للأمم المتحدة أساليب واجتماعات ولقاءات من طبيعة أخرى معروفة على الصعيد الدبلوماسي... وترمي هذه المفاوضات، التي انطلقت في غشت 2009 بالنمسا، إلى الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وتندرج هذه المفاوضات في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1813 (2008)، و1871 (2009)، و1920 (2010)، التي تدعو الأطراف إلى الدخول في مفاوضات مكثفة وجوهرية. وجولة الاثنين المقبل هي الجولة السادسة للمفاوضات غير الرسمية، حيث انعقدت الاجتماعات الخمسة السابقة على التوالي في غشت 2009 ببلدة دورنشتاين قرب فيينا (النمسا)، وفي فبراير 2010 بأرمونك قرب نيويورك، وفي نونبر ودجنبر ثم يناير الماضي بمانهاست.