انتخب، مساء أول أمس الخميس، بتونس، الزميل يونس مجاهد الأمين العام للمجلس الفدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، رئيسا للفيدرالية الدولية للصحفيين، خلفا للبجيكي فيلبي ليروث. وجاء انتخاب يونس مجاهد كأول عربي وإفريقي يشغل هذا المنصب، بعد فوزه، عن طريق الاقتراع السري، على الكندي مارتان أوهالنون بحصوله على 200 صوتا، مقابل 112 صوتا من أصل 316 مؤتمرا ومؤتمرة يمثلون التنظيمات التقابية الصحافية من مختلف أنحاء القارات الخمس، شاركوا في المؤتمر الثلاثين الذي احتضنته تونس ما بين 11 و14 يونيو الجاري تحت شعار «مستقبل الصحافة في الزمن الرقمي». كما فاز بالنيابة الأولى للرئيس الصحافية زوليانا لاينس من البيرو ، في حين فازت صابينا أندرجت من الهند وتيمور شافير من روسيا بالنيابة الثانية و الثالثة للرئيس، وفاز جيم بوملحة من بريطانيا بأمانة المال. وعقب إعلانه رئيسا للاتحاد الدولي للصحفيين، صرح يونس مجاهد لوسائل الإعلام، أنه سيوجه جهوده، خلال هذه الولاية التي تمتد على مدى ثلاثة سنوات، نحو المناطق الأقل حرية للصحافة والمناطق الصعبة التي يتعرض فيها الصحافيون لصعوبات في أداء مهامهم، مؤكدا في الوقت ذاته، التزامه بتطبيق البرامج والقرارات والتوصيات التي أقرها المؤتمر والتي سيعمل على أجرأتها على شكل مشاريع عمل، بمعية القيادة الجديدة للفدرالية الدولية للصحافيين. وأضاف يونس مجاهد أن انتخابه على الفدرالية الدولية للصحافيين، يكتسي أهمية كبيرة وذات أبعاد رمزية بالنسبة للمغرب وللنقابة الوطنية للصحافة المغربية وللمجموعة العربية والإفريقية داخل المنتظم الدولي، مشيرا إلى أن هذا الجزء من العالم قادر على العمل من أجل الديمقراطية، ومن أجل حرية الصحافة وقادر على قيادة منظمة عالمية بهذا الحجم. وذكرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بلاغ لها، عممته عقب إعلان يونس مجاهد رئسا للفدرالية الدولية للصحفيين، أن هذه هي أول مرة يفوز بها صحافي من القارة الإفريقية و من العالم العربي بهذه المسؤولية، التي تعاقب عليها رؤساء من أوروبا وأستراليا، . و وأن هذا الانتصار يتوج الحضور الدائم والفاعل للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في هذا التنظيم الدولي، و يؤكد الفعالية الكبيرة التي تميزت بها السياسة الخارجية التي تنهجها نقابة الصحافيين المغاربة. وقد شارك، بفعالية، في أشغال هذا المؤتمر ممثلوا النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي رئيس النقابة وعضوا المكتب التنفيذي، حنان رحاب، ومحمد حجيوي، وعضو المجلس الوطني الفيدرالي، محمد المبارك البومسهولي، بالإضافة إلى الصحافية المغربية، منية بالعافية، عن نقابة الصحافيين الفرنسيين، المنضوية تحت لواء الكنفدرالية العامة للشغل. وقد حظي ترشيح الزميل يونس مجاهد لرئاسة هذا التنظيم العالمي، بدعم كبير ولافت من كل النقابات الإفريقية والعربية، وعدد كبير من نقابات أروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، كما ساهمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، في هذا الدعم بشكل متميز. يشار أن أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثلاثين للاتحاد الدولي للصحفيين التي التأمت يوم الثلاثاء الماضي بالعاصمة التونسية، تميزت بحضور رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي والذي أكد في كلمة له بالمناسبة، على أن تونس تعد من بين الدول الأوائل في العالم التي دعمت مشروع المعاهدة الدولية لتعزيز وحماية وضمان سلامة الصحفيين، وغيرهم من العاملين في مختلف وسائل الإعلام، وهو المشروع الذي أطلقته الفدرالية الدولية للصحفيين بتونس سنة 2017. وشدد القايد السبسي على أهمية حرية الصحافة باعتبارها أسس الحريات، مضيفا أن دعم حرية الصحافة أفضل من قمعها، حتى وإن شهدت بعض الانفلاتات. وأعلن رئيس الجمهورية التونسية، أنه سيعمل على تغيير بعض قوانين بلاده حتى تصبح خالية من العقوبات السالبة للحرية، مؤكدا على أنه من غير المقبول سجن الصحافيين بسبب كتاباتهم، قائلا «إنه لا وجود لديمقراطية دون حرية الإعلام، وأن أفضل من يضع ضوابط مهنة الصحافة هي نقابة الصحافيين، لأن الأمر إذا ترك للسلطة فسنعود إلى الوراء». وشارك في هذا المؤتمر الدولي للصحفيين الذي أحتضنه تونس و لأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك بدعوة من النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أزيد من 300 قيادي نقابي يمثلون 600 ألف صحفي في العالم وينتمون إلى 187 نقابة وجمعية صحفية من 140 دولة. وتجدر الإشارة إلى ان الفدرالية الدولية للصحفيين هي أكبر منظمة عالمية للصحفيين، تأسست للمرة الأولى سنة 1926، ثم أعيد تأسيسها مرة أخرى ىسنة 1946 واستقرت على شكلها الحالي بعد إعادة تأسيسها للمرة الثالثة سنة 1952 ويوجد مقرها، حاليا، في العاصمة البلجيكية بروكسيل. وتعمل الفدرالية الدولية للصحفيين من أجل الدفاع عن حرية الصحافة، على المستوى الدولي، ومن أجل إشاعة حقوق الإنسان، والديمقراطية، والتعددية، ومحاربة كل أنواع التمييز، واستخدام الإعلام للأغراض الدعائية أو للترويج للتعصب وعدم التسامح والصراع وتؤمن الفدرالية بحرية التعبير السياسي والثقافي وتدافع عن العمل النقابي وباقي الحريات الأساسية.