عاش حي يوسف بن تاشفين بمراكش يومين من الضغط والاحتقان انتهيا بتدخل عنيف للقوات العمومية أسفرت عن إصابة العشرات من السكان تفاوتت إصاباتهم من حيث خطورتها. فمساء يوم السبت 26 فبراير الجاري، احتشد المئات من ساكنة الأحياء العسكرية في تجمع ضم متقاعدي أفراد القوات المسلحة الملكية، وأرامل شهدائهم الذين قضوا في الدفاع عن حوزة التراب الوطني بالصحراء، صحبة أبنائهم أطفالا ويافعين وشبابا، كلهم عقدوا العزم في جو سلمي مؤطر على التوجه نحو المدينة العتيقة لإبلاغ تظلمهم وشكواهم، مناشدين جلالة الملك ليلبي طلبهم في أن لا يتم ترحيلهم من المساكن التي يقطنون بها منذ حوالي أربعين عاما أو يزيد. إلا أن تجمعهم توقف مساره على مشارف شارع محمد الخامس غير بعيد عن أماكن سكناهم بفعل محاصرة القوات العمومية لهم. واشتد الاحتقان حوالي الساعة 7.45 دقيقة من مساء السبت، وذلك عندما قررت جحافل القوات العمومية أن تفرق الجمع بالقوة، فبدأت بمطاردتهم وضربهم بالعصي كيفما اتفق. وتمت ملاحقتهم حتى منازلهم، الأمر الذي هاج معه المتظاهرون، وكادت تقع عظائم الأمور. ولم تتوقف المطاردة إلا بعد الساعة الحادية عشرة ليلا، وجاءت المفاجأة غير المنتظرة عندما أذاعت قناة M2 في نشرة أخبارها المسائية أن سكان حي يوسف بن تاشفين لن يتم ترحيلهم إلى منطقة العزوزية، بل سيتم إعادة هيكلة حيهم، وهذا هو المطلب الذي كانوا يناضلون من أجله لمدة تتجاوز عقدا من الزمن. وسرعان ما سرى الخبر وسط البيوت التي كانت تعيش حالة هياج قصوى. فارتفعت الزغاريد والتهليل، ولم يصدق البعض أذنيه لكون هذا المطلب شكل الهاجس الأول لساكنة تتجاوز 3500 أسرة. وبهذا الخصوص التقت جريدة بيان اليوم مع مسؤولي فدرالية وداديات وجمعيات حي يوسف بن تاشفين، وأمدوها بتفاصيل ضافية عن أزمة لها جذورها التي تبرز إلي أي حد تشكل المطالب الاجتماعية للمواطنين موضوع اتصالات طويلة الأمد وكيف أن أجهزة الفساد وتجار الأزمات المبثوتين في كل دواليب الأجهزة يتاجرون بمصلحة البلاد، ويعرضون أمنها للخطر.