الأهداف في كرة القدم هي الهدف الذي يسعى له كل فريق خلال المباراة، سواء أن سجل هدفا يضمن له الفوز أو أحرز نتيجة أكبر من الخصم .. ويصعب على الكثيرين تذكر كافة أطوار مباراة ما كيفما كانت درجة أهيمتها، لكن تذكر هدف مميز أسهل بكثير .. هدف ضمن فوز ثمين في الأنفاس الأخيرة من المقابلة .. هدف سجل بطريقة استثنائية يستحيل تكرارها .. هدف ضمن لك التأهل إلى مسابقة قارية أو دولية .. هدف منحك لقبا لا يقدر ثمن .. وفي هذه السلسلة الرمضانية الرياضية نستعرض مجموعة أهداف ما تزال راسخة في تاريخ المنتخب المغربي على مدار عقود من الزمن: يفتخر الدولي المغربي ومهاجم فريق الرجاء البيضاوي محمد جرير المعروف ب «حمان»، بأنه صاحب أول هدف للمنتخب الوطني بنهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعدما حجز المغرب تأشيرة المشاركة 1970 بالمكسيك، كثاني بلد عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز خلف مصر التي شاركت بمونديال 1934 بإيطاليا، وذلك تتويجا لمسار مضن ومتوهج لكتيبة «أسود الأطلس» تحت قيادة المدرب اليوغسلافي بلاغوي فيدينيتش خلال التصفيات التي تمنح إفريقيا بطاقة مونديالية واحدة. هدف حمان لم يكن استثنائيا أو منح المغرب انتصارا ثمينا أو تأهلا غاليا، لكن قيمته تتجلى في أنه جاء في مرمى منتخب يعد واحدا من أقوى المنتخبات ومرشحا للمنافسة على لقب النسخة الثامنة، جرير نجح في هز شباك ألمانيا الغربية المتوجة بمونديال 1954 بسويسرا، بل إن هدف حمان منح تقدما مبكرا (الدقيقة 21) وغير متوقع للمنتخب المغربي الذي ضمت تشكيلته في المباراة كلا من الحارس علال بنقصو وعبد الله العمراني ومولاي إدريس الخنوسي وقاسم سليماني وبوجمعة بنخريف ومحمد محروفي والعميد إدريس باموس ومحمد الفيلالي وموهوب الغزواني وسعيد غاندي الذي مرر كرة حاسمة لحمان وقع منها هدفا ترسخ في تاريخ الكرة المغربية. لكن هدف حمان الذي كان ثاني لاعب عربي يسجل بكأس العالم بعد المصري عبد الرحمان فوزي صاحبي هدفي منتخب بلاده أمام المجر (2-4) بمونديال 1934 بإيطاليا، لم يكن كافيا ليمنع هزيمة متوقعة عن «أسود الأطلس» بفضل هدفين متأخرين في الشوط الثاني بواسطة أوف زيلر (د 56) وماكينة الأهداف غيرارد مولر (د 80)، فالفارق كان كبيرا من حيث الإمكانيات الفنية حتى مع الصمود والدفاع الذي أظهره الجانب المغربي، بدليل أن منتخب «المانشافت» حصد العلامة الكاملة ضمن هاته المجموعة (الرابعة) بفوزين ضد منتخبي بلغاريا (5-2) البيرو (3-1). لاحقا، سيلتحق موهوب الغزواني بحمان ضمن قائمة المسجلين بالمونديال، بتسجيله هدفا أمام المنتخب البلغاري كان أكثر قيمة نسبيا من هدف حمان، لأنه -على الأقل- منح المنتخب المغربي نقطة التعادل، بعد تلقيه هزيمة ثانية ضد منتخب البيرو بثلاثة نظيفة.