اختتمت، يوم الخميس الماضي بمدينة مراكش، فعاليات المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة في دورته الخامسة، الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حول موضوع “إعطاء وسائل العمل للسكان وضمان الاندماج والمساواة”. وأكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي في كلمة لها خلال الجلسة الختامية لهذه التظاهرة، أنه بفضل المساهمات الفعالة لكافة المشاركين، تم إقرار مجموعة من التوصيات والرسائل المهمة والنوعية التي تمثل أسس خارطة الطريق لتفعيل أجندة 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشر على المستوى الجهوي خلال السنوات المقبلة. وأبرزت أن المملكة ستحظى برفع هذه التوصيات والرسائل ذات الأهمية الكبرى باسم القارة الى المنتدى السياسي الرفيع المستوى الذي سينظم بمقر الأممالمتحدة بنيويورك خلال شهر يوليوز القادم، مؤكدة أنه “لن ندخر أي جهد من أجل أن يصل صوت إفريقيا عاليا خلال كل المحطات القادمة”. وأوضحت الوافي أن المكتب الجديد المنبثق عن الدورة الخامسة للمنتدى الإفريقي للتنمية المستدامة، سيعمل ما بوسعه لتفعيل التوصيات الصادرة عن هذه الدورة وذلك بهدف تسريع تنزيل أجندة 2030 للتنمية المستدامة وأهدافها. ومن جهتها، أعربت الكاتبة التنفيذية المساعدة للجنة الاقتصادية لإفريقيا جيوفاني بيها، عن سعادتها لنجاح هذا الحدث القاري، مبرزة أن الدورة الخامسة للمنتدى كانت ناجحة على المستوى التنظيمي وعلى مستوى المحتوى الغني والنقاشات التي ميزتها. وأشارت الى أن المنتدى تميز بحضور أزيد من 800 مندوبا من 51 دولة، من بينها 45 دولة إفريقية، وبمشاركة قياسية ل 22 وزيرا وكاتب دولة وإعداد رسائل رئيسية قوية التي تم اعتمادها حول كل المواضيع التي تمت دراستها، مضيفة أن دورة مراكش عرفت مشاركة واسعة وفعالة لمختلف الأطراف المعنية، وتحقيق رقم قياسي تمثل في تنظيم 28 لقاء موازيا وإطلاق مبادرات جديدة، من بينها المنتدى الأول حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإطلاق الصندوق الإفريقي للريادة النسائية. وأعربت في هذا السياق، عن ثقتها بالتقدم والنجاح الذي تم إحرازه خلال دورة مراكش، مشيرة إلى أن إفريقيا ستكون ممثلة بالمغرب، رئيس المنتدى الإفريقي للتنمية المستدامة في المنتدى السياسي الرفيع المستوى 2019، بصوت واحد وقوي لتقديم الرسائل الرئيسية للمنتدى مراكش من أجل الدفع قدما بأجندته من أجل التنمية المستدامة. وأكدت بيها أن “نجاح هذا المنتدى هو تمرة تعاون وثيق بين هيئات الأممالمتحدة ولجنة الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية والشركاء والحكومة المغربية"، مضيفة "آمل أن تستمر العلاقات والثقة التي بنيناها بإرادتنا مع كل الجهود الضرورية لتحقيق أهداف أجندة 2063 وبرنامج 2030 للتنمية المستدامة” . وتم، خلال المنتدى، انتخاب المغرب، في شخص كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، بالإجماع رئيسا للمنتدى الإفريقي للتنمية المستدامة. ويترأس المغرب هذا المنتدى، خلفا للسينغال، وذلك لولاية مدتها سنة واحدة، حيث سيتكلف، في هذا الإطار، بمسؤولية تقديم التوصيات المنبثقة عن هذا المنتدى خلال أشغال منتدى السياسات رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة في شهر يوليوز المقبل. ويتكون المكتب الجديد للمنتدى الإفريقي للتنمية المستدامة، من أنغولا (النائب الأول للرئيس)، وتشاد (النائب الثاني للرئيس) وأوغندا (النائب الثالث للرئيس)، ثم غينيا كمقرر. وشكل المنتدى الإفريقي الخامس للتنمية المستدامة، فرصة للمشاركين لمناقشة أهداف التنمية المستدامة على المستوى القاري والأهداف المرتبطة بها في أجندة 2063 (التعليم الجيد، الحد من أوجه عدم المساواة، العمل المناخي، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، السلام والعدالة وبناء المؤسسات القوية، ووسائل التفعيل وعقد الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة) . كما تمت دراسة واعتماد الرسائل الرئيسية المنبثقة عن الدورة الخامسة للمنتدى الإفريقي حول التنمية المستدامة، بالإضافة الى الإعلان عن تنظيم الدورة المقبل في أبريل 2020 بزيمبابوي. تجدر الإشارة إلى أن هذا المنتدى الإفريقي، يعد منصة ما بين حكومية تم وضعها من طرف اللجنة الاقتصادية لإفريقيا بتعاون مع هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة، وكذا مع لجنة الاتحاد الإفريقي، والبنك الإفريقي للتنمية. ويهدف إلى تقييم التقدم الحاصل وتبادل التجارب في ميدان التنمية المستدامة بإفريقيا، وتقديم التوصيات بشأن تسريع تنفيذ أجندة 2030 .