اشتعلت من جديد المنافسة على لقب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بين الغريمين التقليدين، الوداد المتزعم والرجاء المطارد المباشر، جاء ذلك على خلفية الهزيمة غير المنتظرة للفريق الأحمر عصر أول أمس الخميس بأكادير في اللقاء المؤجل عن الدورة 24. وبالرغم من هذه النتيجة، فقد حافظ الفريق الأحمر على مركزه في الصدارة بمجموع 52 نقطة، بفارق تسع نقاط عن مطارده المباشر الرجاء البيضاوي الفائز يوم الأربعاء في مباراة مؤجلة ضد اتحاد طنجة بهدف لصفر. فوز الحسنية أشعل بالفعل المنافسة من جديد، وأشعل أيضا مباراة الديربي المنتظر إجراءها يوم غد الأحد بالملعب الكبير لمدينة مراكش، وهذا السيناريو لم يكن متوقعا بهذه الصورة، بعد المسيرة الموفقة التي حققها الفريق الودادي منذ بداية الموسم، وخاصة في مباريات الإياب. كان فوزي البنزرتي، وهو يتنقل صحبة فريقه لمدينة أكادير، يأمل في الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم خلال تسع مباريات متتالية بمنافسات البطولة، وتحقيق نتيجة مهمة بملعب “ادرار”، كان سيساهم في الرفع من معنويات لاعبيه قبل المواجهة القوية ضد الرجاء، كما ستسمح له بتوسيع الفارق المريح بين المطاردة القوية التي يشكلها أصدقاء زكرياء حدراف، هذا الأخير كان وراء فوز فريقه الأخير أمام اتحاد طنجة، مما قوى طموحه في المنافسة على اللقب. هزيمة الوداد جعلت فارق النقاط يتقلص عن المطارد الرجاء إلى 9 نقاط فقط، لتنشط لعبة الاحتمالات والتكهنات والتوقعات على بعد ست دورات على انتهاء البطولة، ويأتي الديربي في مقدمة هذه المواعيد. ففي حالة فوز الوداد في مباراة الديربي، سيرفع فارق النقاط إلى 12 نقطة، بعدها سيكون أصدقاء صلاح الدين السعيدي في حاجة إلى ثلاثة انتصارات فقط في الخمس المباريات المتبقية، للحسم بصفة رسمية في أمر اللقب. أما في حالة التعادل، فالوضعية ستبقى على ما هي عليه، وسيتواصل التشويق في باقي الجولات، لكن في حالة هزيمة الوداد، فالأكيد أن المنافسة على اللقب ستشتعل أكثر، مما يبقي على حظوظ الرجاء قائمة في الصراع على درع الدوري، ولن يحسم الأمر إلا في الدورات الأخيرة من عمر البطولة. اشتعال المنافسة على اللقب وقوة مباراة الديربي ستحدد بدون أدنى شك ملامح هذا الصراع، وتضع من الآن ضغطا على الحكم رضوان جيد الذي عين لقيادة هذه المواجهة الملتهبة، صحيح أنه يتوفر على الكفاءة والخبرة لإخراج مباراة الديربي في أفضل الظروف، لكن المهمة صعبة وصعبة جدا…