لم ترأف قرعة النسخة ال32 من كأس أمم إفريقيا 2019 لفكرة القدم المقررة بمصر بين 21 يونيو و19 يوليوز القادمين، بالمنتخب المغربي ووضعته ضمن أقوى مجموعة من المجموعات الستة، رفقة منتخبين توجا بلقب المونديال الإفريقي. قرعة صعبة ومجموعة قوية للأسود أوقعت عملية القرعة التي أقيمت يوم الجمعة الماضي على سفح أهرامات الجيزة وأمام تمثال “أبوالهول” الشهير بالعاصمة المصرية القاهرة، المنتخب المغربي في مشاركته ال17 في تاريخ البطولة الإفريقية، في المجموعة الرابعة “الأصعب والأقوى”، رفقة منتخبات الكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا. ورغم أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) وضع المنتخب المغربي في المستوى الأول، ما جنبه مواجهة منتخبات مصر (البلد المضيف) والكاميرون (حاملة اللقب) والسنغالوتونسونيجيريا، فقد أسفرت القرعة عن تواجد “أسود الأطلس” رفقة منتخبين يصنفان في خانة كبار القارة السمراء. وكان (الكاف) قد ألغى مبدأ نتائج المنتخبات في النسخ الأخيرة من المسابقة، وأقر اعتماده على تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل المنتخبات، ليصعد “أسود الأطلس” إلى المستوى الأول بفضل احتلالهم الصف ال45 عالميا، بعد مشاركة إيجابية بكأس العالم 2018 في روسيا. المغاربة مستاؤون من “قرعة ظالمة” في وقت أحرزت كتيبة “الفيلة” اللقب القاري في مناسبتين (1992 بالسنغال و2015 بغينيا الاستوائية)، ونالت “أحفاد مانديلا” الكأس مرة واحدة (1996 على أرضها)، ما يزال المغاربة ينتظرون لقبهم الثاني منذ 43 سنة عندما نال “أسود الأطلس” اللقب اليتيم بدورة 1976 بإثيوبيا. وبينما تأهل المغرب كمتصدر للمجموعة الثانية برصيد 11 نقطة ب 3 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة، ضمنت الكوت ديفوار مشاركتها بعدما حلت ثانية المجموعة الثامنة، في حين أنهت جنوب إفريقيا أيضا التصفيات ثانية المجموعة الخامسة، علما أن ناميبيا تأهلت على حساب زامبيا كثانية المجموعة ال11. ومباشرة بعد نهاية حفل قرعة النسخة ال32، أبدى الكثيرون من المغاربة استياءهم من وقوع المنتخب الوطني في مجموعة “صعبة وقوية”، كما حدث في مونديال روسيا عندما وضعته القرعة إلى جانب منتخبات إسبانيا والبرتغال وإيران، معتبرين أن القرعة لم رحيمة ب “أسود الأطلس” الذين يملكون سجلا سلبيا نوعا ما أمام كتيبتي “الأفيال” و”البافانا بافانا”. سجل سلبي ضد “الأفيال” و”أحفاد مانديلا” تاريخيا، لم يفز المغرب إطلاقا على جنوب إفريقيا خلال 4 مواجهات جمعتهما بالبطولة، إذ خسر ضدها (1-2) في دور ربع نهاية كاس أمم إفريقيا 1998 ببوركينافاسو، ثم انهزم ب (1-3) بدورة مالي 2002، بينما انتهت مواجهتهما بدورة تونس 2004 بتعادل إيجابي (1-1)، علما أن مواجهتهما ببطولة 2013 بأرض أحفاد نيلسون مانديلا انتهت بالتعادل (2-2). وبالنسبة للكوت ديفوار، تتفوق الأخيرة على المغرب في المواجهات التاريخية بينهما بالبطولة فقط، إذ فازت على “أسود الأطلس” بنتيجة (3-2) بدورة 1986 بمصر، ليتعادل المنتخبان سلبا بدورة 1988 بالمغرب، قبل أن يعود الإيفواريون لانتزاع فوز ثمين (1-0) بدورة 2006 بمصر، بينما آلت المواجهة الأخيرة للمغاربة ب (1-0) بدورة الغابون 2017. أما منتخب ناميبيا التي تشارك للمرة الثالثة في تاريخها في البطولة، فلا يملك ذكريات جيدة أمام المنتخب المغربي، حيث انتهت مواجهتهما الوحيدة بالمونديال الإفريقي بخسارة قاسية بنتيجة (1-5) بكأس أمم إفريقيا 2008 بغانا. المغرب الأقرب لتصدر مجموعة “الموت” بغض النظر عن لغة الأرقام، يظل المنتخب الوطني -في نظر المراقبين الأقرب- إلى تصدر مجموعة “الموت”، خاصة أن المنتخب الإيفواري ما يزال في خصم مرحلة انتقالية منذ تحقيقه لقب نسخة 2015 واعتزال أبرز نجوم ذاك الجيل، بينما تراجعت نتائج منتخب جنوب إفريقيا كثيرا منذ تسعينيات القرن الماضي عندما أحرز لقبه الوحيد سنة 1996. وفي باقي المجموعات، أسفرت القرعة عن وقوع مصر صاحبة الأرض في مجموعة المتناول (الأولى) رفقة منتخبات الكونغو الديمقراطية وأوغندا وزيمبابوي، بينما ضمت المجموعة الثانية منتخبات نيجيريا وغينيا ومدغشقر وبوروندي، والمجموعة الثالثة منتخبات السنغال والجزائر وكينيا وتنزانيا، والمجموعة الخامسة منتخبات تونسوماليوموريتانيا وأنغولا، والمجموعة الرابعة منتخبات الكاميرون وغانا والبنين وغينيا بيساو. *** رونار: صعوبة المجموعة حافز لنا قال مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم الفرنسي هيرفي رونار، إن قرعة كأس أمم إفريقيا 2019، التي جرت يوم الجمعة الماضي بالقاهرة، وضعت “أسود الأطلس” في مجموعة صعبة، مبرزا أنه سيتم البدء بعد معرفة الخصوم، في التحضير والتركيز بشكل جيد لتقديم أداء في المستوى. وتابع رونار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب إجراء القرعة “نحن ندرك مدى قوة وصعوبة المجموعة التي وقعنا فيها، غير أننا تعودنا اللعب الإفريقي”، موضحا أنه سيتم التحضير والتركيز الجيدين للبطولة. وأوضح الناخب الوطني “وقوعنا في مجموعة صعبة سيشكل حافزا لنا لبذل كل الجهود من أجل تشريف كرة القدم المغربية”، مضيفا أن “المنتخبات المنافسة قوية ولكن لدينا نحن كذلك ما يكفي من الإمكانيات لتأكيد حضورنا في البطولة”. وعبر رونار عن ارتياحه للجهود التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتوفير كافة ظروف العمل الملائمة للمنتخب الوطني، مذكرا أنه تعود وخبر كرة القدم الإفريقية. وأشار إلى أن النخبة الوطنية عازمة على تحقيق أداء جيد خلال البطولة، لافتا إلى أن كل اللاعبين تحدوهم رغبة أكيدة في الذهاب بعيدا في المنافسات، لتأكيد الأداء المتميز الذي بصموا عليه خلال كأس العالم الأخير في روسيا. *** حجي: مجموعة مصر صعبة إلى حد ما أكد نجم الكرة المغربية السابق مصطفى حجي، أن المجموعة التي وقع فيها المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2019، صعبة إلى حد ما، على عكس ما قد يراه البعض. وقال حجي في تصريحات إعلامية، إن منتخب مصر يظل مرشحًا لتصدر المجموعة رغم صعوبتها، خاصة وأنه صاحب الأرض والجمهور. ورشح حجي الذي يشغل أيضا منصب المساعد الثاني لهيرفي رونار، منتخب الكونغو الديمقراطية للحاق بمصر في دور ال16 للبطولة، مؤكدًا أن حظوظه أفضل من أوغندا وزيمبابوي. توري: المغرب والسنغال ومصر الأوفر حظا رشح نجم كرة القدم الإيفواري الشهير يايا توريه، منتخبات السنغال والمغرب ومصر للمنافسة بقوة على لقب كأس الأمم الأفريقية 2019 بمصر. وأشار توريه إلى أنه يرى هذه المنتخبات الثلاثة هي الأوفر حظا للفوز باللقب في النسخة ال32. وأوضح توريه، في تصريحات إعلامية، أن المنتخبين السنغالي والمغربي يتمتعان بإمكانيات عالية وأن المنتخب المصري لا يقل عنهما في الإمكانيات كما يحظى بدعم قوي من جماهيره. وأضاف أن منتخبي نيجيريا وغانا من الفرق القوية أيضًا ويمكنهما الدخول في دائرة المنافسة على لقب هذه النسخة. وأشار توريه إلى أن مصر من الفرق القوية والصعبة دائما وكذلك الفريق المغربي الذي يتمتع بإمكانيات عالية. أحمد حسن: مجموعة المغرب هي الأقوى قال قائد المنتخب المصري سابقا أحمد حسن، إن المجموعة الرابعة، تعد أقوى مجموعات بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث تضم 3 منتخبات من العيار الثقيل. ورفض حسن توقع المتأهلين عن المجموعة، موضحا أنها تضم منتخبات عريقة سبق لها وأن توجت باللقب مثل المغرب وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا، ومؤكدا أن المنافسة بهذه المجموعة ستكون صعبة للغاية. وأكد أحمد حسن أن بلاده قادرة على تنظيم بطولة إفريقية على مستوي عالمي خاصة في ظل وجود الجماهير الغفيرة التي ستحضر كل المباريات. رمزي: مصر مرشحة للظفر باللقب قال المدرب المساعد هاني رمزي، إن منتخب مصر من أبرز المرشحين للفوز باللقب على أرضه، لكن ذلك قد يضع ضغوطا إضافية على اللاعبين وأبرزهم محمد صلاح. وأوضح رمزي “ليس هناك ما يسمى بمجموعة سهلة في كرة القدم”، مضيفا “سنبدأ للتحضير بشكل جيد لكل مباراة مهما كان مستوى المنافس، والبطل لابد أن يستعد لكل مباراة حتى الوصول للمباراة النهائية وتحقيق اللقب”. وتابع المدرب المساعد لمدرب “الفراعنة” المكسيكي خافيير أغييري “الجهاز الفني بالكامل عازم على الفوز بالبطولة الإفريقية خاصة وأنها ت قام على أرضنا ووسط جماهيرنا”. مانيتي: المغرب قوي لكننا سنجتهد قال مدرب المنتخب الناميبي ريكاردو مانيتي، المنتخب المغربي، قوي ويضم لاعبين متمرسين، “لكننا سندافع عن حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني بكل استماتة”. وأضاف مانيتي “للأسف أوقعتنا القرعة في مجموعة صعبة، كنا نتمنى أن لا يحدث ذلك، المنتخب المغربي يقدم كرة حديثة وجميلة ومعظم لاعبيه يمارسون في دوريات أوروبية، لكننا سنجتهد أكثر وسنستعد بما فيه الكفاية، للدفاع عن حظوظنا في التأهل”. وأشار إلى أن منتخبي كوت ديفوار وجنوب إفريقيا، يطمحان أيضا إلى الذهاب بعيدا في البطولة، فهما “يمتازان بالقوة والأداء الواقعي، لذلك يتعين علينا الحذر أكثر”، مشددا على أن الاستعداد الجيد والمكثف هو السبيل الوحيد لتوقيع حضور لافت في هذه البطولة القارية. جيريس: لسنا في المجموعة الأقوى قال مدرب المنتخب التونسي الفرنسي آلان جيريس عقب سحب قرعة نهائيات كاس أمم إفريقيا بمصر “إن ما يهمني هو أن فريقي ليس في المجموعة الأقوى”. وقال جيريس “المجموعة الخامسة تضم فرقا جيدة ولديها أساليب لعب مختلفة، موريتانيا الوافد الجديد وأنغولا التي تعتبر فريقا جيدا ومالي التي لا أحتاج إلى دراسة لاعبيها لأنني أحفظهم عن ظهر قلب”. وأضاف جيريس “بعد أن عرفنا منافسينا علينا الآن أن نستعد لخوض البطولة … حتى نكون في قمة الجاهزية عند انطلاق مباريات الدور الأول”.