يعرض الفنان التشكيلي مصطفى بن مالك جديد أعماله الفنية برواق ” ARTINGIS” بمدينة طنجة. وسيكون حفل افتتاح المعرض الفردي يوم السبت 13 أبريل الجاري .يعتبر هذا الفنان العصامي الموهوب من الأسماء المتألقة والمجددة في عالم الفن التشكيلي المغربي ، لما يطبع أعماله من عمق الرؤية واشتغال بالغ على التنويع والتطوير لمشروعه الجمالي، متمسكا بفضيلة الاختلاف وملتحفا إزار البحث والتنقيب، هذا ما يجعل أعماله الفنية محط إطراء نقدي غير مشوش عليه، وترحيب من طرف عموم جمهور الفن ، حيث يعبر المشاهد لأعمال بنمالك عن حيرته أمام فيض من الوحدات الرمزية للوجوه النسائية المتوهجة والمغتبطة التي تحيل في مدلولها العام على الممارسات اللعبية التي تفاعل مع أجوائها ومقاماتها الانتشائية ، خاصة المرتبطة منها بمنظومة الثقافة الشعبية . عن منجزه الابداعي يقول مصطفى بن مالك :” انني أطلق العنان للحلم والخيال ، مما يضفي طابعا غرائبيا على أعمالي الفنية ذات المنزع الرمزي ، فالإنسان سليل الطفولة كما أن الفعل التصويري خاصية الانسان وأصل أفعاله ، انه ذاكرة مرجعية سابقة على ذاكرتنا المعاصرة ” . ان المتتبع لأعماله الفنية يقف عند عتبة ولوج المشهد الخفي في حياتنا اليومية بكل قيمه الذاتية والانطباعية ، اذ يصبح الشكل الشاذ هو المنظور الحقيقي للعمل الفني ويغدو معه اللون هو البناء …الفن في أعمال بن مالك ليس تكرارا للماضي أو محاكاة حرفية للواقع ، بل انه رمز وعلامة على الذاكرة الفردية والجماعية . يقول الناقد الجمالي Bernard Liagre ، ” مصطفى بن مالك الذي يتحدر من مدينة الصويرة ،بدأ الرسم مبكرا ، وقد أقنعنا بعمله الذي أخذنا إلى عالم غريب للغاية ، وتعتبر شخصيته غنية ومتعددة ، كما يعد من الفنانين القلائل الذين يجيدون الانصات الى ذواتهم الغنية والمتفردة ، أعماله الابداعية متعددة يشتغل على الثقافة الشعبية كما الثقافات البربرية والعربية الأفريقية. إبداعاته أيضا فورية وعفوية لها نظرة متميزة للحياة وللموسيقى.” لقد أمن مصطفى بن مالك باستقلالية الابداع التصويري وحريته ، ان الفن الكبير هو بكل بساطة الفن الذي يستوجب أن تعمل فيه جميع طاقات الانسان ،والذي يستوجب أن يكون في اثاره فن الاخرين دون تقليد … يحلل هذا الفنان الموهوب الألوان الى عناصر فاتنة ويوظفها بشكل دقيق على مساحات تشكيلية تشمل اللوحة واطارها في أن واحد ،جامعا بين العفوية والعقلانية في التركيبة والاخراج معتمدا على رموز اصطلاحية تفصح عن موقفه من الطبيعة والاشياء خارج كل منظور رياضي. يبني هذا الفنان صورة غرائبية تنتقل من حدود الانفعال والتلقي أحادي المعنى الى المشاركة والفعل متجاوزا مفهوم اللوحة الكلاسيكية الى المنحوتة والمنشأة . تنسجم أعماله التشكيلية مع روح المتخيل الشعبي في عالم معقد وقلق دون السقوط في نزعات العدمية واللاموضوعية . راهن الفنان مصطفى بن مالك ، منذ البداية على بلاغة التجديد والتغيير على اعتبار ثقته في ذاته ونفسه وقدرته على الإبداع وفق مشروع ورؤية حداثيين من أجل الارتقاء والتنوع والتعدد في صوره الجمالية، إنه يعزف سيمفونيته اللونية بإيقاعات طبيعية حالمة وبنغمات ومقامات قريبة من يومه/ يومنا المعيش بدون مساحيق ولا رتوشات، إنه موجود بإحساس المبدع / الفنان المرهف. فكل لوحة هي أغنية مؤثرة ناجحة على اعتبار إيمانه أن اللوحة/ المعزوفة إذا نبعت من الصدق والحب ستصل إلى المتلقي بصدق كذلك. لوحات الفنان بن مالك توحي بطبيعة المحيط الذي يعيش فيه بكل ما يحمله من مؤثثات لها علاقة بالتراث وبرؤيته للعالم وللواقع ووقع الأشياء على نفسيته ووجدانه، ومن شأن لوحاته بهاته الشاكلة أن تمنح المشاهد/ المتلقي الشعور ببهجة اللون منسجما مع الشكل باتزان مبني على خبرة التعامل مع الشكل واللون، وفناننا بشكل ما، يعيد قولبة أشياء الحياة لتكتسب روحا اتزانية جديدة، وإذا اعتبرنا الفن الخام عطاء إبداعيا عفويا يعتمد التلقائية بعيدا عن تدقيق المقاييس وهندستها وفق المعتاد، فانه ليس بالفن الهين والسهل الذي يفتح بابه مشرعا أمام كل الراغبين في ممارسته، إنه موهبة فطرية يهبها الله للبعض دون البعض، فرغم وصفه بالتلقائية، فهو في الوقت ذاته يستبطن إيقاعيات اللون والشكل، والخبرة الفنية في وضع الأشياء بشكل فني مناسب يعمل على التكامل التركيبي الفني بين مفردات اللوحة. باحثة جمالية