على بعد سبع دورات من انتهاء البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، يشتد التنافس بين مجموعة من الفرق، إما لاحتلال مراتب متقدمة في الترتيب العام، في وقت قطع فيه فريق الوداد البيضاوي خطوات مهمة لنيل لقب هذا الموسم، أو تواجد كوكبة مهمة من الفرق في الصفوف الأخيرة، والتي تصارع من أجل تفادي السقوط للقسم الثاني. والتنافس لا يعني فقط نيل اللقب أو الحفاظ على المكانة بقسم الأضواء، لكن هناك تنافس آخر يهم نيل لقب هداف الموسم، حيث تشتعل المنافسة بين مجموعة من الأسماء التي تصارع لكسب اللقب، إذ يلاحظ تقارب على مستوى الترتيب العام. يتصدر الطوغولي لابا كودجو مهاجم فريق نهضة بركان قائمة هدافي الدوري حتى الآن برصيد 15 هدفا، متقدما بثلاثة أهداف عن مهاجم فريق الرجاء البيضاوي محسن ياجور، فيما يحتل الإيفواري كوفي بوا مهاجم أولمبيك آسفي المركز الثالث في ترتيب الهدافين برصيد عشرة أهداف. وبين الملاحظات حول قائمة الهدافين تواجد مجموعة من الأسماء الأجنبية في المراتب العشرة الأوائل، فإلى جانب كودجو وبوا، هناك أيضا سايمون مسوفا هداف فريق الدفاع الحسني الجديدي، وأمادو ساماكي مهاجم فريق الكوكب المراكشي المتأزم، وبابا توندي لاعب الوداد، وأبو بكر تونغارا مهاجم فريق الجيش الملكي. ويتبين من خلال المراتب الأولى تواجد أسماء مغربية من أصحاب التجربة، كياجور، المهدي النغمي وجلال الداودي وإبراهيم البزغودي، كما يلاحظ بالنسبة لمتزعم الترتيب، تواجد أربعة لاعبين وداديين بخمسة أهداف لكل لاعب، وهم باباتوندي ومحمد اوناجم، وأيمن حسوني ومحمد الناهيري، اي ما مجموعه 20 هدفا، وهى نصف الحصة التي سجلها متزعم الترتيب إلى حدود الدورة 23. وخاصية الوداد الجماعية على مستوى الترتيب، يعتبر حلا من بين الحلول التي اهتدى لها المدرب الداهية التونسي فوزي البنزتي، ففي غياب قلب هجوم حقيقي أمام حالة الاستعصاء التي وجدها الليبيري ويليام جيبور العائد الوداد بخيبة أمل كبيرة، لا علاقة لها بتألقه الباهر منذ حوالي سنتين، منح البنزرتي الثقة أكثر لعناصر لديها من الكفاءة والطموح في التسجيل، ومن بينهم الناهيري الهداف، رغم تواجده بخط الدفاع. ونحن نتحدث عن هدافي البطولة لابد من الإشارة إلى تواجد لاعب اولمبيك خريبكة الواعد خالد الحشادي، إذ يحتل إلى حدود الدورة الأخيرة المرتبة الثالثة بتسعة أهداف، فهو لاعب المنتخب الأولمبي الذي لم تعطه للأسف الفرصة من طرف المدرب الهولندي مارك فوت المتخلى عنه من طرف الجامعة، بعد الإقصاء القاسي أمام منتخب الكونغو. للاشارة، فمحسن ياجور هو الفائز بلقب الهداف الموسم الماضي، وقبله تحصل علي اللقب الليبيري ويليام جيبور، مع العلم أن الرقم القياسي الوطني لازال بحوزة محمد البوساتي قلب الهجوم السابق لفريق النادي القنيطري والمنتخب المغربي خلال السبعينات والثمانينات، والذي يشكل حتى الآن حالة استثنائية بالدوري المغربي، إذ سجل 25 هدفا خلال موسم 1981-1982 ، وهو رقم لم يصل إليه أي مهاجم لا قبله ولا بعده، مع الملاحظة أساسية ألا وهي أن بطولة الموسم الذي فاز فيه هداف الكاك باللقب، كانت تضم 18 فريقا عوض 16، كما هو حاصل الآن. ورغم ذلك فهذا لا ينقص من قيمة الرقم الذي لا زال يحتفظ به خريج مدرسة المرحوم الأب الصويري، أمام الفرق شاسع في عدد الأهداف، وفي المستوى أيضا، دون الحديث عن الأخلاق والروح الرياضية العالية، وهى الصفات التي كان يتميز بها البوساتي، والتي افتقدنها للأسف بملاعبنا الوطنية منذ طويلة …