احتفاء باليوم العالمي للشعر نظم فرع اتحاد كتاب المغرب “ملتقى الناظور للشعر”، دورة الشاعر عبد السلام بوحجر بشراكة مع مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية بالناظور (سيكوديل) ، وذلك مساء الأحد 17 مارس، بقاعة الندوات بالمركز السالف ذكره. افتتح الأستاذ امحمد أمحور الملتقى بالدعوة إلى قراءة الفاتحة ترحما على الشاعر عبد السلام بوحجر الذي وافته المنية في مفتتح السنة الجارية. ثم قدم الكاتب العام لفرع الاتحاد الأستاذ جمال أزراغيد كلمة رحب فيها بالحضور الكرام وبالشاعرات والشعراء الذي لبوا الدعوة، سواء من وجدة أم من بركان وزايو أم من الناظور ليشاركوا في هذا الملتقى الذي جاء في سياق تخليد اليوم العالمي للشعر. وأعلن أن هذا الملتقى يشكل البداية الفعلية لتقليد سنوي يحتفي بالشعر والشعراء وما يرتبط بهما من قراءات شعرية وندوات وتكريم شعراء ونقاد.. بمختلف حساسيات الشعراء ولغاتهم العربية أو الأمازيغية، وتحدث عن شاعر الدورة الذي سبق أن استضافه الفرع السنة الماضية في أمسية شعرية، غير أن الموت خطفه منا ولكن ذكراه ستظل حاضرة معنا على طول وجودنا على هذه الأرض، لأنه كان شاعرا حاذقا في القصيدة الغنائية المنبرية الحديثة ومبدعا راقيا في الشعر المغربي والعربي. وختم كلمته بالإشادة بهذه الشراكة التي تجمعه مع (سيكوديل) التي ستترجم إلى أنشطة ثقافية مستقبلا. كما هنأ الشعراء بعيدهم الأممي متمنيا لهم حياة مظللة بالاستعارات الباذخة شاكرا حضورهم ومشاركتهم، وحضور الجمهور المهتم المحب للشعر. ثم ألقى الأستاذ عياد أزرار رئيس مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية (سيكوديل) التي رحب فيها بالحضور وبالشعراء والشاعرات المشاركين في الملتقى، ثم توقف عند أهمية الشعر في الفلسفة اليونانية وخاصة أرسطو الذي خص له كتاب “فن الشعر” وغيره..، وعند أهميته في الثقافة العربية باعتباره “ديوان العرب”، ولهذه الاعتبارات وغيرها لم يتوان في قبول اقتراح فرع الاتحاد لإقامة هذا الملتقى الشعري الذي سيعمل المركز على دعمه من أجل الحفاظ عليه والسير به قدما وجعله محجا للشعراء والشاعرات من أرجاء الوطن. وختم كلمته بالشكر لكل الحاضرين والمشاركين في هذا الملتقى متمنيا لهم أمسية شعرية ممتعة. وبعده قدم الأستاذ محمد ماني شهادة مؤثرة في حق المرحوم الشاعر عبد السلام بوحجر، باعتباره أحد أصدقائه الملازمين له. ذكر ببداية علاقته بالمرحوم التي كانت في تأبين الشاعر محمد بنعمارة ومن ذلك الحين وهو يلقاه في قراءات شعرية أو يلتقيه أو يهاتفه يوميا ليسأل عن أحواله وغيرها من المواضيع.. كما تحدث عن الإقصاء الذي تعرض له خلال حياته إذ لم يكن يشارك في المحافل الشعرية الكبرى داخل الوطن وخارجه، ولا يحضر في الإعلام المرئي وغيره.. لكن مهما يكن فهو شاعر كبير من خلال شعره وما تركه للشعر المغربي والعربي من دواوين شعرية تعبر عن شعريته الخلاقة وإنسانيته النبيلة.. ولم ينس الحديث عن خصاله الإنسانية العظيمة التي ميزته عن الكثير وتجربته الشعرية. وبعدئذ تولى الأستاذ عيسى الدودي تسيير الجلسة الشعرية الأولى التي استهلها بالحديث عن اليوم العالمي للشعر بعد مرور عشرين عاما على إقراره.. جاءت الجلسة غنية بمجموعة من الأصوات الشعرية من مدينة الناظورووجدةوبركان، سواء باللغة العربية الفصحى (نور الدين أعراب الطريسي، بوعلام دخيسي، البتول محجوبي، رضوان بن شيكار، محمد مهداوي)، أم بالزجل ( أحمد اليعقوبي)، أم باللغة الأمازيغية (عبد الرحيم فوزي). وكان المسير يقرأ مقاطع شعرية من ديوان المرحوم”ستة عشر موعدا”. وعند الانتهاء من الجلسة الأولى، أدى الأستاذ المبدع عبد الواحد عرجوني فواصل موسيقية على عوده، بمصاحبة أغنيات أدتها التلميذة إيمان عظمي ما شد الجمهور وأطربه. وانتقل الحضور إلى تتبع الجلسة الشعرية الثانية التي أدارتها الأستاذة إلهام الصنابي التي تحدثت عن هذا الملتقى التأسيسي متمنية له النجاح ليكون علامة مميزة لفرع الاتحاد بمدينة الناظور ثم أعطت الكلمة للشعراء الذين تناوبوا على المنصة، فكان من المشاركين بالفصيح (محمد ماني،عبد العزيز أبو شيار،أسماء لمريني،محمد النابت،عبد الحق الحسيني ) وبالأمازيغية ( عبد الواحد عرجوني،رشيد فارس). وفي الختام، أخذت صور جماعية للشعراء والشاعرات إلى جانب الحضور النوعي الذي حج إلى المركز بكثافة للاستمتاع بالشعر بلغاته وحساسياته المختلفة، احتفاء باليوم العالمي للشعر. كما وزعت شهادات الشكر والتقدير على كل المشاركين والمشاركات.