تتويج السينما الإيرانية بالعديد من الجوائز حصد فيلم «انفصال نادر وسيمين» للمخرج الإيراني أصغر فرهادي مجموعة من كبرى الجوائز في مهرجان برلين السينمائي (برلينالي) السبت من بينها الجائزة الكبرى وهي جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم سينمائي. ومنحت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة الإيطالية إيزابيلا روسيليني جائزة الدب الفضي عن أفضل ممثلة وأفضل ممثل لفريق العمل النسائي والرجالي بالكامل في فيلم فرهادي. وبعد حصوله على الجائزة، قال فرهادي «أنا أود أن أغتنم هذه الفرصة للتفكير في الناس في بلادي، البلد الذي نشأت فيه، حيث تعلمت التاريخ. هذا شعب عظيم، شعب صبور، شعب طيب». ويدور فيلم فرهادي حول زوجين تبدأ حياتهما في الخروج عن نطاق السيطرة بعد رفض محكمة طلاقهما. ولعبت ابنة فرهادي «سارينا» دور ابنة الزوجين في الفيلم. لكن الفيلم يتجاوز التوترات البسيطة داخل الأسرة ليستكشف المسائل الأوسع نطاقا في المجتمع الإيراني بما في ذلك النظام الطبقي والعلاقة بين الرجل والمرأة فضلا عن الاحتكاكات بين القيم الحديثة والتقليدية.وتأتي جائزة فيلم «انفصال نادر وسيمين» لفرهادي بعد عامين من فوزه بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلم «عن إيلي». وجاء حفل توزيع جوائز مهرجان برلين على خلفية عقوبة السجن لمدة ست سنوات الصادرة بحق المخرج الإيراني الشهير جعفر بناهي. يذكر أن بناهي (50 عاما)، الذي دعي ليكون عضوا في لجنة التحكيم في المهرجان، قد تم منعه من إخراج الأفلام لمدة 20 عاما مقبلة بتهمة القيام بأعمال ضد النظام الحاكم في إيران. ووضع مقعد شاغر على المسرح ليرمز إلى غياب بناهي عن مراسم توزيع الجوائز. وأشاد فرهادي بزميله بناهي قائلا «أريد أن أتذكر جعفر بناهي. أعتقد حقا أن مشكلاته ستحل قريبا، وآمل أن يكون معنا هنا في العام المقبل». وفاز المخرج المجري، بيلا تار، بجائزة «الدب الفضي» للجنة تحكيم مهرجان برلين عن فيلمه الأبيض والأسود «ذي تورين هورس»، أو (حصان تورينو). ويدور الفيلم الذي يستغرق ساعتين ونصف الساعة حول مزارع كبير السن وابنته البارة البالغة، اللذين يعيشان في منزل مهجور صغير في وسط ريف كئيب. وبعد مسيرة طويلة في إخراج الأفلام تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي، أوضح تار أن (حصان تورينو) هو فيلمه الأخير. وانقسم رواد المهرجان حول الفيلم، حيث اعتبره البعض رائعا للغاية بينما وجد آخرون أنه يتسم بالتكرار والملل. وتحدث تار بعد تلقيه الجائزة قائلا إن الأمر المهم هو أن يتبع المخرجون وجهات نظرهم الخاصة بشكل دقيق. وكان فيلم تار واحدا من 16 فيلما تنافست للحصول على الجوائز الكبرى للمهرجان. وتعد جائزة لجنة التحكيم ثاني أرفع جائزة في المهرجان بعد جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم.كما فاز المخرج الألماني أولريخ كوهلر بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «داء النوم» الذي يدور حول أوروبيين اثنين من عمال الإغاثة في إفريقيا. وفاز فيلم «ايل بريميو» (جائزة) للمخرجة الأرجنتينية باولا ماركوفيتش بجائزتي دب فضي عن أفضل إنجاز فني (واحدة للتصوير وأخرى لتصميم الإنتاج) . ويدور الفيلم حول فتاة صغيرة تنشأ في ظل الحكم العسكري في الأرجنتين. وفاز المخرج الأمريكي جوشوا مارستون والكاتب الألباني أنداميون موراتاج بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو عن فيلم «مغفرة الدم». ويحكي الفيلم قصة مراهق تنقلب حياته رأسا على عقب بعد تورط عائلته في نزاع دموي في ألبانيا. وحصل فيلم «إذا لم نكن نحن، فمن» للمخرج الألماني أندريس فييل على جائزة ألفريد باور للآفاق الجديدة في السينما، ويتناول الفيلم جذور السياسات اليسارية العنيفة في ألمانيا خلال ستينيات القرن الماضي . وفاز اندرو أوكبياها ماكلين المولود في ألاسكا بجائزة مهرجان برلين السينمائي لأول عمل روائي طويل عن فيلم «أون ذي آيس» (على الجليد) الذي يدور حول مجموعة من الأصدقاء الشباب الذين يعيشون في بلدة صغيرة في ألاسكا ويخفون سرا كبيرا