عبر الدولي المغربي والظهير الأيمن لنادي بوروسيا دورتموند الألماني أشرف حكيمي، عن سعادته بالموسم الذي يقضيه مع “أسود الفيستيفال” بالدوري الألماني (البوندسليغا)، مبديا إعجابه بالكرة والجماهير الألمانية. وقال حكيمي في حوار أجراه معه الموقع الرسمي للبوندسليغا، إنه اختار تمثيل المنتخب المغربي بدلا من إسبانيا، بحكم أصول والديه وعيشه في وسط مغربي مسلم رغم محاولة الإسبان إقناعه بحمل قميص “لاروخا”. وأشار حكيمي إلى إن الدوري الألماني يمنح اللاعبين الواعدين فرصا كبيرة للعب والاستمرارية إضافة إلى أسلوبه الجذاب، منوها بزميله الإنجليزي جادون سانشو الذي ينتظره مستقبل واعد، حسب قوله. وأبرز حكيمي أنه كان يعي قيمة دورتموند كناد ألماني كبير قبل الانتقال إليه الصيف الماضي قادما من نادي ريال مدريد الإسباني، مضيفا أنه استفاد من نصائح لاعبين إسبان سبق لهم اللعب بالبوندسيلغا. وبعدما أكد حكيمي أنه لا يكترث لضغط لعبه لناديين كبيرين في إسبانيا وألمانيا، تطرق إلى ذكرياته الأولى مع كرة القدم وما يحفزه في اللعبة وتغيير مركزه من مهاجم إلى ظهير أيمن واختلاف الثقافة بين مدريد ودروتموند. أشرف حكيمي، لقد مرت 8 أشهر رائعة منذ قدومك إلى البوندسليغا الصيف الماضي، حدثنا عن الفترة التي قضيتها بدورتموند حتى الآن؟ إنها سنة رائعة جدا لحدود الساعة. نحن نحتل صدارة البوندسليغا (يتقاسم حاليا الصدارة مع بايرن ميونيخ). نتواجد في دور ال16 بدوري أبطال أوروبا وتنتظرنا مع مباراة إياب صعبة (خسر دورتموند أمام توتنهام الإنجليزي 3-0 ذهابا و0-1 إيابا). شخصيا، أنا سعيد وأنا أتطور كيفما أريد وأحصل على دقائق لعب كما أنا محتاج له. كيف ترى البوندسليغا؟ إنها منافسة مختلفة عما كنت أمارس فيه في السابق (الدوري الإسباني). أحب الطريقة التي يلعبون بها هنا، خاصة الجمهور وهوسه بكرة القدم. إنها نوع مختلف عن كرة القدم التي تعودت عليها. أحب كثيرا الهجوم والمرتدات في اللعبة. إنها رائعة للغاية. عمرك حاليا 20 سنة، لعبت 24 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم، مقارنة ب 17 مباراة مع ريال مدريد موسم 2017-2018، هل البوندسليغا أفضل للاعبين الصغار؟ أعتقد أن أسلوب كرة القدم هنا يستهوي اللاعبين الصغار، بحكم أنه يمنحهم الفرصة والاستمرارية التي يحتاجونها نهاية كل أسبوع. أعتقد أن البوندسليغا تقدم هذا الأمر، ونحن كلاعبين نسعى إلى تأكيد أنه أينما كنا نستطيع اللعب. وهذا الحال سواء كنت لاعبا شابا أو متقدما في السن. لست لوحدك النجم الواعد الصاعد في دورتموند، كيف ترى أداء زميلك الإنجليزي جادون سانشو؟ أعتقد أنكم وقفتم على أنه لاعب رائع. أنا محب كبير لأسلوب لعبه ومراوغاته وكيفية تسهيل الأمور لزملائه. هو ما يزال صغيرا في السن مثلي تماما. يتعين عليه الاستمرار في العمل كل يوم وتعلم كل ما يمكن تعلمه. أظن أنه إذا استمر على هذا الطريق فسيكون له مسار جيد. وبالإضافة إلى أننا زملاء، نحن نتأقلم جيدا في غرفة تغيير الملابس ونتشارك أشياء عديدة. هل كنت تعلم الكثير من الأشياء عن دورتموند بعد انتقالك من ريال مدريد؟ طبعا كنت أعلم. دورتموند ناد تاريخي وله تاريخ عريق في أوروبا، وحقق الكثير من الإنجازات. أحببت اللون الأصفر الذي يصنعه الأنصار في المدرجات. كنت أيضا أعرف بعض اللاعبين لأنه دورتموند ناد امتلك على الدوام لاعبين كبار. عندما تلقيت عرض القدوم هنا، لم أكن محتاجا للتفكير مرتين. هل تحدثت مع أحد حول دورتموند أو الدوري الألماني قبل قدومك؟ نعم. تكلمت مع عدة أشخاص. أعرف مارك بارترا الذي يلعب بدورتموند وتكلمت معه قليلا حول هذا الموضوع وساعدني من أجل التأقلم بأسرع وقت ممكن. وبخصوص الدوري والكرة الألمانية، كنت محظوظا بنصائح دانييل كارفاخال وبورخا مايورول، واللذين كانا زميلي (بريال مدريد) في الموسم الأماضي، بل وأصدقاء أيضا. مع من تقضي معظم وقتك؟ بحكم اللغة (الإسبانية)، أقضي كثيرا من الوقت مع باكو ألكاسير وأكسيل فيتسيل وسيرخيو غوميز، وحاليا مع القادم الجديد ليوناردو باليردي. هل من السهل التعامل مع الضغط الذي يخلفه اللعب لناد كبير؟ عندما تلعب رفقة أندية من مستوى عال كدورتموند وريال مدريد، ستعاني من هذا الضغط لأنها أندية تسعى للفوز والبقاء في القمة. من جهتي، أنا لاعب أكره الهزيمة. أنا أعشق مثل هذه الأمور. عندما تكون تحت الضغط وأنت تحب هذه الأمور، فسوف تتعود عليها. تحدثت لنا عن أولى ذكرياتك مع كرة القدم … أحببت كرة القدم دائما. دوما ما كانت هناك كرة بين قدمي. أظن أني بدأت اللعب لفريق ما عندما كان عمري 6 أو 7 سنوات، ولم أتوقف عن اللعب منذ ذلك الوقت. أتذكر عندما كنت ألعب لفريق الحي. ألعب رفقة أصدقائي ونمزح مع بعض في الشوارع. إنها ذكريات لا تصدق ولا يمكن نسيانها، وسأظل دوما أتذكرها أينما ذهبت. ما الشيء الذي يحمسك في كرة القدم؟ لا أعرف. عندما كنت صغيرا حاولت والدتي أن تضمني لمدرسة للجيدو أو السباحة، لكني كنت أخبرها بأني أريد كرة القدم. كنت دوما أرغب في كرة واللعب بها. أظن أن المستوى الحالي للمباريات هو ما يجعلك التي يتحمس ويمنحك الرغبة في اللعب والمتعة في عمل شيء تحبه. لم تكن دائما تلعب كمدافع، بدأت مشوارك في مراكز أخرى في الملعب.. كنت مهاجما عندما بدأت اللعب في سن السادسة أو السابعة. وما بين 14 و15 سنة تحولت إلى الأجنحة، ثم بين 16 و17 سنة انتقلت إلى مركز الظهير، حيث ألعب حاليا. أظن أن هذا التغيير سار بشكل جيد. لماذا اخترت تمثيل المغرب بدلا من إسبانيا على المستوى الدولي؟ في وقت سابق من مسيرتي، أتيحت لي فرصة اللعب لإسبانيا. لقد تواصلوا معي، وأنا تحدثت مع وكيل أعمالي وعائلتي وآخرين حول الموضوع. أعتقد أنني اخترت اللعب للمغرب لأنه البلد الذي جاء منه والداي. كما أنني نشأت في وسط مغربي ومسلم. ولهذا ظننت أنني سأكون مرتاحا باللعب للمنتخب المغربي. أنا فخور بكوني لاعبا مغربيا يمارس بالدوري الألماني. وأحب أن يكون بلدي فخورا بي. أعلم أنني مراقب وأنني في امتحان. ما هو وجه الاختلاف بين إسبانيا وألمانيا؟ بالنسبة لي كأنها ليلة ونهار. مدريد مدينة مذهلة في الأكل والجو وأشياء أخرى. حاليا جئت لثقافة مختلفة تماما بألمانيا. دورتموند مدينة أصغر بثقافة مغايرة. أنتم تعلمون صعوبة التغيير، ولكن أنا هنا للعمل وأحتاج للتركيز على كرة القدم والأداء الجيد، والبقية تأتي لاحقا. ترجمة : صلاح الدين برباش