الحرية والعدالة الاجتماعية قيم آمن الراحل بحتمية تحققها محمد السكتاوي الراحل ساهم بقلمه وبتجربته النضالية الكبيرة في تطوير الحياة الصحافية وفي الدفاع عن قيم الديمقراطية، وأن وفاته تشكل خسارة كبرى ليس فقط للشعب السوداني ولكن أيضا للمغاربة الذين احتضنوه وأحبوه. محمود معرف لقد كان الراحل عبد الواحد أحمد كمبال من الشخصيات السودانية التي آمنت بمهنة الصحافة وبقواعدها وأصولها ومارسها بكل تفان سواء ببلده أو بالمغرب، الذي كان الفقيد يكن له كبير الحب، والذي كان حاضرا لديه كما لكل الصحافيين العرب. واصف منصور كان محط تقدير كل زملائه وكل من عرفه، وكان ملما ومحيطا بأصول مهنة الصحافة التي ولجها محترفا، فكان بذلك صحفيا في كينونته، إذ كان يتعامل مع الحدث بعقلية الصحافي المهني *** في جو مهيب تم تشييع جثمان الكاتب والصحفي السوداني عبد الواحد كمبال بعد عصر أول أمس الاثنين بمقبرة الشهداء بالرباط، بعد أن وافته المنية صباح اليوم ذاته بأحد مستشفيات الرباط العاصمة، عن سن يناهز 62 سنة. وبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى، بحضور لفيف من أصدقائه ومعارفه وأقاربه، من الصحفيين المغاربة والمعتمدين، وبعض الوجوه من عوالم السياسة والفكر والإعلام والفن إضافة إلى سفير السودان بالرباط وأفراد الجالية السودانية بالمغرب. ويشهد الجميع للراحل عبد الواحد أحمد كمبال أنه كان صحفيا مقتدرا يتحكم جيدا في اللغتين العربية والإنجليزية ، وكان معروفا بدماثة أخلاقه، ومتسما بروحه العالية، فقد كان رحمه الله عاشقا للجميع، كما يشهد كل من عاشر الراحل قيد حياته سواء في المغرب أو في بلده السودان الذي ظل يحمل همومه حتى آخر يوم من حياته، أنه كان نقيا وصافيا متمسكا بتلك المبادئ التي رضعها من ثدي الحياة في واجهتها النضالية والإعلامية، رغم التقلبات والتحديات التي ميزت مختلف المراحل التاريخية التي واكبها الراحل بعمق في التحليل الذي سمح له بصياغة مواقف أثبت التاريخ صوابها. فقد كان عبد الواحد كمبال مناضلا يحمل حرقة تلك الأسئلة التي تمت صياغتها على مدى تعاقب الأزمنة في السودان على وجه التحديد وفي الوطن العربي بصفة عامة، كان متشبثا بتلك القيم الإنسانية التي شكلت منارا لحياته وأفق انتظار ظل يؤمن بحتمية تحققه، كالحرية والعدالة الاجتماعية والتضامن وعشق الحياة بكل روافدها ومعالمها. وكانت لحظة إنزال جثمان الفقيد إلى القبر لحظة جد مؤثرة درف خلالها عدد من الحاضرين الدموع، خاصة عندما كان نجله كمبال يضع تلك الحفنة من التراب تحت رأس والده، كانت اللحظة مؤثرة، لأن المصاب كان جللا، وكان الأصدقاء والأحبة يقدرون عظمة اللحظة، لحظة الوداع والحضور في الآن ذاته، لحظة وداع فيزيقي، ولحظة حضور دائم في القلب وفي الذاكرة والاستلهام. وسبق للراحل، الذي قد اختار المغرب لإقامته منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، أن عمل في العديد من المنابر الإعلامية في الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووكالات الأنباء، خاصة بكل من السودان ومصر وقطر وبريطانيا، كما قام بتغطية العديد من التظاهرات العربية والدولية، خاصة القمم العربية والإسلامية واجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي ودول عدم الانحياز، فضلا عن تغطية بعض الأحداث الكبرى كالحرب الأهلية في السوادن وحرب الأوغادين بين الصومال وإثيوبيا والحرب العراقية الإيرانية. وفي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء خلال مراسم التشييع، قال الصحافي الفلسطيني واصف منصور، رئيس رابطة الصحافيين العرب سابقا، إن الراحل كان في طليعة الصحافيين العرب المعتمدين في المغرب، بالنظر لكفاءته وقدرته المهنية. وأشاد واصف منصور بالخصال الإنسانية التي كان يتحلى بها الفقيد، الذي كان محط تقدير كل زملائه وكل من عرفه، مؤكدا أنه كان ملما ومحيطا بأصول مهنة الصحافة التي ولجها محترفا، فكان بذلك صحفيا في كينونته، إذ كان يتعامل مع الحدث بعقلية الصحافي المهني. من جانبه، قال محمود معروف مدير مكتب جريدة «القدس العربي» بالمغرب إن الراحل عبد الواحد أحمد كمبال كان من الشخصيات السودانية التي آمنت بمهنة الصحافة وبقواعدها وأصولها ومارسها بكل تفان سواء ببلده أو بالمغرب، الذي كان الفقيد يكن له كبير الحب، والذي كان حاضرا لديه كما لكل الصحافيين العرب. وأضاف أن كمبال الإنسان كان طيبا، كريما ومعطاء وباذلا، عرف بعلاقاته الطيبة مع زملائه. من جهته، أكد مدير عام منظمة العفو الدولية (فرع المغرب) محمد السكتاوي، وأحد أصدقاء الراحل، في شهادة مماثلة، أن كمبال قبل أن يكون صحافيا كان مناضلا من أجل الديمقراطية، مذكرا بأنه كان صديقا للمغرب، حيث اختار أن يعيش فيه وآملا أن يموت فيه، وكانت وصيته لعائلته هو أن تحتضن تربة المغرب جثمانه. وأضاف السكتاوي أن الراحل ساهم بقلمه وبتجربته النضالية الكبيرة في تطوير الحياة الصحافية وفي الدفاع عن قيم الديمقراطية، معتبرا أن وفاته تشكل خسارة كبرى ليس فقط للشعب السوداني ولكن أيضا للمغاربة الذين احتضنوه وأحبوه.