قدم مجموعة من نزلاء المؤسسات السجنية مؤخرا، بمسرح للا عائشة بمدينة المضيق، عرضا مسرحيا بعنوان «مبارك ومسعود»، الذي يعتبر ثمرة تجربة فريدة جعلت من المسرح وسيلة للاندماج في المجتمع. وتتطرق المسرحية، التي أعدت تحت إشراف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إلى موضوع العرس المغربي التقليدي، في قالب كوميدي ونقدي، عبر تبادل مجموعة من الحوارات حول أحداث تطبع هذا الطقس الاحتفالي المتجذر في الهوية المغربية. وأبرز مخرج المسرحية، رشيد علي العدواني، أن هذا العمل يشهد مشاركة 28 نزيلا، سابقا أو حاليا بعدد من المؤسسات السجينة بمختلف جهات المملكة، موضحا أن أعمار الممثلين تتراوح بين 17 سنة (نزيل حدث) وأزيد من الستين سنة. وأشار المخرج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن تكوين هذه الفرقة المسرحية جاء ثمرة لمسابقة (كوميك) التي نظمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج العام الماضي وشهدت مشاركة أزيد من 400 نزيل ونزيلة من مختلف مناطق المغرب، موضحا أن اختيار أعضاء الفرقة جاء وفق معايير الموهبة والسلوك في مختلف المراحل الإقصائية للمسابقة. وذكر بأن أعضاء الفرقة استفادوا من مجموعة من الورشات التكوينية على مدى ستة أسابيع، أطرها فنانون مغاربة متطوعون، وتناولت عددا من تقنيات المسرح كالكتابة والحكي والتعبير الجسدي والارتجال، إلى جانب القيام بمقابلة مع طلبة المعهد العالي للفن المسرحي لصقل مواهب النزلاء. وخلص إلى أن تأليف المسرحية جاء بناء على نصوص مجموعة من النزلاء، تم تنقيحها وإعادة صياغتها مع الاحتفاظ بأفكارها وآرائها، قبل دمجها في نص واحد أعيدت صياغته باحترافية من طرف فريق من المهنيين أشرف على العمل. من جانبه، أوضح بنعيسى بناصر، رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والمواكبة النفسية بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إلى أن هذا العرض المسرحي يندرج ضمن جولة جهوية تنظمها المندوبية بعد النجاح الكبير الذي عرفه العرض الأول، الذي تم بمسرح محمد الخامس بالرباط احتفالا باليوم الوطني للنزيل. ونوه بناصر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن المسرحية، التي يشارك في أدائها 28 نزيلا، من بينهم 7 نزيلات، تعتبر ثمرة للمسابقة المنظمة العام الماضي على مستوى مختلف المؤسسات السجنية بالمملكة، مشيرا إلى أنها تندرج ضمن جهود المندوبية العامة لإدماج السجناء، وإطلاع الجمهور على إبداعات النزلاء في مختلف المجالات. من جانبه، أوضع مصطفى البودوسي، المدير الجهوي للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن مسرحية مبارك ومسعود ستجوب عددا من المؤسسات السجينة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، قبل الانتقال إلى جهات أخرى من المملكة. يذكر أن هذا العرض المسرحي رأى النور بفضل مساهمة عدد من المهنيين، حيث أشرف جواد الكرويتي على الإدارة الفنية، ومحمد الخو على الديكور، وهشام الغفولي على ورشة الكتابة، وأحمد بنميمون على الإضاءة والملابس، وسليمة المومني على الكوريغرافيا، وعبد العالي خربوش على الإيقاع، وربيع الدعيسة على المؤثرات الصوتية.