يواصل فريق الدفاع الحسني الجديدي حصد المزيد من الهزائم، حيث كان آخرها الخسارة غير المتوقعة بالميدان أمام فريق يوسفية برشيد بتركيبة شابة، إلا أن “فارس دكالة” لم ينجح في تجاوزه، وبالتالي تتوالى نكساته رغم التعاقد مع مدرب مثقل بالألقاب. الفريق دخل مرحلة الفراغ مباشرة بعد خروجه من منافسات دور مجموعات عصبة أبطال إفريقيا وكأس العرش في دور الربع على حساب فريق نهضة بركان. هذا الإقصاء المبكر أفاض الكأس، وساهم في تشنج العلاقة بين محيط الفريق والمدرب السابق عبد الرحيم طاليب، زاد من حدتها توالي الكبوات على مستوى منافسات البطولة، وفي يلي خمسة أسباب أدت إلى تراجع مستوى الفريق الدكالي: -1 الإقصاء المبكر مباشرة بعد خروجه من دور مجموعات عصبة الأبطال الإفريقية وإقصائه من منافسة كأس العرش على يد فريق نهضة بركان، دخل الفريق الجديدي في سلسلة من النتائج السلبية، وحصد الهزيمة تلوى الأخرى بطريقة ساذجة، مما أثر بشكل واضح على نفسية مكونات الفريق التي لم تجد مبررا لهذه النكسة التي عمرت طويلا. وكان الفريق الجديدي قد أعطى مؤشرات قبل النكسة بأنه سيقارع هذا الموسم على درع البطولة، قبل أن تتحول أحلامه وأحلام الجماهير الجديدية إلى التذمر والسخط بفعل تراجع مستوى الفريق وبالتالي تراجع نتائجه. -2 كرسي البدلاء في ظل عدم الاعتماد على خدمات مجموعة من أبناء الفريق الذين يقدمون مستويات طيبة رفقة الفريق الرديف كآدم بلشهب وحمزة الهنوري وأيوب بنشاوي، بات كرسي احتياط الدفاع الجديدي يثير سخط الجماهير ويخيب تطلعاتهم خاصة بعد الانتدابات الأخيرة التي أججت غضب الأنصار ولاقت احتجاجا قويا، بدعوى أن العناصر الملتحقة بالفريق لم تعط الإضافة المرجوة، كالمهاجم النجيري أكبوتو، كما أن المهاجم عدنان الوردي أضحى عاملا معيقا في الخط الأمامي ويهدر فرصا سانحة للتهديف بغرابة. -3 التعاقد مع فيلود يبدو أن الفرنسي هوبير فيلود خيب ظن جميع مكونات الفريق الجديدي إلى حدود الساعة، وخاصة الجماهير الجديدية التي تنبأت لفريقها بمستقبل زاهر رفقة مدرب مثقل بالألقاب. المدرب الجديد لم يقدم شيئا يذكر، بل كانت حصيلته التنقيطية في 6 مباريات سيئة للغاية على اعتبار أنه جنى فقط 5 نقاط من أصل 18 نقطة ممكنة. ويذهب بعض المتتبعين إلى أن تغيير المدرب لم يكن في الوقت المناسب، خاصة وأن طاليب ترك الفريق في المركز الثاني وبهزيمة وحيدة فقط، فيما تكبد الفرنسي 3 هزائم متتالية. -4 اختيارات فيلود الأكيد، أن هوبير فيلود الذي غابت حتى الآن بصمته داخل الفريق الجديدي يؤدي حاليا ثمن اختياراته البشرية والتكتيكية، بسبب قراراته الجريئة، حيث استبعد بعض اللاعبين الذين كانوا بالأمس القريب من الركائز في التشكيلة الرسمية لتراجع مستواهم، أو لعدم تجاوبهم مع نهجه التكتيكي. كما اعتمد المدرب الفرنسي في أغلب المباريات على نظام المداورة بين العناصر الجديدية بحثا عن التوليفة المناسبة، دون أن يكون لهاته التعديلات أثر إيجابي على أداء ونتائج “فارس دكالة” الذي هوى نجمه وتراجعت أسهمه في البطولة الوطنية، وأصبح مستقبله يكتنفه الكثير من الغموض. -5 ضعف الهجوم منذ تسريح وليد أزارو لصالح نادي الأهلي المصري، تلاه حميد أحداد المنتقل لنادي الزمالك المصري ثم ابن الفريق زكرياء حذراف المنضم إلى صفوف فريق الرجاء البيضاوي، والفريق يعاني على مستوى الخط الأمامي، حيث يخلق العديد من الفرص التي تفتقد اللمسة الأخيرة لترجمتها إلى أهداف، ويستمر هذا العقم الهجومي في ظل تواضع مستوى بلال المغري وعدنان الوردي والأفارقة الذين انتدبهم إدارة “فارس دكالة” لتعويض رحيل أبرز نجوم الفريق. -6 الإرهاق والضغط أرجع بعض اللاعبين تواضع الفريق في الدورات الأخيرة إلى كثرة المباريات وتبعات المنافسة على ثلاث واجهات، إذ أرخت بظلالها على الطراوة البدنية لأغلب اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم غير قادرين على مسايرة المباريات بنفس الإيقاع إلى نهايتها. وإذا كان البعض قد أرجع سوء النتائج إلى العياء الذي دب في أقدام اللاعبين، فإن البعض الآخر عزا ذلك إلى الضغط النفسي الذي سببه الخروج من المنافسة القارية والكأس مبكرا من جهة، وتوالي الهزائم من جهة أخرى على مستوى مباريات البطولة الاحترافية ، وهنا لا بد من طرح السؤال التالي: ما جدوى تواجد المعد الذهني إذا كان اللاعبون يتأثرون بالهزيمة، ولا يستطيعون الخروج من دوامة هذا الضغط بالسرعة المطلوب؟