في مراكش، يستعد المهرجان الدولي للفيلم، لإسدال الستار عن دورته السابعة عشر، مساء يومه السبت. في هذه الساعات تكون لجنة التحكيم قد احتجبت للبت في مصير الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية، وإعلان النتائج التي توصلت إليها في المساء خلال حفل الختام بقصر المؤتمرات. وإلى ذلك الحين يبقى السؤال معلقا، بخصوص من سيفوز وفي أي بلد سترسو النجمة الذهبية للمهرجان، ويوجد في حلقة التباري كما هو معلوم 14 شريطا روائيا طويلا، من المغرب وتونس ومصر والسودان وبلغاريا وألمانيا والنمسا وصربيا والمكسيك والأرجنتين واليابان والصين. بينما تتكون لجنة التحكيم خلال هذه الدورة من المخرج الأمريكي جيمس غراي، رئيسا وكل من الممثلة الهندية إليانا داكروز، والمخرجة المغربية تالا حديد، والمخرجة والفنانة التشكيلية اللبنانية جوانا حاجي توما، والممثلة الأمريكية داكوتا جونسون، والمخرجة البريطانية لين رامسي، بالإضافة إلى الممثل الألماني دانييل بروهل، والمخرج الفرنسي لوران كانتي، والمخرج المكسيكي ميشيل فرانكو. المهرجان في أرقام وقد أبدت الصحافة المغربية والدولية اهتماما كبيرا بتتبع مختلف أنشطة الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وقد وصل مجموع عدد ممثلي وسائل الإعلام المغربية والدولية الذين غطوا، وبشكل يومي، العروض السينمائية والمناقشات والأمسيات الاحتفالية وحفلات التكريم إلى جانب تظاهرات المهرجان الأخرى، إلى 571 عضوا، يمثلون 215 هيأة إعلامية من 22 بلدا، بالإضافة إلى ممثلي وسائل إعلام شاملة للدول العربية ووكالات صحفية إقليمية دولية. وتضمن هذه التغطية متعددة اللغات للمهرجان وللمغرب إشعاعا في القارات الخمس من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية، ينجزها مهنيون ينحدرون من فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وفنلندا والنرويج واليونان وصربيا وهولاندا وبلجيكا والجزائرولبنان والإمارات العربية المتحدة وتونس ومصر، وكذلك من اليابان والصين وتركيا والبرازيل والولايات المتحدةالامريكية وأستراليا. من بين هؤلاء 476 صحفيا ومصورا وتقنيا مغربيا يمثلون 146 وسيلة إعلام وطنية و جهوية. كما رافقت 16 قناة إذاعية وتلفزية مغربية الدورة 17 للمهرجان الدولي للسينما بمراكش. وتكلفت 51 جريدة و مجلة مكتوبة باللغتين (العربية والفرنسية) تقديم تغطية يومية لفعاليات المهرجان، بالإضافة إلى 79 بوابة وموقع إلكتروني محلي ووطني، منها المتخصص والعام. كما حضر في مراكش مراسلون محليون لوسائل الإعلام الدولية. وقد وصل عددهم إلى 18 مراسلا يمثلون العديد من هيآت وسائل الإعلام (من تلفزة وصحافة مكتوبة ووكالات صحافية، إلخ) تبث باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والصينية والتركية. وبشكل مختصر ! – 571 مهنيا من وسائل الإعلام – 215 هيأة لوسائل الإعلام من المغرب وباقي العالم – 22 بلدا – 15 لغة – 5 قارات من بينهم : – 476 صحفيا، مصورا وتقنيا مغربيا – 146 وسيلة إعلام مكتوبة وإلكترونية وسمعية بصرية – 18 ممثلا لوسائل الإعلام الدولية المعتمدة بالمغرب. تظاهرة جماهيرية ناجحة وفي تصريح للصحافة، قال المنسق العام للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، علي حاجي، إن الدورة ال17 للمهرجان، تعد “تظاهرة جماهيرية ناجحة”. وأكد حاجي، أن المهرجان، حقق نجاحا جماهيريا كبيرا. فالجمهور يتوافد بكثافة على قاعات عرض الأفلام، ولحضور اللقاءات مع ضيوف المهرجان البارزين. كما يقصد جمهور غفير ساحة جامع الفنا لمقابلة نجوم الشاشة الكبيرة أمثال روبرت دي نيرو ، ومارتن سكورسيزي ، ويسرا وليلى علوي. مشيرا إلى حماس الجمهور الشاب لهذه التظاهرة السينمائية الكبيرة، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 3500 شاب في إطار المهرجان. وأبرز في هذا الصدد، أن الشباب عشاق السينما يجتمعون في سينما “كوليزي” لحضور فقرة “الجمهور الناشئ”. وبخصوص السينما المغربية، حرص حاجي على التأكيد أن الدورة ال17 للمهرجان قد كرمت الفن السابع الوطني. وقال “قدمنا هذه السنة بانوراما للسينما المغربية، وهي مجموعة مختارة من سبعة أفلام حديثة”، مشيرا إلى أن المهرجان يستقبل مشاركين من جنسيات مختلفة ومن جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المهنيون (مديرو مهرجانات ومبرمجون ومنتجون وموزعون)، دون أن ننسى ممثلي الصحافة الدولية، الذين يعبرون عن اهتمام كبير بالأفلام المغربية. وسجل حاجي أنه تم إنشاء هذه المنصة الترويجية لفائدة السينما المغربية، والتي سيكون لها مكان دائم ضمن فعاليات المهرجان، مشيرا إلى أنه تم برسم دورة هذه السنة، اختيار مجموعة تشمل سبعة أفلام ضمت فيلم “وليلي” للمخرج فوزي بنسعيدي، و “صوفيا” للمخرجة مريم بنمبارك، علاوة على أفلام في عرضها الأول على المستوى الوطني أو العالمي مثل فيلم “المداوية” لمحمد زين الدين ، و”كاثارسيس، أو حكايات أفينا في العالم المفقود” للمخرج ياسين ماركو ماروكو، وأجناس أخرى من الأفلام كالوثائقي “وي كولد بي هيرويس” لهند بنساري. ويتعلق الأمر أيضا بفيلم “جاهلية” لهشام العسري و”بلا موطن” لنرجس النجار. وأوضح أن الفكرة هي خلق منصة “تكون أداة حقيقية للترويج للسينما المغربية لدى الجمهور الأجنبي الذي يشارك في المهرجان”. وأضاف أن السينما المغربية سجلت حضورا قويا، لا سيما من خلال التكريم الحافل للجيلالي فرحاتي، السينمائي الكبير وأحد مؤسسي السينما الوطنية المعاصرة، فضلا عن كونه أحد أبرز ضيوف مهرجان مراكش الدولي للفيلم، حيث كان عضوا في لجنة التحكيم خلال الدورة الثانية عشرة. وقال، في هذا الصدد، إن هذا التكريم “يعد اعترافا بمساره الغني جدا، والذي تخللته على مدى ثلاثين سنة، نجاحات وتتويجات متنوعة”. وفي إشارة إلى التصورات الجديدة التي ميزت المهرجان هذه السنة، سلط حاجي الضوء على “ورشات الأطلس” التي وصفها بأنها “برنامج مهم” خصص حصريا للصناعة السينمائية وتنمية المواهب، مضيفا أن “الفكرة تتمثل في إنشاء منصة لدعم المواهب الشابة من المغرب وإفريقيا والشرق الأوسط أثناء الإعداد لشريطهم الطويل الأول أو الثاني أو الثالث”. كما أوضح أن هذه المنصة “صممت لاختيار ومواكبة الأفلام والمخرجين الصاعدين سواء في مرحلة الإعداد أو في مرحلة ما بعد الإنتاج”. ومن بين 14 مشروعا تم اختيارها في إطار هذه الورشات، أبرز أن هناك ثمانية مشاريع في طور الإعداد وستة أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج من تسع دول، موضحا أن خمسة منها هي أفلام مغربية إما في طور الإعداد أو ما بعد الإنتاج، بما في ذلك ثلاث مبادرات نسوية. وخلص حاجي إلى التأكيد على أن “أي مهرجان سينمائي يحترم نفسه يعرف كيف يدمج المستجدات، بالنظر إلى أن هذا المجال يعرف تغيرات سريعة على المستوى التكنولوجي والفني والتحريري”، مؤكدا أن مهرجان مراكش الدولي للفيلم يندرج بلا شك ضمن هذا المنظور. دعوة إلى تعاون إفريقي بين مهنيي السينما ودعا مشاركون في لقاء، انعقد الأربعاء الماضي، تحت عنوان “جماهير السينما في القارة الإفريقية.. وجهات نظر واستراتيجيات”، إلى تعاون إفريقي بين مهنيي الفن السابع للتوفيق بين الجمهور والشاشة الكبيرة. وأوضح المتحدثون خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار النسخة الأولى لمنصة “ورشات الأطلس” التي تقام على هامش المهرجان، الحيوية والدينامية التي شهدتها صناعة السينما خلال السنوات الأخيرة في القارة الإفريقية، مبرزين الحاجة إلى التجديد والتنويع، لا سيما في البرمجة والتوزيع. ويعد برنامج “ورشات الأطلس” منصة لصناعة وتطوير الأفلام، يهدف إلى دعم مشاريع الأفلام والسينما في مرحلة ما بعد الإنتاج، مما يمكن صانعي الأفلام من تسريع إنتاجهم وتحسين معرفتهم بالسوق وتعزيز شبكاتهم. وتعتبر “ورشات الأطلس”، المخصصة بالكامل للسينما في إفريقيا والشرق الأوسط، منصة إبداعية ومهنية لدعم صناع السينما كما أنها مكان للتبادل بين المهنيين الدوليين والمواهب الإقليمية. وتم تصميم هذه المنصة لمواكبة صانعي الأفلام الناشئين في المنطقة، لا سيما في مرحلة إعداد الأفلام الروائية الأولى أو الثانية أو الثالثة (الروائية أو الوثائقية)، سواء كانت مصحوبة بمنتج أو بمفردها. وتهدف “ورشات الأطلس” أيضا إلى استكشاف قضايا توزيع الأفلام في المنطقة، وتم في هذا الإطار تنظيم حلقات لتبادل النقاش حول الجماهير وتداول أعمال إفريقيا والشرق الأوسط. وبالنسبة لهذه النسخة الأولى، تمت برمجة 14 عملا سينمائيا تم اختيارها في إطار هذه الورشة، منها ثمانية مشاريع في طور الإعداد وستة أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج من تسع دول، وخمسة منها عبارة عن أفلام مغربية إما في طور الإعداد أو ما بعد الإنتاج، بما في ذلك ثلاث مبادرات نسوية. وفي نهاية هذه الورشات، تم منح جائزتين من قبل لجنة تحكيم محترفة، الأولى هي جائزة الإعداد والتي تبلغ قيمتها 10 آلاف أورو لأفضل مشروع، والثانية تبلغ قيمتها 20 ألف أورو لأحد الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج. يشار إلى أن المشاريع الأربعة عشر المختارة لورشات الأطلس في مرحلة ما بعد الإنتاج ضمت عايدة الكاشف “يوم أكلت السمك” (مصر) / وثائقي، و”أوروبا، استنادا إلى قصة حقيقية” لكيفو روروهاوزا (رواندا) / الخيال، و”أبعد ما يكون عن المكان الذي يجب أن أذهب إليه” لكريمة السعيدي (المغرب) / وثائقي، و”كيلومترات 60″ للمخرج حسن فرحاني (الجزائر) / وثائقي، و”نساء الجناح ج” لمحمد نظيف (المغرب) / روائي، و “نحن من هناك” لوسام طانيوس (لبنان) / وثائقي. وفيما يتعلق باختيار المشاريع في مرحلة الإعداد فهي تضم “الخوخ الموسمي” لريم مجدي (المغرب) / خيال، و”الملعونون لا يبكون” لفيصل بوليفا (المغرب) / خيال، و”مغسلة” لزمو مخوانزي (جنوب أفريقيا) / خيال، و “ليالي رائحة البارود” لإيناديلسو كوسا (موزمبيق) / وثائقي. وتتنافس أيضا “رهينة النهر” لنيكولاس ساووس سيسه (السنغال) / خيال، و”ملكات” لياسمين بنكيران (المغرب) / خيال ، و”النهر الأحمر” لرامي قديح (لبنان) / خيال، و “لعبة شد الحبل” لأميل شيفجي /(تنزانيا) خيال.