تتواصل بمجموعة من مناطق المملكة فعاليات الحملة الوطنية للتحسيس والكشف المبكر عن سرطان الثدي، التي أطلقتها وزارة الصحة يوم 22 أكتوبر الماضي، وتستمر إلى غاية 22 نونبر الجاري. وفي هذا الإطار، شهدت الحملة إقبالا ملحوظا من طرف النساء بمدينة الخميسات، تحت إشراف مصلحة شبكة المؤسسات الصحية التابعة للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، من خلال الأنشطة التي شهدتها عدة جماعات ترابية بما في ذلك جماعات آيت بلقاسم وأيت ايكو، ومولاي ادريس أغبال، وبوقشمير، وسيدي بوخلخال، وسيدي علال المصدر، والغوالم، من خلال توفير وحدة طبية متنقلة لأمراض النساء من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. هذه الحملة التي نظمت تحت شعار “فحصك الآن…أمان واطمئنان…لا تترددي”، وتجندت لها أطر طبية وتمريضية، توخت التوعية والتحسيس بأهمية العلاج والكشف المبكر عن سرطان الثدي، والكشف عن هذا المرض الذي يشكل تهديدا للصحة العمومية، باعتباره يمثل نسبة 50 في المائة من مجموع أنواع السرطانات التي تصاب بها النساء، وثاني مسبب للوفيات، إذ يصيب امرأة من بين كل ثمان نساء، ويؤدي إلى وفاة واحدة من كل 14 امرأة. وتستهدف هذه الحملة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 40 و69 سنة، مع مجانية الكشف الإشعاعي للثدي بعد الفحص السريري بالمراكز الصحية. وموازاة مع هذه الفحوصات التي همت سرطان الثدي والرحم، استفادت ساكنة جماعة أيت بلقاسم من خدمات أخرى، همت الكشف الطبي لصالح 84 شخصا، والكشف عن داء السكري والضغط الدموي، كما استفاد 180 شخصا من نفس الخدمات بجماعة أيت ايكو. وبمدينة آسفي، نظمت مؤخرا بالمركز الصحي بياضة، حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي استفادت منها أزيد من 120 سيدة. وجاء تنظيم هذه الحملة من قبل الجمعية المغربية للوقاية من داء السرطان بآسفي بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة بآسفي تحت شعار “لنتحدى السرطان”، في إطار تخليد اليوم العالمي للوقاية من سرطان الثدي. واستهدفت هذه المبادرة الطبية، حسب زبيدة كسكوس رئيسة الجمعية المغربية للوقاية من داء السرطان، تحسيس وتوعية النساء بكيفية الوقاية من مرض السرطان، وتلقينهن كيفية القيام بعملية الكشف بأنفسهن، مع تقديم بعض النصائح والارشادات الأساسية التي تساعدهن على تفادي الإصابة بهذا المرض من قبيل ممارسة الرياضة وإتباع نظام غدائي صحي والابتعاد عن القلق اليومي والإقلاع عن التدخين والكحول لكونهما مواد مضرة بصحة الإنسان، مضيفة أن هذه العوامل تبقى الطريقة الوحيدة التي أثبتت فعاليتها في التقليل من الإصابة بمرض سرطان الثدي. وأشارت الفاعلة الجمعوية إلى أن هذه الحملة، التي استهدفت النساء اللواتي تترواح أعمارهم بين 40 و 69 سنة، سبقتها محطات أخرى خلال شهر أكتوبر الماضي نظمت بالمراكز الصحية بكل من سيدي واصل والكورس وزين العابدين و الغياث حيث بلغ عدد المستفيدات 1186 مستفيدة خضعن لفحوصات مجانية. ومن جهتها، أكدت الدكتورة ليلى المنصوري التي أشرفت على إجراء الفحوصات الطبية للنساء المستفيدات، في تصريح مماثل، على أهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي عند النساء، لكونه يساعد في إنقاذ الأرواح ويقلل من احتمال الوفاة وعلى الشفاء من هذا الورم دون الحاجة إلى استئصال الثدي. وأضافت أن اكتشاف المرض في وقت مبكر يزيد من فرص الشفاء، ولاسيما أن سرطان الثدي يصنف ضمن الأمراض الصامتة، داعية في هذا الصدد النساء إلى إجراء فحوصات مرة كل سنتين بشكل منتظم. كما أشادت بالمبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني في هذا المجال وتحقق نجاحا متواصلا. ومن المنتظر أن تشمل حملة الكشف عن سرطان الثدي كذلك مراكز صحية أخرى بمدينة آسفي وخارجها من قبيل مستوصف سيدي عبد الكريم ، والمركز الصحي ببلدية جمعة اسحيم ، وبجماعة ايير شمال مدينة آسفي. وفي نفس السياق، استفادت حوالي 480 امرأة، مؤخرا، بمدينة وجدة، من حملة للتوعية والكشف المبكر عن داء السرطان، نظمتها “مؤسسة بسمة للأعمال الخيرية” بشراكة مع المديرية الإقليمية والجهوية لوزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبتنسيق مع الهلال الأحمر المغربي والسلطات المحلية. وقد استهدفت المحطة الأولى نساء مدينة بن الطيب، حيث استفدت حوالي 80 إمرأة من ذات الحملة، التي احتضنها مركز التربية والتكوين، وأشرف عليها طاقم طبي مختص. وينخرط في الحملة جزء كبير من مجموع الطواقم الطبية والصحية في مختلف القطاعات، حيث تنظم مجموعة من مراكز الفحص والعلاج بالمغرب مجموعة من الأنشطة الهادفة أساسا إلى التوعية بالمرض ونشر وتعميم المعلومات حوله وتوفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به. كما يقوم عدد من الأطباء المتخصصين في جميع المدن بتقديم شروحات مبسطة حول الكشف المبكر، ضمن قوافل طبية ولقاءات عمومية وندوات، بهدف إنقاذ حياة النساء ورفع فرص النجاة ونجاح العلاج بشكل أفضل. وتستهدف وزارة الصحة التي تشرف على هذه الملة بشراكة مع مختلف الفاعلين في القطاع وفعاليات المجتمع المدني، مليون امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 40 و60 سنة. وتمت في هذا الإطار تعبئة جميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية من أجل إجراء الكشف عن سرطان الثدي. وفي حالة وجود شك في الإصابة تستفيد النساء المصابات من التصوير الإشعاعي للثدي بشكل مجاني بأحد المراكز المرجعية للصحة الإنجابية أو أحد المستشفيات العمومية. وتعمل الوزارة بمعية المؤسسة، ضمن الحملة ذاتها، على توفير الوحدات المتنقلة للكشف عن سرطان الثدي بالمناطق القروية والمعزولة في بعض جهات المملكة. وفي حالة تأكيد الإصابة بسرطان الثدي، يتم التكفل بالنساء المصابات بأحد المراكز الوطنية التسعة للأورام السرطانية. وللتذكير فإن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى في المغرب، بنسبة 20% تخص الجنسين معا، كما يعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشارا لدى النساء بنسبة 35.8% إصابة سنوية، أي ما يعادل أكثر من 8000 حالة جديدة من سرطان الثدي في السن.