دعا السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، محمد لوليشكي، الى ضرورة تعزيز التدابير الموجهة لفائدة البلدان الإفريقية من أجل تدبير مستدام للغابات، وإحداث آلية للتمويل الدولي للغابات يتم دعمها بمساهمات طوعية. وقال لوليشكي خلال الدورة التاسعة لمنتدى الأممالمتحدة حول الغابات (من 24 يناير إلى فاتح فبراير الجاري) بنيويورك، «يتعين تعزيز مجموعة من الإجراءات لفائدة الدول الإفريقية» في هذا المجال. من جهة أخرى، دعا السفير في كلمة باسم المجموعة الإفريقية بالأممالمتحدة، إلى اغتنام الفرصة الفريدة المتمثلة في «السنة الدولية للغابات»، والتي سيتم الاحتفاء بها اليوم الأربعاء، للتحسيس حول التحديات التي تواجهها الغابات والساكنة المرتبطة بها. وذكر بأن «70 بالمائة من الساكنة الإفريقية تعتمد على الموارد الغابوية»، كما أكد على أن الساكنة الفقيرة في المناطق القروية تعتمد بشكل خاص على هذه الغابات. وأوضح خلال حديثه أمام المشاركين في المنتدى، أنه بما أن المنتوجات الغابوية لا تمثل سوى 2 بالمائة من صادرات إفريقيا جنوب الصحراء، فإن العائدات المستخلصة من هذا النشاط تمثل 6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام بالمنطقة، وهو ما يشكل نسبة تفوق بثلاث مرات المتوسط العالمي. ويعد منتدى الأممالمتحدة حول الغابات، الذي تم إقراره سنة 2000، الهيئة الوزارية الأساسية لبلورة السياسات الدولية الداعمة لتدبير غابوي مستدام. ويروم منتدى الأممالمتحدة حول الغابات دعم تدبير المحافظة والتنمية المستدامة لجميع أنواع الغابات وتعزيز الإلتزام الدولي بهذا الخصوص. ويشكل الركود الاقتصادي العالمي المقترن بالأزمة المالية والطاقية والغذائية العالمية، والتي زادت من حدتها الوعود التي لم يتم الوفاء بها في مجال التمويل ونقل التكنولوجيا ودعم القدرات ووقع التغيرات المناخية، تهديدا يعترض الجهود المبذولة من طرف الدول السائرة في طريق النمو بغية بلوغ أهدافها في مجال التنمية المستدامة والقضاء على الفقر. وفي هذا السياق، أكد لوليشكي أهمية رد الاعتبار لدور الغابة بالمناطق الجافة أو شبه الجافة في مجال تدبير المياه ومحاربة التعرية، مرورا بتأثيرها على الأمن الغذائي، موضحا أن الغابات الجافة تمثل 40 بالمائة من مجموع المناطق الغابوية. من جهة آخرى، وصفت المجموعة الإفريقية، «بغير الكافية الموارد المالية المخصصة لمساعدة الدول السائرة في طريق النمو على المشاركة في اجتماعات المنتدى». وسيعمل المنتدى بمناسبة دورته التاسعة، على تقييم إعمال الآلية المرتبطة بالغابات والانكباب على نتائج اجتماع مجموعة الخبراء حول تمويل الغابات. كما سينظر في تدعيم التعاون وتنسيق السياسات والبرامج الغابوية.