تحاشت وسائل الإعلام الصينية التي تسيطر عليها الدولة بدرجة كبيرة التعليق على الاضطرابات التي تجتاح مصر خشية أن تصل أصداء المطالب بالإصلاح السياسي في أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان إلى الصين. وغطت وسائل الإعلام الصينية ما يحدث في مصر في تقاريرها الثانوية بينما ركزت على الجهود المحلية التي تبذلها الحكومة الصينية ولم تنشر تقريبا أي صور عن الحشود الغفيرة التي ملأت شوارع القاهرة أو نزول الدبابات. وقال لي دا تونغ وهو صحفي سابق فقد عمله لتحديه الرقابة على وسائل الإعلام «إنها أحداث في غاية الحساسية بالنسبة للحكومة وتعيد إلى الأذهان ذكريات عام 1989» مشيرا إلى الحملة القمعية الدامية التي شنتها السلطات الصينية على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في ميدان تيانانمين في بكين. لكن موقف الصين مختلف كثيرا عن مصر ولاتزال قبضة الحزب الشيوعي الحاكم على السلطة قوية كما هي كما أن الازدهار الاقتصادي الذي تحقق خلال العقود القليلة الماضية رفع ملايين الصينيين من خط الفقر وقلة فقط من الصينيين تود أن ترى الاضطرابات التي تحدث في شوارع القاهرة تنتقل إلى شوارع بكين. وعطلت المواقع الصينية على الانترنت عمليات البحث عن «مصر» لكن بعض التعليقات وصور الاحتجاجات والدبابات في الشوارع بدأت تتسرب. ونشرت الصحف الصينية ومواقع الانترنت الرسمية أمس الأربعاء بصفة عامة صورا للرئيس المصري المحاصر حسني مبارك وهو يتحدث على شاشات التلفزيون وصور المسافرين الصينيين العائدين من القاهرة إلى الصين وهم يبتسمون. وخلافا لشبكات التلفزيون الأمريكية والبريطانية التي تغطي الاضطرابات المصرية على مدار الساعة لم يذكر التلفزيون الصيني الرسمي الكثير عنها وركز اهتمامه على الاستعدادات لعطلة السنة القمرية الصينية.