يريد الشباب الليبرالي الذي أطلق الانتفاضة المصرية أن يكون له دور محوري في مرحلة «ما بعد مبارك» باعتباره المحرك الرئيسي للتظاهرات الشعبية من أجل إسقاط النظام المصري ويعرب عن استعداده «للتفاوض» مع نائب الرئيس عمر سليمان ولكن «بعد تنحي الرئيس». ويقول شادي الغزالي الحرب وهو طبيب جراح في الثانية والثلاثين من عمره حصل لتوه على شهادة الدكتوراه في زراعة الكبد من انكلترا إن «الشباب الليبرالي سيكون لهم الأثر الأكبر على مسيرة البلاد بعد تنحي الرئيس مبارك لأنه هو الذي أطلق وقاد التظاهرات وسيكون معهم بقية القوى الوطنية ومن بينهم الإخوان المسلمون». وكان شادي الغزالي اعتقل بضعة أيام قبل عدة شهور بعد أن شارك مع عدد آخر من النشطاء في لصق لافتات في شوارع القاهرة تدعو إلى تولي اللواء عمر سليمان السلطة بدلا من الرئيس حسني مبارك. وأكد الطبيب الشاب أن «شباب الانتفاضة يضم حركة 6 ابريل ومجموعة (كلنا خالد سعيد) على الفيسبوك اضافة إلى حركة دعم البرادعي وشباب العدالة والحرية وهي مجموعة يسارية». وشكلت مجموعة «كلنا خالد سعيد» بعد مقتل هذا الشاب في الاسكندرية الصيف الماضي على يد رجال شرطة ضربوه حتى الموت في الشارع بجوار منزله, وهي حادثة اثارت احتجاجات واسعة النطاق في مصر. أما حركة 6 ابريل التي ولدت كذلك على شبكة الانترنت فنجحت مثل مجموعة خالد سعيد في الانتقال إلى الشارع عبر نداءات إلى التظاهر استقطبت آلاف الأشخاص. وكانت الدعوة لتظاهرات الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير أطلقت من مجموعة خالد سعيد, التي تضم 650 ألف عضو على الفيسبوك. ويؤكد شادي الغزالي حرب ان «هناك مناقشات» بين الشباب الذي أطلقوا التظاهرات غير المسبوقة ضد نظام مبارك من «أجل شخصية أو عدة شخصيات لتمثيلنا في أي مفاوضات ستجرى مع الدولة بشأن مطالبنا بعد تنحي الرئيس مبارك». ولكنه يشدد على «أننا لا نريد القفز على الأمور الآن, الآن الأمر الأساسي هو تنحي الرئيس مبارك». ويتابع «من بين الشخصيات التي يمكن أن تمثلنا الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل والدكتور محمد غنيم». وكان المدير العام السابق للوكالة النووية أول معارض مصري يبدي علنا, في شباط فبراير 2010, استعداده لتحدي الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في ايلول/سبتمبر المقبل ولكنه طالب بتعديلات دستورية تضمن تتيح ترشح المستقلين وتضمن نزاهة الانتخابات. وعاد البرادعي الخميس الماضي إلى مصر حيث شارك في تظاهرات «الغضب» يوم الجمعة الماضي مؤكدا استعداده «لقيادة مرحلة انتقالية إذا طلب الشعب منه ذلك» ودعا أكثر من مرة إلى رحيل مبارك أكثر من مرة منذ ذلك الحين. كما عاد محمد زويل حائز جائزة نوبل في الكيمياء, الذي يفخر به المصريون ويقدرونه, مطلع الأسبوع الجاري إلى بلاده وبدأت عدة قوى معارضة في إجراء اتصالات معه استعدادا لمرحلة «ما بعد مبارك», بحسب مصادر سياسية. أما محمد غنيم فهو طبيب شهير أسس أكبر مركز المنصور للكلى وهو اكبر مركز متخصص في أمراض الكلى في العالم العربي وهو مقرب من البرادعي ويتمتع باحترام واسع وكبير في مصر. وتتلخص مطالب «شباب الانتفاضة» في «وضع دستور مصري جديد يرسي أسس ديموقراطية حقيقية في مصر» ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية «نزيهة», بحسب شادي الغزالي.