تحت شعار “من أجل وطن يتقدم بشبابه” يحتضن المركز الوطني للتخييم الحوزية بآزمور في الفترة الممتدة ما بين 26 و30 شتنبر الجاري فعاليات الدورة الحادية عشر للجامعة الصيفية لمنظمة الشبيبة الاشتراكية بمشاركة 500 شاب وشابة من مختلف فروع المنظمة على المستوى الوطني. هذا وستنطلق الجلسة الافتتاحية للجامعة الصيفية التي ستحمل اسم الرفيق الراحل محمد بنصديق، مساء يوم الخميس 27 شتنبر بقاعة بلدية آزمور بكلمة توجيهية للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله إلى جانب الكاتب العام للمنظمة جمال كريمي بنشقرون، على أن تخصص الفترة الليلية لجلسة رفاقية يتخللها عرض شريط سينمائي قصير وفقرات فنية يتم من خلالها تكريم فقيد الوطن والحزب الرفيق الراحل محمد بن الصديق، وكذا بعض الأسماء التي بصمت بحضورها ومسارها الساحة السياسية من خلال مواقفها وعطاءاتها سواء على المستوى الحزبي أو الوطني. فيما ستخصص صبيحة الغد لمباراة في كرة القدم بين رفاق الشبيبة في إطار حفل التكريم المخصص للفقيد محمد بنصديق. ويعتبر هذا اللقاء الشبابي الذي أضحى تقليدا ضمن الأنشطة الوطنية التي تنظمها منظمة الشبيبة الاشتراكية منذ 1996 من اللبنات الأساسية التي تراهن المنظمة من خلالها على إشراك الشباب في الحياة السياسية باعتباره قوة مجتمعية وطاقة زاخرة بالأفكار والتصورات التواقة للتغيير والتجديد.. كما تعد هذه الجامعة فضاء للتكوين والتأطير والتبادل والتدريب وأيضا التمرس الحوار والإنصات، وعلى التحليل والمناقشة الجادة والمسؤولة وإبداء الآراء وتقاسم التجارب مع عدد من المتدخلين الوطنيين والدوليين إلى جانب أطر من حزب التقدم والاشتراكية والشبيبة الاشتراكية، في أفق خلق وتكوين شباب قادر على المشاركة الفعلية والحقيقية في الحياة السياسية والمجتمعية وولوج مراكز صناعة القرار، عبر إعداد قيادات مؤهلة سياسيا وحقوقيا وثقافيا ومشبعة بقيم المواطنة والسلوك المدني والقيم الإنسانية والكونية التي يتقاسمها شباب العالم المعاصر. وفي هذا الصدد أكد الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، جمال كريمي بنشقرون، أن هذه الجامعة تعتبر من الأنشطة الأساسية للمنظمة في إطار الفعاليات التي تقوم بها بشراكة مع وزارة الشبيبة والرياضة أو شراكات أخرى.. لذا، يضيف بنشقرون، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، تصر الشبيبة الاشتراكية على انتظامية عقد هذه الجامعة وعلى جدية المحاور والمواضيع التي تختارها للنقاش والتحليل والتي تنصب بالأساس حول قضايا أساسية تشغل بال الشباب المغربي بل والشعب برمته، مع الحرص على اختيار متدخلين ومؤطرين جامعيين وقياديين وعارفين بالمواضيع المطروقة حتى تعم الاستفادة.. ومن جانب آخر، وتماشيا مع ثقافة الاعتراف والعرفان، يقول المتحدث، ونظرا للدور الكبير الذي لعبه الجيل الأول وجيل الوسط في تنامي وتطوير الحركة الشبابية المغربية ومنها منظمتنا، ارتأينا في هذه الدورة تكريم وتخليد روح فقيد حزب التقدم والاشتراكية والوطن الرفيق المناضل محمد بن الصديق تقديرا للخدمات الجليلة التي أسداها للوطن وللشبيبة الاشتراكية على مستوى التأطير الثقافي والفكري والإعلامي والسياسي.. هذا وسيشمل البرنامج العام لهذه الدورة تنظيم عدة ورشات تهم مواضيع ذات الارتباط بقضايا الشباب.. ويتعلق الأمر بالتمثيلية السياسية للشباب، ومفهوم المواطنة، وحقوق الإنسان، وسؤال المساواة؛ إلى جانب ندوتين الأولى حول “قضية التعليم بالمغرب” والثانية حول “أزمة التشغيل بالمغرب” واللتين من المنتظر أن يؤطرهما نخبة من المهتمين والأساتذة والخبراء ذوي الاختصاص كالأساتذة: عبد العالي مستور، عبد السلام الصديقي، شرفات أفيلال وسعيد الفكاك، كما سيلتقي الشباب التقدمي مع الرفيق مصطفى عديشان في لقاء مفتوح حول “حزب التقدم والاشتراكية 75 سنة من التجذر النضالي مع الشعب”، وسيعقد لقاء آخر مع الرفاق وزراء الحزب عبد الأحد الفاسي الفهري وأنس الدكالي.. وفي الجانب الفني والثقافي ستعرف الدورة توقيع مسرحية “الساروت” للكاتب والناقد المسرحي الرفيق الحسين الشعبي، إلى جانب تقديم عرض مسرحي بالمركب الثقافي بآزمور لفرقة مسرح شذى البيضاء بعنوان “بلوكاج”، وهو من تأليف وإخراج الفنان إدريس السبتي، تشخيص: فاطمة وشاي ورفيق بوبكر وعبد الله شيشة وفاطمة نوالي، لتختتم الدورة بتقديم خلاصات تقارير الورشات والأشغال وتلاوة البيان الختامي وإقامة حفل فني موسيقي. *** ثلاث أسئلة ليونس سراج مدير الجامعة الصيفية للشبيبة الاشتراكية بآزمور
لماذا اختيار «من أجل وطن يتقدم بشبابه» كشعار لدورة محمد بنصديق للجامعة الصيفية لمنظمة الشبيبة الاشتراكية؟ اعتبارا لكون الشباب يعد أهم عنصر في تقدم وتطور الأمم، فالمجتمع الذي يملك هذا العنصر الثمين فإنه يملك القوة والحيوية للتقدم والازدهار، لهذا ارتأت منظمة الشبيبة الاشتراكية، من خلال دورتها هذه، التي ستنظم بفضاء المركز الوطني الحوزية بآزمور، رفع موقع ومكانة شبابنا انطلاقا من إيماننا بدوره وتأثيره القوي في العملية السياسية وانخراطه في البناء الديمقراطي للبلاد، بحيث إن الشباب هم الأكثر طموحا والأكثر قابلية للتغيير والأكثر انفتاحا بروح مبدعة وخلاقة، إذ أن كسب هذه الطاقة من قبل صانعي القرار والسياسيين يعني كسب معركة التغيير، ومنظمة الشبيبة الاشتراكية تعمل مع الشباب لتحقيق التغيير المنشود وصولا إلى المستقبل المأمول، وذلك عبر إيصال آرائهم وأصواتهم إلى صناع القرار، إلى جانب العمل معهم لترجمة آرائهم ومطالبهم إلى واقع نعيشه من خلال توفير وإحداث مجموعات ضغط على صناع القرار لتبني هذه الآراء والمطالب، وانطلاقا من قناعتنا بهذا الدور الطلائعي للشباب فإننا نطمح من خلال شعارنا هذا بالجامعة الصيفية إلى تعزيز هذا الدور.. وماذا عن برنامج الدورة؟ أولا أريد الإشارة إلى أن هذا اللقاء الشبابي سيعرف مشاركة 500 شابة وشاب من مختلف فروع المنظمة بالمغرب، كلهم استعداد وحيوية، لهذا وضعنا برنامجا يراعي كل الفئات والمستويات، حيث سيعرف ندوات وورشات سياسية سيؤطرها اساتذة وأكاديميون مختصون في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فيما ستعرف الجلسة الافتتاحية كلمة للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية والكاتب العام للمنظمة، وستكون فرصة لتكريم الفقيد محمد بن الصديق أحد قياديي الحزب الذين ساهموا في تأسيس وبناء منظمة الشبيبة الاشتراكية، إلى جانب فقرات فنية ومسرحية ورياضية وترفيهية.. لماذا تحديد تيمتي التعليم والتشغيل كمحورين أساسيين ضمن الندوات المبرمجة في هذه الدورة؟ كما تعلمون فموضوعا التعليم والشغل يعتبران من أهم مشاغل تفكير شباب المغرب خلال السنوات الأخيرة، بل ومنذ عقود، لما يتخلل هذين القطاعين من اختلالات وأزمات انعكست سلبا على الواقع اليومي، وبصراحة بدون تعليم ذي جودة عالية لا يمكن تحقيق تنمية وتطوير في المجتمع. وبدون تطوير وتنمية المجتمع لا يمكن تحقيق تعليم ذي جودة عالية. لأن التنمية والتطوير يحتاجان إلى تعليم جيد والتعليم الجيد يحتاج إلى إمكانيات مالية وقدرات والتي لا يمكن توفيرها إلا وسط حياة اقتصادية جيدة. هكذا تنبني العلاقة الجدلية بين المتطلبات الاجتماعية للشعب وبين الوعاء الاقتصادي الذي يعيش فيه.. وقد كان من المفترض أن يكون التعليم الجيد في سلم أولويات المجتمع والدولة لأنه أساس تنمية وتطوير المجتمع ولتحقيق ذلك يجب أن يكون للتعليم دور هام في إشباع احتياجات الدولة والمجتمع ليحظى بالأهمية اللائقة ويتربع في مقدمة سلم الأولويات ويحظى بالدعم والرعاية الكاملة.. وهذا يستوجب أيضا ربط نظامنا التعليمي بسوق الشغل في جميع مراحله وأسلاكه من المدارس إلى الجامعات. وللتوضيح أكثر، نؤكد على أن هناك عشوائية وخللا في وضع استراتيجيات التعليم الحالية، حيث يلاحظ أنها تنحرف عن الأهداف المرجوة منها في تغطية سوق الشغل، وانحرفت إلى مسارات أخرى ليس لها علاقة بسوق الشغل واحتياجات المجتمع والدولة لها، وهذا ما أدى حتما إلى إهدار إمكانيات وقدرات وطنية هائلة في تكاليف ونفقات التعليم دون تحقيق المبتغى، واستمر المفهوم الخاطئ بأن التعليم هو فقط مصدر إهلاك وإنفاق وليس مصدر استثمار واستنتاج، ولمعالجة هذا الخلل الجسيم يستوجب أن يتم الشروع في إعداد استراتيجية وطنية للتعليم وربطها بسوق الشغل .