أكد فاعلون اقتصاديون أستراليون، بسيدني، أن المغرب باعتباره قوة اقتصادية على المستوى الإفريقي، أصبح يفرض نفسه كشريك اقتصادي هام بالنسبة لأستراليا في القارة الإفريقية. وفي هذا الصدد، قال سام غيدوارد، مستشار في مجال التجارة بالهيئة العمومية الأسترالية للنهوض بالتجارة الخارجية، خلال جلسة عمل عقدتها غرفة التجارة العربية- الأسترالية مع وفد مغربي يمثل مجلس النواب يقوم بزيارة لأستراليا ، إن “المغرب يتوفر على العديد من المؤهلات التي تمكنه من التموقع كشريك اقتصادي رئيسي لأستراليا، في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)”. وأكد المسؤول بهذه الهيئة المتواجدة ب 55 بلدا من بينها المغرب ، أنه إلى جانب موقعه الجغرافي الذي يؤهله ليكون جسرا نحو إفريقيا وأوروبا ، فإن المغرب أبرم مجموعة من اتفاقيات التبادل الحر التي تتيح له الولوج إلى أسواق مهمة . وأشار غيدوارد الذي تطرق لمجموعة من مجالات التعاون ذات المنفعة المشتركة بالنسبة للبلدين وبصفة خاصة الفلاحة والتعليم والمعادن والسياحة والطاقات المتجددة ، إلى أن المملكة التي تتوفر على إحدى أفضل البنيات التحتية بإفريقيا ، تشكل وجهة طبيعية بالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين الأستراليين . وعلى نفس المنوال سار محمد حاج، رئيس غرفة التجارة العربية- الأسترالية بولاية نيو ساوث ويلز، إذ أشار إلى أنه يوجد “تكامل ملحوظ بين أستراليا والمغرب في مختلف المجالات “، الأمر الذي “يتيح مجموعة من الفرص بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين بالبلدين”. وأوضح حاج أن “المغرب يعد جسرا رئيسيا نحو أوروبا وإفريقيا بالنسبة لأستراليا التي تسعى إلى التموقع داخل أسواق جديدة واعدة بعيدا عن شركائها التقليديين بآسيا”. وأشار إلى أنه في إطار السعي لولوج أسواق جديدة، يبدو المغرب الشريك المناسب، داعيا إلى تحسيس الطرفين بالفرص المتوفرة واستثمار الامتيازات المتوفرة وبصفة خاصة العلاقات الممتازة والمتينة بين كانبيرا والرباط. من جهته، أبرز روب فوراج الرئيس المدير العام لجامعة نيو ساوث ويلز أن البلدين “بإمكانهما الاستفادة من بعضهما البعض “، مشيرا إلى وجود مؤهلات عديدة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وبصفة خاصة التعليم. وقال السيد فوراج، الذي تعمل جامعته على جذب الطلبة الدوليين من إفريقيا ومنطقة (مينا) “يمكن للتعاون بيننا أن يتركز حول حاجيات المقاولات الصناعية من أجل توفير التكوينات الملائمة”. وأضاف أن الطلبة المغاربة مرحب بهم في جامعة نيو ساوث ويلز، مشيرا إلى أن مؤسسته مهتمة بشكل خاص بالمغرب، حيث يشهد قطاع التربية والتعليم دينامية ملحوظة . وحسب سفير المغرب بأستراليا، كريم مدرك، فقد شكل لقاء العمل مناسبة لاستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين المغرب وولاية نيو ساوث ويلز، التي تعتبر الولاية الأقدم والأكثر كثافة سكانية في أستراليا . وأضاف مدرك ” إننا نعتبر اليوم أن المبادلات التجارية تبقى أقل من الإمكانيات المتوفرة بين المغرب وأستراليا” ، مشيرا إلى أن الإدارة الأسترالية على وعي بالإمكانيات الاقتصادية المتاحة من قبل المملكة. وأكد أنه بالنسبة لكانبيرا، فإن المملكة ليست فقط بلدا يضم 35 مليون مستهلك فحسب، ولكن أيضا وبشكل خاص بوابة مفتوحة أمام المقاولات الأسترالية على الأسواق الأوروبية والإفريقية، موضحا في هذا السياق أن الفاعلين الأستراليين واعون بالمكانة التي يحتلها المغرب في إفريقيا، والمزايا التي تتيحها اتفاقيات التبادل الحر المتعددة المبرمة من طرف المملكة. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن “الأستراليين عازمون على التموقع في السوق المغربية”، لافتا الانتباه إلى أن العديد من القطاعات تثير اهتمام الأستراليين، بما في ذلك الفلاحة والمعادن وتدبير الموارد المائية والتعليم والطاقات المتجددة، “على اعتبار أن هذه القطاعات يمكن أن تشكل أرضية خصبة للشراكة بين الفاعلين الأستراليين ونظرائهم المغاربة”.