شارك فنانون مصريون ومثقفون في التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك، وتعرضوا للضرب والاعتقال. وذكرت مصادر صحفية «لم يغب الفنانون عن مظاهرات المصريين التي اجتاحت القاهرة وبعض المحافظات الأخرى تعبيراً عن الغضب والمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية». وكان الممثل عمرو واكد من أوائل الفنانين الذين شاركوا في المظاهرة، وقام بنفسه بتوزيع المياه على المتظاهرين، وقد تعرض للضرب على يد رجال الأمن، كما تم القبض على شقيقه «محمد». وشارك الفنان خالد أبو النجا في المظاهرات، وانطلق من شبرا إلى جامعة الدول العربية، واعتصم مع المتظاهرين في ميدان التحرير في وسط القاهرة، حيث تعرض للقنابل المسيلة للدموع. وتعرضت كذلك الفنانة جيهان فاضل لمضايقات الأمن أثناء مشاركتها في المظاهرات. أما السيناريست والمخرج عمرو سلامة فقد ضرب بشدة، وتم القبض عليه لعدة ساعات قبل الإفراج عنه بعد ذلك. واتهم الفنان صلاح السعدني حكومة بلاده بفشلها في قراءة سيناريو مشهد المظاهرات منذ اندلاعها، وكانت النتيجة تزايدها وأصبحت الآن تضم الملايين من أبناء الشعب. وطالب السعدني بأن يكون حاكم مصر نبيا للفقراء، منددا بالنظام الحالي في مصر الذي أطاح بكل من بناه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وطالب الفنان الكبير عزت العلايلي الحكومة بالتعجل في إجراء تعديلات دستورية، والبدء في تنفيذ مطالب الشعب الذي فاض به الكيل جراء تفشي غول الغلاء وشارك الصحافي حمدي قنديل جموع المتظاهرين، مشيراً إلى أنه أحد مواطني هذا الشعب الغاضبين لذا خرج للتعبير عن هذا الغضب كما قال. وأشار المخرج أحمد ماهر الذي شارك في المظاهرات إلى أن الفنانين جزء من هذا الشعب، لذلك لا بد أن يشاركوه في التعبير المشروع عن غضبه. وعبر كتاب وصحفيون مصريون عن استيائهم من بعض الفنانين الذين فضلوا الصمت واستكانوا في ظل النظام. إلى ذلك قال الممثل عادل إمام انه لم يصف إطلاقا مظاهرات الشباب بأنها عمل غوغائي، مؤكدا أن التصريحات التي نسبت إليه ونشرت على الانترنت لا أساس لها من الصحة. وقال عادل إمام إن كل ما نسب إليه على مواقع انترنت مختلفة «ليس حقيقيا وانه تم اختلاقه». وأكد انه «من حق هؤلاء الشباب التعبير عن أنفسهم والمطالبة بما يريدون على أن يكون ذلك في إطار سلمي خصوصا وان الحرية هي أمانة يجب أن نحسن استخدامها». وشدد على أن «هؤلاء الشباب يجب أن يجدوا من يستمع إليهم ويحاورهم من قيادات الدولة لان لهم الحق في أن يعبروا عن آرائهم وان تأخذ هذه الآراء بعين الاعتبار». واعتبر عادل إمام أن «ما يحدث الآن من مظاهرات واحتجاجات مختلفة، من الممكن أن يكون درسا عظيما للدولة والمتظاهرين معا فيما لو تم التعامل معها بشكل ايجابي». وحذر «من التعامل السلبي مع ما يجري في الشارع، لأنه إذ لم يتم احتواء ما يجري ضمن تقديرات صحيحة، فقد يتحول الوضع برمته إلى الفوضى».