امرأة من تطوان تقود شبكة لتهريب المهاجرين السريين بسبتةالمحتلة فككت الشرطة الوطنية الإسبانية، نهاية الأسبوع الماضي، شبكة منظمة مختصة في التهجير غير القانوني. وتتكون الشبكة من خمس عناصر أحدهم امرأة، تتقاضى ما يزيد عن ست ملايين سنتيم، عن كل مهاجر بلا أوراق، بغرض تهريبه إلى إسبانيا، انطلاقا من مدينة سبتةالمحتلة. وكانت أعمال هذه الشبكة تعرف رواجا كبيرا، وإقبالا منقطع النظير بفضل وجود مستخدم لدى شركة النقل البحري "أورو فيري"، يقوم بالدور الرئيس في العمليات، وقد كانت الشبكة، بفضل ذلك، تنجح في تهريب ثلاث مهاجرين سريين يوميا، أي بعدد رحلات تلك الشركة في كل يوم من سبتة إلى الجزيرة الخضراء. وبحسب المعطيات التي استقتها وسائل الإعلام الإسبانية من مصادر قريبة من التحقيق، فإن المستخدم المذكور، وهو مواطن مغربي ينحدر من مدينة تطوان، كان يستثمر علاقات الثقة المبنية بينه وبين عناصر الشرطة بميناء سبتة، بعد قضائه لما يزيد عن ثلاثين عاما في الخدمة، وتمكن من تهريب المهاجرين السريين عبر إخفائهم في الصندوق الخلفي لسيارته، لتمر دون أي تفتيش، لغاية ميناء الجزيرة الخضراء بقادس. وألقت الشرطة القبض على زعيم العصابة الذي ليس سوى امرأة، تنحدر بدورها من مدينة تطوان، كانت تقوم باستخلاص المبالغ المفروضة على المهاجرين، والقيام بالتنسيق مع المستخدم المغربي الذي يشغل مهمة رئيس في شركة النقل البحري وباقي عناصر الشبكة. وكان المسؤول المغربي في تلك الشركة الإسبانية يقوم بوضع سيارته قبيل تحميل المركبات، بالقرب من نقطة تفتيش للشرطة الإسبانية بالميناء، لبناء مزيد من الثقة، ثم يقوم بعدئذ، بإدخال السيارة داخل السفينة، من دون أن يفطن المراقبون إلى وجود مهاجر سري بصندوقها الخلفي. وكانت مصالح الشرطة قد حصلت على معطيات بخصوص نشاط هذه الشبكة منذ حوالي شهر، وتتبعت خيوطها ضمن عملية أمنية أطلق عليها اسم "المساومة"، لغاية توقيف جميع العناصر المتورطين في الأفعال الإجرامية المذكورة. وقد أوقفت المصالح الأمنية هنالك في تدخلات متفرقة، كل من (ر.س) الذي ينحدر بدوره من مدينة تطوان، و(ه.ب) الذي ينحدر من نواحي تطوان أيضا، كانا مكلفين باستقطاب المرشحين للهجرة من مناطق مختلفة بالمغرب. أما المعتقل الخامس (ج.ب.م) فقد كان مكلفا بتسهيل الظروف لمغادرة المهاجر السري للصندوق الخلفي للسيارة بمجرد الوصول إلى ميناء الجزيرة الخضراء، بحيث كان يقوم بإعداد تذكرة سفر، وتسليمها إلى المهاجر السري ومرافقته عبر ممر الراجلين، من دون أن يثير أي شبهة، لأن مغادرة السيارة وبداخلها المهاجر السري، قد لا تكون عملية ناجحة، في نقطة التفتيش الثانية بميناء الجزيرة الخضراء. وبعد نهاية العملية، يعود المسؤول بشكة النقل إلى ميناء سبتة في الرحلة الموالية، ليعيد الكرة من جديد.