توقفت رحلة المدرب فوزي البنزرتي مع الوداد بعد سبعة أشهر فقط، واضطر الرجل للالتحاق بمنتخب بلده تونس ملبيا نداء الاتحاد التونسي، وكان طبيعيا أن يحرك الحدث الجدل في فترة يتأهب فيها الوداد لدخول موسم رياضي جديد وهو يراهن على الاحتفاظ بلقب دوري أبطال إفريقيا والتنافس على واجهات كأس العرب وكأس العرش والدوري الإحترافي الوطني وبطولة الأندية العربية. فعندما كان الوداد يناقش مباراته مع خصمه حوريا كوناكري في الجولة الرابعة ضمن مسار عصبة الأبطال الإفريقية، كان الاتحاد التونسي قد اتفق مع البنزرتي مدربا لمنتخب تونس. ويعد نهاية المباراة، أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم عن تعيين فوزي البنزرتي مدربا لنسور قرطاج، بديلا لنبيل معلول المستقيل من منصبه، بعد المشاركة في نهائيات كأس العال 2018. وقد أفرز هذا المستجد، العديد من الأسئلة من جانب أنصار الوداد لرياضي، الشيء الذي اتضح معه أن المدرب البنزرتي لن يستمر في الوداد، ومسؤولو الفريق الأحمر تفهموا الوضع، ولجأوا إلى تطبيق القانون من خلال العقد الذي يربط الطرفين. ماذا تمثل المحطة مع الوداد وكانت البداية من إياب دوري الموسم الماضي والفوز بكأس السوبر الإفريقي؟ فضل الوداد علي كبير، واليوم أغادر تلبية لنداء الاتحاد التونسي لكرة القدم لأشرف على تدريب المنتخب الوطني، وهذا طبيعي وكل مواطن تونسي أو مغربي وغيره لا يمكن أن يتخلى عن و اجب مماثل. وكان من واجبي قبول العرض وتلبية النداء لتأطير منتخب بلدي، وإن شاء الله سأسعد كرة القدم التونسية. الفترة التي قضيتها بالوداد كانت إيجابية وربما منحتني إشعاعا إضافيا من خلال النتائج التي حققناها في فترة قصيرة، وأشكر الجميع.. أشكر الجماهير الرياضية وأرى أن التحول طبيعي ومبرر خاصة وأنني لم أغير الوداد بناد ثاني، وكنت ملتزما مع الوداد حيث أشتغل في ظروف جيدة وملائمة احترافيا لتقديم مردود راقي، والآن المعطيات تغيرت وعلي تلبية نداء اتحاد الكرة في بلدي، وكلما يحتاجني الوطن أكون جاهزا، وأعتبر نفسي من جنود الوطن التونسي. أنت تقود منتخب تونس للمرة الثالثة في مسيرتك التدريبة؟ المناسبتين الأولتين كانت الفترة قصيرة جدا، ظرفية وجيزة، ومرة كنت مدربا لنادي الترجي التونسي والتحقت بالمنتخب التونسي. ما هي رسالة البنزرتي للجمهور المغربي الذي يكن لك كل الاحترام؟ أحبكم جميعا وأبادلكم كل الاحترام والتقدير وقد حظيت بالكرم وحسن الاستقبال من الجماهير الرياضية في كل مكان ولن أنسى الوداد ومكوناته والجماهير الكبيرة. وأنا متأكد أن الوداد في المسار السليم والصحيح وأتمنى للفريق النجاح في مختلف المنافسات محليا، عربيا وقاريا. هل يمكن تغييب الحظ ف الحياة والمدار الرياضي؟ أنا لا أسميه حظا، وفي تونس لنا مثل شعبي (عليك الحركة وربي يعطيك البركة) ومن لا يشتغل يجتهد لا يمكن أن يفلح اعتمادا عن الحظ.. يمكن أن يحدث هذا في فترة قصيرة وليس على الدوام، وأنا بكل تواضع أعتبر نفسي المدرب الأكثر تتويجا بالألقاب. تابعت مسارك، وقد التحقت بفريق الرجاء في دجنبر 2013 بعد فترة وجيزة بلغت نهائي كأس العالم للأندية، ثم تعاقدت مع الوداد وحققت معه الفوز بكأس السوبر الإفريقي ونتائج جيدة في دوري أبطال إفريقيا، كيف تم ذلك؟ أعتمد في عملي على الثقة في النفس وفي اللاعبين مع توظيفهم في الأماكن المناسبة مع منحهم مساحة الإبداع وكل وأحد يؤدي دوره، ولابد من الثقافة الرياضية والانتباه إلى الجانب الذهني لدى اللاعب بدل التركيز أكثر على قدميه. العمل يفرض الاعتناء باللاعب بدنيا وفكريا لأنه إنسان مع تعويده على الصمود ذهنيا، وأحرص على هذا في كل فريق أتكلف بتأطيره، أحرص على دفع اللاعبين إلى الاجتهاد والبذل والانضباط وهي عوامل تساعد على إنجاح المهمة في العمل الجماعي، والله الموفق.