مراقبة نمو شخصية الطفل من الأمور التي ينبغي أن تنال أهمية لدى الأبوين، لأن التدخلات المبكرة تساعده على بناء شخصية سوية وناجحة. ويمكنك من خلال العلامات التالية ملاحظة أعراض النرجسية لدى الطفل مبكرا. يحب الطفل النرجسي الخيالات التي يكون فيها متحكما في الآخرين، ويرفض الحدود المرسومة لدوره اجتماعيا. فهو يعتقد أن العالم يدور من حوله لتفرده، وتصبح حاجته لإثبات ذلك أكثر إلحاحا، ويلتفت إلى مصادر العلم والتعليم عندما يحلو له الموضوع الذي يتعلمه فقط، بخلاف ذلك يقفز فوق الموضوعات التي لا تكون سببا في تألقه وإثبات تفوقه، فعندما لا يتلقى المدح يتوقف. كما يعتقد أيضا أنه يمتلك مواهب أو قدرات استثنائية. وتنعكس وجهة نظره الخاصة بالتفوق على الآخرين من خلال التكبر عليهم. والطفل النرجسي لا يستطيع الإعراب عن التعاطف تجاه الآخرين، أو الشعور بالدفء نحوهم بسبب تشوه إحساسه بنفسه. ونتيجة عدم معاملته بالمثل من قبل الآخرين يبالغ الطفل في حب الذات، ولا يعنيه الآخرون. الجانب الاجتماعي لأن الطفل النرجسي يعتقد أنه متفوق لا يمكن أن يعترف بخطئه، ويرفض تحمل المسؤولية بخصوص أفعاله، ولا يظهر أية مشاعر ندم عندما يؤذي مشاعر الآخرين. وخلال اللعب يصر الطفل النرجسي على أن يكون الأول في اللعب، وتتوتر أعصابه عندما يدرك أنه لن يكون الفائز، ويلوم الآخرين عن أخطائه. من ناحية أخرى، يفتقر الطفل النرجسي إلى تعاطف الآخرين، ولا يكون لديه أصدقاء، لكنه يستخدم زملاءه لأغراضه الخاصة، وعندما يتعب من التظاهر بالصداقة يدير ظهره للعلاقات، وقد يحسد الآخرين، أو يقلل من إنجازاتهم. السلوك المعادي يقول الطفل النرجسي أكاذيب ليتجنب المتاعب، ويلقي اللوم على الآخرين بدلا من الاعتراف بأخطائه، وقد لا يتورع عن السرقة وتبرير تصرفه عندما يتم اكتشاف ما فعل. أسباب اضطراب الشخصية النرجسية النرجسية يساعد تحديد الأسباب بشكل عام على علاج الشخصية النرجسية بالشكل المطلوب، إلا أنه لا يوجد سبب واضح لهذا الاضطراب كما هو الحال مع معظم الأمراض النفسية، ولكن كالعادة تكون أسباب متداخلة معقدة، كمزيج من زيادة التدليل في الطفولة والإشادة المبالغ فيها بالطفل، أو على العكس من ذلك فقدان المدح والتشجيع في الطفولة، وتجاهل الآباء لمخاوف واحتياجات الطفل وتوقع إنجازات أكبر من قدراته مما يؤثر على نفسية الطفل وتفكيره وسلوكياته. ويمكن أن يكون السبب أيضا نوعا من الإيذاء العاطفي أو الإهمال، أو رعاية أبوية مشتتة ولا يعتمد عليها، أو السلوك السيء من الآباء الذي قد ينتقل إلى الأطفال. وعندما يتعلم الطفل من أبويه أن الضعف أو الاحتياج غير مقبول، فقد يفقد قدرته على التعاطف مع الآخرين ويتجه إلى خلق قناع ليخفي به مشاعره واحتياجاته ويظهر التكبر والتعالي بشكل يجعله أمام الناس فاقد للمشاعر. كيف تتعامل مع طفلك النرجسي؟ بما أن أسباب النرجسية تتمثل أحيانا كثيرة في التنشئة الخاطئة، فإن ذلك يضع على عاتق الوالدين عبء تصحيح الأوضاع من خلال القيام ببعض الخطوات العملية مع أطفالهم النرجسيين التي ربما تصلح من أمرهم، ومنها: تعليمه كيفية التعاطف: إذا استطعت تعليم طفلك التعاطف فذلك يمكن أن يغير في سلوكه، وذلك بإخباره أن يفكر دائما في مشاعر الآخرين، وألا يجعل مشاعره الشخصية تتحكم في تصرفاته. جعله مسؤولا: الطفل النرجسي في العادة لا يتحمل أي مسئولية ودائما يلقي باللوم على والديه، لذلك ينبغي أن يتحمل المسئولية المتناسبة مع سنه حتى لا يتمادى في هذا السلوك. تصحيح سلوكه: عندما يفعل طفلك شيئًا خاطئا عليك أن تفسره على الفور بأنه سلوك خاطئ، وفي المرة القادمة عندما يكرره ذكره بما حدث منه من قبل، ولكن هذا لا يمنع من تقديره عندما يظهر منه سلوك جيد. الإصرار على أن يكون واقعيا: وذلك بجعله يفهم أن يصبح عمليا عندما يتعلق الأمر بوضع الأهداف والمعايير، فمن الضروري أن تأخذه من عالمه الخيالي لأرض الواقع. العلاج النفسي للشخصية النرجسية إذا لم تتم معالجة الوضع في مرحلة الطفولة، يمكن أن يصبح علاج اضطراب الشخصية النرجسية تحديا حقيقيا لاحقا، لأن الأشخاص البالغين الذين يعانون من هذه الحالة لديهم قدر كبير من العظمة والدفاع، مما يجعل من الصعب عليهم الاعتراف بالمشاكل وأوجه الضعف. وعلاج الشخصية النرجسية يعتمد على العلاج النفسي بشكل أساسي. ويتكون العلاج النفسي للحالة من ثلاثة محاور أساسية هي العلاج المعرفي السلوكي الذي يهدف لاكتشاف الأفكار والسلوكيات الخاطئة واستبدالها بأخرى صحية، والعلاج الأسري حيث تشترك الأسرة كلها في الجلسات بهدف التعرف على المشكلات ومواجهتها، ثم مرحلة المعالجة الجماعية، حيث يبدأ المريض بالاندماج في العالم من حوله، ويتعلم أن يرى العالم برؤية أكبر من ذي قبل، ويتفهم من حوله، ويدرك حاجاتهم ويراعي مشاعرهم. ويتطلب العلاج صبرا ووقتا طويلا لأن الشخصية بمكوناتها تترسخ في الإنسان بمرور الوقت، ويكون الهدف قصير المدى هو التعامل مع المشكلات الخاصة بالإدمان أو ضعف الثقة بالنفس والهدف طويل المدى أن يتم تغيير القناعات والسلوكيات وإعادة تشكيل الشخصية يمكن أيضا علاج الشخصية النرجسية من خلال تغيير نمط الحياة وذلك بتعلم التعامل مع الضغوط الحياتية المختلفة وممارسة الرياضة والتأمل للتخلص من التوتر. ويمكن الوقاية من هذا المرض النفسي من خلال الحرص على توفير العلاج في أسرع وقت ممكن التعامل مع المختصين الدارسين لهذا المرض ومعرفة كيفية التعامل معه.