حذرت دراسة جديدة من أن رضاعة القنينة يمكن أن تحكم على الطفل بحياة من المعاناة الناجمة عن أمراض القلب والبدانة. وقال البروفيسور اتول سنغهال من معهد صحة الطفل في لندن أن ما لا يقل عن 20 في المائة من البدانة عند الكبار سببها التغذية المفرطة في الطفولة. وفي حين أن الأطفال الذين يتغذون على رضاعة الثدي يحددون ما يستهلكونه لأن عليهم أن يبذلوا مجهودا شاقا للحصول على الحليب فان الأطفال الذين يتغذون من القنينة يستلقون ويبتلعون ما يُعطى لهم دون عناء. وبحسب البروفيسور سنغهال فان الخطر في رضاعة القنينة يكمن في إعطاء الطفل أكثر من حاجته وبذلك تنمية الشهية لديه لتبقى معه في المستقبل. ونقلت صحيفة الغارديان عن سنغهال رئيس الفريق الذي أجرى الدراسة قوله إن الرسالة التي توجهها نتائج الدراسة إلى الآباء والعاملين في القطاع الصحي تتمثل في أن الرضيع الصغير ينبغي ألا يُعطى ما يزيد على حاجته من الغذاء ما دام سليما ولم يولد خديجا. وأضاف أن الطفل السمين (الزائد الوزن) الذي نطلق عليه شتى الألقاب من باب التحبب ليس بالضرورة هو الطفل الأمثل. وأكدت الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية للتغذية الصحية بالدليل العلمي ما لوحظ من قبل في الحيوانات والبشر، وهو أن التغذية المفرطة في مرحلة الرضاعة تؤدي إلى زيادة الوزن وما يقترن بذلك من مشاكل في المراحل اللاحقة. وتابع سنغهال وفريقه من العلماء أطفالا شاركوا في بحثين خلال عقد التسعينات حين كانوا رضعا. وأُعطي بعضهم حليبا دسما بالمغذيات، لا يُعطى الآن إلا للرضع النحيلين والخدج، وأُعطي البعض الآخر حليبا اعتياديا. وقال سنغهال إن الدراسة تؤكد بقوة وجود علاقة بين التغذية الدسمة في مرحلة الرضاعة وزيادة الدهون في السنوات اللاحقة. ولكن دلالات الدراسة تتعدى استخدام الحليب الدسم إلى الإفراط في تغذية الطفل عموما. وقال سنغهال إن النتائج، بمفردات الصحة العامة، تسند وجهة النظر الداعية إلى رضاعة الثدي لأن من الصعب الإفراط في تغذية الطفل الذي يحصل على حاجته من الغذاء من ثدي أمه.