لم يفهم الجمهور الرياضي الأسباب التي حالت دون نقل التلفزيون المغربي لمباراة الذهاب التي أجراها المنتخب المغربي المحلي ضد نظيره التونسي مساء يوم الأحد بملعب سوسة برسم تصفيات كأس إفريقيا للأمم الخاصة بالمحليين. والتي ستحتضن السودان أطوارها النهائية السنة القادمة. وبالرغم من عدم إعلان القنوات التابعة للشركة الوطنية عن نقلها المباراة لا بطريقة مباشرة، ولا تقديم تسجيل كامل، ولا حتى ملخص لأهم اللحظات، فقد انتظر الجمهور طويلا على أمل أن تجتهد شركة فيصل لعريشي في البحث عن الصيغة الأنسب والكفيلة لنقل مباراة تعتبر مهمة بالنسبة لكرة القدم الوطنية، لكونها تضم منتخبا تكون حديثا، ويؤمل منه فتح باب الأمل للعودة بقوة للواجهة الإفريقية أولا، ثم البحث بعد ذلك عن إشراقة دولية، تنسي الأوساط الرياضية - ولو نسبيا - في الإخفاقات الأخيرة... إلا أن هذا الأمل خاب، في غياب روح المبادرة، وعدم إعطاء اللقاء الأهمية التي يستحقها، إذ تعاملت الشركة الوطنية مع الحدث، كأي مباراة خاصة بالفئات الصغرى، والتي تعودت القنوات الوطنية تجاهلها، مع العلم أن المنتخب المحلي يضم بصفوفه أبرز العناصر التي تألقت طيلة هذا الموسم، وأغلبها مرشح للانضمام للمنتخب الأول. حسب مصادر مطلعة، فإن شركة "سبور فايف" المالكة لحقوق نقل المباريات الإقصائية الخاصة بكأس الأمم الإفريقية للمحليين، حددت مبلغ 60 ألف يورو مقابل نقل أرضي للمباراة من طرف التلفزيون المغربي، مع تقديم مجموعة من الوصلات الإشهارية لمؤسسات تجارية متعاقدة مع الشركة الفرنسية، وهو الشرط الذي لم يقبله الجانب المغربي، فكان الرد هو التجاهل النهائي. بالنسبة للتلفزيون التونسي، فقد عملت القناة (21) على نقل أرضي لمباراة الذهاب، مع العلم أن ملعب سوسة خلى نهائيا من اللوحات الإشهارية، والدعاية الوحيدة التي انفردت بها الجامعة التونسية، كانت عن طريق تذاكر المباراة، إلا أن الجمهور لم يأت بأعداد كبيرة، إذ لم يتعد الحضور 2000 متفرجا، منهم حوالي 100 مغربي أغلبهم من الجالية المغربية المقيمة بالديار التونسية والباقي انتقل من المغرب خصيصا لمتابعة أشبال المدربين مصطفى الحداوي ومحمد سهيل. ومن المؤكد، أن الإشكال الذي طرح خلال لقاء الذهاب، سيطرح خلال الإياب، حيث ستجد التلفزة المغربية نفسها مضطرة لمناقشة " سبور فايف" على النقل الأرضي للمباراة التي سيحتضنها يوم السبت 5 يونيو القادم مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، عوض ملعب العبدي بالجديدة كما أعلن عن ذلك، كما أن جامعة كرة القدم مطالبة بالتدخل لإيجاد حل مشترك يرضي الجمهور الرياضي، خاصة وأنها المستفيد الأول من العائدات المالية التي تقدمها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. صحيح، أن بيع حقوق نقل التظاهرات الرياضية للشركات التجارية، تحول إلى مشكل حقيقي يؤرق إدارات القنوات العمومية بصفة خاصة، حيث تجد نفسها عاجزة عن الدخول للمنافسة أمام القنوات الخاصة أو التابعة لدول الخليج، كما هو الحال بالنسبة لقناة الجزيرة الرياضية، الممولة بالكامل من طرف الحكومة القطرية، إلا أنه من غير المقبول نهائيا أن تتعامل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مع موضوع المنتخب المحلي بالتجاهل التام، خاصة وأن مبلغ 60 ألف يورو في المتناول، ويعتبر مبلغا بسيطا بالنسبة لشركة فيصل لعريشي، كما يمكن بسهولة استخلاصها من عائدات الإشهار...