في وقت فشل الناخب الوطني الفرنسي هيرفي رونار في قيادة المنتخب المغربي إلى تخطي دور المجموعات بنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا كما تعهد هو قبيل انطلاقة البطولة، بدأت أخبار تروج عن إمكانية رحيل واحد من أفضل المدربين بالقارة السمراء، لتدريب منتخبات إفريقية على رأسها الجزائر ومصر، لكن مصادر مطلعة من روسيا أكدت ل "بيان اليوم" أن مروض "أسود الأطلس" باق بمدينة مراكش، إذ يرغب في تعويض الخيبة الدولية بإنجاز قاري جديد. رونار يتحمل مسؤولية الإقصاء تسببت خيارات رونار في تشكيلة 23 لاعبا في حصد هزيمتين أمام كل من إيران والبرتغال بنتيجة (1-0)، رغم تقديم العناصر الوطنية لأداء جيد والاستحواذ على الكرة، إذ ظهر واضحا افتقاد المجموعة للنجاعة الهجومية وتسجيل الأهداف. ورغم ذلك، سجل رونار خلال الندوة الصحفية التي أقيمت أول أمس الأحد (عشية المباراة ضد إسبانيا أمس الاثنين)، أنه لو أتيحت له الفرصة لخوض المونديال، فلن يقدم على تغييرات كثيرة في تشكيلته التي قدمت مستوى استثنائيا. واستدعى المدرب الفرنسي مهاجم فريق نهضة بركان أيوب الكعبي بشكل مفاجئ، ليشركه أساسيا في المباراة الأولى ضد إيران على حساب خالد بوطيب الذي خاض كافة مباريات التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال الروسي. وأجمعت التقارير والتحاليل الصحفية أن المدرب الفرنسي هو من يتحمل مسؤولية الإقصاء المبكر بغض النظر عن الأخطاء التحكيمية أو المستوى الجيد لبعض العناصر، بسبب طريقة اللعب الهجومية غير الناجعة وكلفته في النهاية تلقي هزيمتين. الجزائر ومصر مهتمتان ب "الثعلب" ظهرت أخبار تفيد بأن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي يضع رونار على رأس قائمة اختياراته رفقة البوسني وحيد خاليلودزيتش، لخلافة الجزائري رابح ماجر الذي تمت إقالته يوم الأحد من تدريب "محاربي الصحراء". وحدد زطشي معايير تتمثل في معرفة خبايا الكرة الجزائرية والإفريقية وإجادة اللغة الفرنسية، وهو ما يتوفر على رونار الذي سبق له أن درب نادي اتحاد العاصمة الجزائري سنة 2011، وأشرف على مجموعة من المنتخبات الإفريقية. وحسب ما نقلته مصادر من داخل الاتحاد الجزائري للعبة للوكالة الألمانية للأنباء (D.P.A)، فقد تم الاتصال برونار الذي أبدى موافقته المبدئية، كما وعد بالتسريع في عمليات فسخ العقد الذي يربطه مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وأضافت ذات المصادر أن رونار يفضل العرض الجزائري على عرض الاتحاد المصري الذي يتجه لإقالة مدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر على خلفية الخروج المبكر من البطولة بعد تلقي "الفراعنة" هزيمتين أمام الأوروغواي (1-0) وروسيا (3-1). رونار يفضل الأسود ومراكش لكن في الواقع، يبدو صعبا على رونار الذي قاد "أسود الأطلس" إلى تجاوز عقدة الخروج المبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا ل 12 عاما في دورة الغابون مطلع 2017، مغادرة تراب المغرب، في ظل اقتناع الجميع بمؤهلاته التدريبية. وتثق فئة كبيرة من المغاربة بأنه من الأفضل بقاء رونار مع المجموعة الوطنية، بما أنه استطاع قيادتها لنهائيات كأس العالم منذ دورة فرنسا 1998، ولو أنه لم يف بتعهده الذي قطعه للجمهور المغربي باللعب من أجل التأهل للدور الثاني. ومع تبقي أزيد من 6 أشهر على خوض المنتخب الوطني لكأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع 2019، سيكون من الأجدى لرونار الاستمرار في مغامرته رفقة "أسود الأطلس" دفاعا عن سمعته ولم لا البحث عن لقب ثالث ومكافأة جد مغرية. كما أن الناخب الوطني يرى الإقامة في المغرب، وتحديدا مدينة مراكش، مريحة له نظرا للامتيازات التي يحظى بها من طرف جامعة كرة القدم، وفي مقدمتها راتب شهري (حوالي 60 ألف يورو) يضعه ضمن قائمة أغلى المدربين بالقارة السمراء.