يحتفي موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الأربعين التي تنظم في الفترة من 23 يونيو إلى 20 يوليوز المقبل، بإفريقيا التي تحل كضيف شرف لهذه التظاهرة. ويتضمن برنامج الدورة، حسب كتيب الموسم، عدة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة تشتمل على ندوات وورشات وفقرات موسيقية وعروض أزياء ومعارض. وسيكون رواد الموسم الثقافي على موعد مع ندوات هامة تتناول مواضيع متعددة: ففي ندوة "الاندماج الأفريقي: أين العطب؟"، سيجري التساؤل حول مآل التكامل الإقليمي والقاري في أفريقيا، ذلك أنه لا مندوحة للقارة في ضوء التحديات الجديدة التي تطرحها الساسات الدولية وعودة النزعات القومية والشعبوية وصعود الدول الناشئة الجديدة والاضطرابات والقلاقل التي تعتمل في الغرب وعودة آسيا وروسيا إلى الساحة الدولية من معالجة هذا السؤال، لا سيما أن القارة تكافح من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي لإرساء إدارة رشيدة راسخة ووطيدة الأكرنا وأن شبابها وهو ثروتها الرئيسية، فاقد الثقة في المستقبل. ومن بين الباحثين المدعوين للمشاركة في هذه الندوة: محمد نور الدين أفاية، يوسف العمراني، كوبينا أنان، علي باحيجوب، فيكتور بورغيس، إدريس كراوي، شايل مبيمبي.. وتأتي ندوة "ماذا بعد العولمة؟" في سياق ما شكلته الأحداث الكبرى التي برزت في الآونة الأخيرة من تحديات عصية لخطاب العولمة، من أبرزها: صعود النزعات الشعبوية الانكفائية التي وصلت لمركز السلطة في العديد من البلدان بما فيها بعض الديمقراطيات الغربية العريقة، والاتجاه إلى العودة من البلدان بما فيها بعض الديمقراطيات الغربية العريقة والاتجاه إلى العودة إلى إجراءات ونظم الحماية الاقتصادية وكبح حركة التبادل الاقتصادي الحر، والتدخل المتزايد للدولة في الحقل الاقتصادي بعد الأزمة المالية التي كادت أن تقوض المنظومة الرأسمالية العالمية، في الوقت الذي انتكست مشاريع الاندماج الإقليمي بما فيها المشروع الأورروبي، وطهر من الواضح أن الموجة التقنية الاتصالية الجديدة بقدر ما تقرب بين أركان العالمن تعزز الشروخ والتصدعات داخل المجتمعات وتؤجج الانتماءات والهويات الضيقة المدمرة للروابط السياسية الجماعية، وتهدف هذه الندوة لرصد هذه التحولات في مستويات ثلاثة محاور: بدايات العولمة والسياقات الدولية المرافقة، الضعاف في مواجهة عولمة الأقوياء، ثم راهن العولمة وما بعدها". أما ندوة "مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق"، فتعتبر استمرارا وغثراء لمقاربات فكرية مستندة على التأمل والتحاور بهدوء وتبادل لوجهات النظر سعيا إلى استنتاجات فكرية مفتوحة، تراهن على الأمل الممكن غايتها تحفيز من بيدهم صنع القرار على مستوى المؤسسات والقوى الفاعلة والمؤثرة لإيقاظ روح المبادرة فيهم، وتتناول الندوة المحاور التالية: حراك الشارع والمأزق العربي الراهن، الأنظمة الاستبدادية والتحول الدمقراطي المعاق، مصاعب العبور من المأزق إلى الانفراج. ومن المشاركين في هذه الندوة: حسن أبو أيوب، محمد الأشعري، عبد الرحمان العلولا، جون ب ألترنان، لويس أمادو، آن بلباوم، سيزار كامبوس، خالد شوكات، غوي دو لاشوفالري، ألان جرسن، مصطفى حجازي… ويكمن المنطلق المنهجي في ندوة "الفكر الديني الحاضن للإرهاب: المرجعية وسبل مواجهته"، في رفض خطاب الاستثناء الإسلامي الذي يعزل الإسلام عن التقليد التوحيدي، ويتخذ من بعض المعطيات التاريخية الظرفية أو التأويلات التراثية المحدودة مقياسا لتفسير وفهم سلوك الأقلية الراديكالية العنيفة التي ترفع الشعار الإسلامي واجهة وقناعا، بقدر ما تقر في الىن نفسه بأن لظاهرة الإرهاب جذورا وخلفيات ثقافية من حيث القوالب الفكرية والمفاهيم والأدوات النظرية، بمشاركة الأساتذة أحمد عبادي، عبد الله يوسف، رشيد الخيون، عبد العزيز السبيل.. وتتميز التظاهرة بانعقاد المؤتمر الدولي الثاني للموسيقى تحت عنوان "صون الثقافات الموسيقية وانتقالها في عالم الإسلام" يومي 5 و6 يوليوز، برئاسة شريف خازندار رئيس مؤسسة دار ثقافات العالم بباريس. ومن المقرر خلال الدورة منح جوائز بلند الحيدري للشباب التي فازت بها الشاعرة المغربية نسيمة الراوي، وجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي التي عادت للشاعر السنيغالي أمادو لمين سال، وكذا جائزة محمد زفزاف للرواية العربية التي فاز بها الكاتب المغربي أحمد المديني. ويشمل برنامج الموسم تقديم كتاب "أربعون سنة في أصيلة" يوم 9 يوليوز وتكريم المؤرخ العميد محمد القبلي يوم 19 يوليوز. وفضلا عن ذلك، يتجدد الموعد مع مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، في سيبل تحريك وإيقاظ جذوة الإبداع الكامنة في الطفل وتربية ذوقه الفني وتشجيع غريزة حب الاستطلاع والفضول المعرفي في مرحلة عمرية محددة، انطلاقا من محفزات تلامس معيشه السومي وتجربته الغضة في الحياة، إلى جانب مشاغل الفنون التشكيلية والكتابة.