انبثقت بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، مجموعة من الطاقات الشابة، التي برز اسمها في عالم الابتكار والاختراع، فكلما شاركت في مسابقات دولية ما، إلا وحصل عدد كبير منها على جوائز ذهبية، أو فضية.. رافعين الأعلام المغربية، في كل من دولة؛ كندا، والولايات المتحدةالأمريكية، وكوريا الجنوبية، وماليزيا.. إلى غيرها من الدول التي تستضيف منتديات عالمية، خاصة بأحدث الاختراعات والابتكارات. المخترعون المغاربة، الذين جلهم شباب ينتمون إلى الجيل الجديد، استطاعوا أن يتوصلوا من خلال أبحاثهم، من داخل مختبرات الجامعات المغربية، عبر ربوع المملكة، إلى اختراعات حديثة، تواكب التطور العلمي والتكنولوجي الحديث، في مجال الطاقة البديلة، والتكنولوجيا، وكذا عالم السيارات، وصناعة المحركات.. وشكلت الجوائز التي حاز عليها ولا يزال المغاربة، في كبريات المسابقات العالمية، في ميدان الاختراع، حافزا ودافعا معنويا لهم، ما جعل المؤسسات المغربية، تنخرط، وتبادر بشكل تلقائي إلى تكريم هذه الطاقات، وتوفير الإمكانيات لها على قدر المستطاع. ! إلى جانب، هذا، يوشح جلالة الملك محمد السادس، في كل مناسبة وطنية، الشباب المغربي المخترع، وهو ما يشكل دافعا معنويا لباقي الطلبة، الذين يجتهدون في محاولة ابتكار واختراع أشياء جديدة، تنضاف إلى سلسلة الاختراعات السابقة للمغاربة. واهتماما منها بالموضوع، تحاول بيان اليوم، طيلة أيام شهر رمضان، أن تقترب من هؤلاء المخترعين، واختراعاتهم الحديثة، بالإضافة إلى تتبع مساراتهم الدراسية، والجوائز التي حصدوها في مختلف الملتقيات الدولية، تعريفا منها بهذه الطاقات الشابة التي تستحق التشجيع والتنويه ودعمها معنويا، حتى تواصل مسارها في عالم الأبحاث العلمية بشكل ثابت. مراد الشرقي.. صاحب المحرك المغناطيسي واختراعات أخرى يعتبر مراد الشرقي، من بين المخترعين المغاربة الذين استطاعوا أن يتركوا اسمهم في عالم الابتكارات، حيث تمكن من إخراج أربعة اختراعات مغربية إلى الوجود. الاختراع الأول، يهم جهازا للتحكم عن بعد في السيارة (بواسطة الهاتف النقال)، حيث يمكن صاحب السيارة من تشغيل محرك السيارة على بعد مسافات طويلة، الجهاز ذاته يمكن استخدامه أيضا، عند تعرض السيارة إلى السرقة، حيث تمكن مالكها من إيقاف المحرك، وتعطيل العملية. والاختراع الثاني لابن دوار احسينات بسيدي قاسم، يتعلق بمحرك يعمل بالمجال المغناطيسي، يطلق عليه اسم النيودنيوم، والذي يستعمل في تشغيل مضخة رفع المياه، عوض النفط المكلف ثمنه والمضر بالبيئة الطبيعية. فكرة هذا الاختراع، جاءت بعد ملاحظة الشرقي لكثرة استعمال المياه في عملية السقي، وحاجة الفلاحين بمنطقته إلى وسيلة تخلصهم من كثرة النفقات، لا سيما وأن أسعار النفط قفزت إلى مستويات عالية، خلال السنوات الأخيرة. وعن طريقة اشتغال هذا المحرك، يعتمد على قوى التجاذب والتنافر بين الأقطاب المغناطيسية، وعملية الافلات من التصاق الأقطاب، وهو ما يعتبر أحد أسرار المحركات المغناطيسية المنتشرة على مستوى العالم. أما الاختراع الثالث، فهو عبارة عن "مقبس جداري" يقوم بفض التيار الكهربي عند ملامسته للإنسان في الحالات العرضية، كتسرب المياه إلى الثقوب، أو تمرير موصل كهربائي بالخطأ عبر هذه الثقوب، وهو ما يشكل عامل أمان ضد عبث الأطفال وتعرضهم للخطر من الكهرباء. وكثيرة هي الحوادث التي تقع بسبب المقبس الكهربائي، الناتجة عن التماس الكهربائي، الذي سبب في إحراق العديد من المنازل سواء داخل المغرب أو خارجه. والاختراع الرابع، يتعلق بجهاز إنذار، يترصد للسارقين أثناء تنفيذ عملياتهم الاجرامية، ويشغل هذا الجهاز عن طريق تثبيته على الأبواب، حيث يقوم بالإشعار فور حدوث طارئ، من خلال اتصاله بشكل مباشر مع الهاتف النقال، في حالة ما تم فتح الباب دون عمله. وبهذه الاختراعات، يكون مراد الشرقي، قد بدأ يحقق حلمه وحبه للفيزياء، الذي كان دافعه الأول لاختراع هذه الأجهزة، التي استطاع أن يكسب بها إعجاب العديد من المتخصصين في المجال، رغم ضعف الإمكانيات وقلة اليد والدعم.