من الساعة التاسعة والنصف لصباح أول أمس السبت، إلى العاشرة من صباح أمس الأحد، قضى مناضلو الفيدرالية الديمقراطية للشغل ليلة بيضاء، دون أن يقوى الاجتماع الماراطوني لمجلسهم الوطني على الحسم في الطريقة المفضية إلى انتخاب المكتب المركزي والكاتب العام للمنظمة. واعتبر فيدراليون إعلان رئاسة المجلس، في جلسة عامة، عن بلوغ البابا المسدود، وتأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمى، بداية بوادر انفجار الأوضاع، واستحالة إيجاد مخرج للأزمة القائمة، بعد فشل التوافق حول اسم الكاتب الوطني القادم، وتشبث كل من عبد الحميد الفاتحي وعبد الرحمان العزوزي بأحقية كل منهما في تولي هذا المنصب. ومنذ بداية أشغال المجلس، في دورته المؤجلة للمرة الثالثة على التوالي، بدا الصراع الدائر بين عبد الحميد فاتحي، المحسوب على تيار إدريس لشكر، وبين عبد الرحمان العزوزي أكثر حدة من ذي قبل. وكان مصير التدخلات، التي كانت تتم بين الفينة والأخرى في الكواليس لحسم الخلاف، الفشل الذريع. فالصراع الدائر خارج قاعة الاجتماع،والذي يشتد أحيانا بين المسؤولين النقابيين الذين سبق لهم أن وعدوا العزوزي بولاية جديدة على رأس النقابة قبل أن يتراجعوا عن ذلك لصالح الفاتحي، لا يلبث أن ينتقل إلى القاعة، ليختلط الحابل بالنابل. فقد كانت الكثير من المداخلات، التي تتم في جو من الفوضى العارمة، تندد بدخول ما أسمته «الأطراف الأخرى» على الخط، من أجل «تسميم الأجواء وبلوغ انفجار التوافق السابق الذي زكاه إعلان عبد الواحد الراضي رفضه أن يتدخل المكتب السياسي للحزب في النقاش الدائر داخل ال»ف.د.ش»». وعلى خلاف الدورتين السابقتين، لم ينل توالي الساعات الطوال، المعلنة بزوغ فجر يوم الأحد، من عزيمة المسؤولين النقابيين بمختلف توجهاتهم الداعمة لهذا الطرف أو ذاك. فلم تسجل القاعة مغادرة المقيمين خارج الدارالبيضاء ولم يتسلل التعب للحاضرين، الذين كانت أغلب المداخلات، ونقاط نظامهم، التي توالت إلى غاية التاسعة صباحا، توجه انتقادات شديدة لمن يحاول التدخل لفرض أسماء معينة على رأس النقابة، ضدا القوانين الداخلية للفدرالية. وهي القوانين التي تعطي لصندوق الاقتراع وحده صلاحية الحسم في تولي المسؤولية، في حال فشل سياسة التوافقات بين الأطراف المتنازعة. هاته الأخيرة، أجمعت في تصريحات بعض مسؤوليها لبيان اليوم، بعد الإعلان الرسمي عن بلوغ الباب المسدود، أن سيناريو سنة 2001 في طريقه إلى التشكل، وقد يفضي بالنقابة إلى انشقاق لا يختلف في شكله ودوافعه عن واقعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بعد انسحاب تيار الأموي من كل ما لا علاقة له بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.