تطورات مهمة تلك التي يعرفها ملف النساء العاملات في حقول هويلفا، بدولة إسبانيا، منذ عبورهن نحو الضفة الأخرى، ويتعلق الأمر بالاعتداءات عليهن، والتحرشات الجنسية التي تلحقهن، من طرف المزارعين الإسبان، أو العمال الإسبانيين في الضيعات الفلاحية بهذه المنطقة. فخلال الجمعة الماضي، تمكنت عناصر الشرطة الإسبانية، بإقليم هويلفا، من توقيف شخص، اعتدى جنسيا على إحدى العاملات المغربيات، بهذه الحقول، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد تسجيل أقواله، وفق ما أوردته الصحافة الإسبانية. ومباشرة بعد هذا الاعتداء، تفاعلت بشكل سريع، الجمعيات النسوية، والمنظمات الحقوقية، وبعض المجموعات البرلمانية، مع الموضوع، الذي يعتبر حديث الساعة بإقليم هويلفا، إذ طالبت من حكومة ماريانو راخوري التدخل إلى الحد من هذه الاعتداءات، وضمان حقوق النساء العاملات بما فيهن المغربيات بالحقول الزراعية. ودعت جمعية "Mujeres24H" بهويلفا، الحكومة الإسبانية، إلى تطبيق إجراءات عاجلة للتحقيق في طبيعة هذه الاعتداءات الجنسية والجسدية، والوقوف إلى جانبهن، وتدعيمهن نفسيا، من خلال تخصيص طاقم طبي، بهذه الحقول، لمتابعة حالتهن ووضعهن النفسي. وشددت الجمعية النسائية، على ضرورة تفعيل الإجراءات الزجرية والجنائية، التي يجب أن يحاسب بها المعتدون جنسيا على العاملات المغربيات، مطالبات أيضا، بتقديم توضيحات وإجابات مقنعة من طرف أرباب هذه الحقول، والنقابات، والمسؤولين الحكوميين على هذا القطاع. وحلت جمعية "Mujeres24H" بهويلفا، بكل أعضائها، إلى هذه الحقول من أجل لقاء العاملات المغربيات، ومساندتهن، ودعمهن، لمواجهة هذا الضغط النفسي الذي وصفته "بالرهيب"، رغم مشكل اللغة، الذي حال دون تحقيق تواصل فعال مع هؤلاء العاملات المغربيات. واستنكرت الجمعية ذاتها، ضعف العاملات المغربيات أمام هذه الحملات الجنسية عليهن، لا سيما الفتيات العازبات، موضحة أن فقرهن يحول دون رفضهن لهذه الممارسات الشاذة. من جهته ساءل، الاتحاد اليساري الإسباني، حكومة ماريانو راخوي عن الإجراءات التي اتخذتها في حق الشخص الذي تم اعتقاله، وكذا الخطوات الإجرائية التي ستعمل بها للحد من هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن النسوة العاملات يتعرضن لمضايقات وابتزاز جنسي وجسدي، في حقول الفراولة. ودعا الاتحاد، إلى ضرورة فتح تحقيق في الموضوع، من طرف سلطات هويلفا، للوقوف على حيثيات هذا الملف "الخطير" على حد وصف الاتحاد، الذي أبرز كذلك، أن هذه الفئة من النسوة تتعرضن لتعامل حاط، ومهين من طرف أرباب هذه الحقول. السؤال الذي وجهه الاتحاد اليساري الإسباني، حول "ما هي التدابير التي تعتزم الحكومة اتخاذها في مواجهة المواقف المأساوية التي تلحق بالعاملات المهاجرات في حقول الفراولة في هويلفا ؟"، تضمن مجموعة من المعطيات، بالأرقام، حيث سجل سنة 2016، وجود 185 عملية إجهاض، بكل من إقليم هويلفا، و بلوي دي لا فرونتيرا، وموغير.