قال رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بأزمور، المصطفى البيدوري، أول أمس الأربعاء، "إن الجمعية تنظم خلال هذه السنة، الملتقى الدولي الثامن لفن الملحون، الممتد من 24 إلى 27 ماي، في سياق خاص، عرف تقديم مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية تحت إشراف لجنة علمية يرأسها عباس الجيراري، على إطلاق مبادرة تسجيل الملحون ضمن لائحة التراث اللامادي لدى منظمة اليونيسكو". وأضاف البيدروي، في ندوة صحافية بدار الصناع بأزمور، بمناسبة إعطاء الضوء الأخضر لمهرجان الملحونيات، دورة عباس الجيراري، المنظم تحت شعار "فن الملحون المغربي: بين مظاهر الخصوصية والتفرد وملامح الإشعاع والامتداد"، أنه كلما حل شهر رمضان "يشعر المشرفون على المهرجان بضرورة وضع أسس صلبة تضمن ديمومة المواعد، مدركون أن هذا أصبح ملكا لساكنة المدينة، وذلك لما للملحون من رسالة نبيلة في المجامع المغربي، لا سيما وأنه قادر على حمل جل الأفكار الشعرية الفلسفية". وكشف رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بأزمور، أن عمل هذه الأخيرة، لم يعد يقتصر فقط على فن الملحون، بل انفتح على ألوان تراثية أخرى، مبرزا أن الجمعية أشرفت "على تأسيس مشتل للشباب في الفنون الجميلة والذي أعطى ثماره، حيث ستعرض أعمال هؤلاء الشباب خلال هذه الدورة، لتبدأ الجمعية مشتلا جديدا من الأطفال الصغار تأريخا لمسارها الثقافي في مختلف المجالات". ووعد المتحدث ذاته، ساكنة مدينة أزمور التي تعتبر معقلا لشعراء الملحون ب"تسمية الدورات المقبلة بأسماء خلدت قصائد متميزة للمدينة أمثال أحمد بن رقية، محمد بن مسعود، إدريس رحمون..". والتمس المصطفى البيدوري، من المجلس الجماعي للمدينة، "تشريف أسماء هؤلاء الرواد بشوارع وأزقة أزمور لكي يتمكن الجيل الصاعد من معرفتهم والاطلاع على ما خلفوا وراءهم من قصائد لا زال يتداولها المنشدون في مختلف المهرجانات المتخصصة في فن الملحون". وعن مشروع بناء دار الملحون بأزمور، الذي تكفل به أحد المحسنين، أفاد رئيس الجمعية الثقافية، أن "هذه البناية الثقافية على مشارف النهاية"، منوها بالمجهود الذي "قام به هذا المحسن، رفقة مجموعة من المحسنين الآخرين الذين ساهموا على قدر المستطاع في المشروع الذي سيفتح الباب للشغوفين بالفنون التراثية". وأوضح رئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، المصطفى البيدوري، أنه من مهام هذه الدار "الإشراف على تكوين وتأطير الشباب، ليصبحوا رواد الغد لفن الملحون، والآلة، من شعراء، ومنشدين، وحفاظ وخزنة، لتعود معهم الحرف التقليدية التي أخذت في الاندثار، من قبيل؛ الثنين والدرازة..". من جهته اعتبر عبد الإله جنان مدير هذه الدورة الثامنة، أن مهرجان ملحونيات 2018، "يلامس ذاكرة مدينة أزمور العتيقة عبر فضاءات دار الصناع وساحة ابراها مولنيس لما تختزلاه من تاريخ يضرب في عمق وجذور الحضارة المغربية". واستعرض جنان، في كلمته التي ألقاها أمام رجال الصحافة والإعلام، برنامج هذه الدورة التي تشارك فيها دولة فرنسا، وبلجيكا، والجزائر، مردفا، أن منصة ابراها مونيس، ستشهد على حضور مجموعة من الأجواق الوطنية ك؛ جوق منتخب فن الملحون برئاسة محمد الوالي، وجوق ملتقى سلام برئاسة علي علوي، ومجموعة الكريحة الرودانية برئاسة عمر بوري.. كما يعرف المهرجان تنظيم لقاءات علمية وأكاديمية، تتطرق ل"فن الملحون المغربي: بين مظاهر الخصوصية والتفرد وعمق المشترك الإنساني"، حيث سيشارك فيها مجموعة من الباحثين في الحقل الأكاديمي الذين سيقدمون نتائج دراساتهم وأبحاثهم في الموضوع. ولم يفت مدير هذه الدورة الإشارة إلى أن "شعر الملحون شكل مرآة للمجتمع المغربي حيث تمكن شعراءه بفضل حسهم المرهف وتفاعلهم التام مع قضايا كل الفئات الاجتماعية من تلخيص تجاربهم واستخلاص العبر والدروس منها، كما ساهم في تهذيب الوجدان واكتناه الجمال في كل المخلوقات بمختلف مكوناتها، في محاكاة تروم توجيه الأفراد للعيش في تناغم وتوازن مع محيطهم". ودعا عبد الإله جنان، في آخر مداخلته، كل الغيورين على فن الملحون، إلى "تحصين هذا التراث صونا للهوية الثقافية المغربية المتعددة، حيث يجب علينا بموجب حق المواطنة الإسهام في هذه المجهودات ودعمها"، مشيرا إلى أن المغاربة تفردوا "في إبداع فن الملحون بكل الخصوصيات المرتبطة به على المستوى الفني والاحتفالي والاجتماعي، الشيء الذي جعل منه ديوانا للمغاربة وديدنهم الثقافي". جدير بالذكر، أن الملتقى الدولي الثامن لفن الملحون بمدينة أزمور، ينظم تحت إشراف عمالة إقليمالجديدة، وبدعم من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والمجلس الإقليمي للجديدة، والجماعة الترابية لأزمور.