توج فريق اتحاد طنجة بلقب البطولة الاحترافية "اتصالات المغرب" لكرة القدم لموسم 2017-2018، وذلك عقب فوزه أول أمس السبت بهدفين لواحد أمام ضيفه المغرب التطواني بملعب طنجة الكبير لحساب الدورة 29 وقبل الأخيرة. وسجل هدفي اتحاد طنجة كل من أحمد الشنتوف (د 48) وحمزة الموساوي (د 60 خطأ في مرماه)، بينما وقع هدف المغرب التطواني المدافع السنغالي مرتضى فال (د 28). وهو اللقب الأول ل "فارس البوغاز" منذ تاريخ تأسيسه سنة 1983 بعد اندماج فريقي رجاء ميناء طنجة ونهضة طنجة، متخطيا بذلك أفضل إنجازاته بقسم الصفوة منذ صعوده له سنة 1986 عندما أنهى موسم 1989-1990 وصيفا للوداد البطل. واستفاد اتحاد طنجة من تعثر مطارده المباشر فريق الوداد خارج قواعده أمام أولمبيك أسفي بهدف لمثله، ليوسع الفارق عن الفريق الأحمر إلى 4 نقاط، ويضمن رسميا اللقب حتى في حال خسر مباراته الأخيرة ضد شباب ريف الحسيمة. ورفع الفريق الطنجاوي رصيده إلى 52 نقطة جمعها من 14 انتصارا و10 تعادلات و5 هزائم، وسجل 34 هدفا ولم تتلق مرماه سوى 21 هدفا كأقوى خط دفاع، بينما سيتنافس الوداد وحسنية أكادير على المركز الثاني المؤهل للعصبة الإفريقية. كما حجز اتحاد طنجة بطاقة المشاركة بمسابقة عصبة أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه أيضا، علما أنه شارك خلال سنة 2017 بكأس الاتحاد الإفريقي، لكنه فشل في بلوغ دور المجموعات، وأقصي على يد نادي حوريا كوناكري الغيني. وبالعودة إلى مسار اتحاد طنجة، بدأ الفريق البطولة الاحترافية بقوة وسحق نهضة بركان بثلاثية نظيفة، لكنه دخل في مرحلة فراغ دامت 7 لقاءات حقق فيها 5 تعادلات وهزيمتين، ما نتج عنه إقالة المدرب بادو الزاكي وتعيين إدريس لمرابط خلفا له. بعدها، استعاد الفريق الطنجاوي عافيته بفوز على شباب أطلس خنيفرة ثم تعادل سلبي ضد الفتح الرباطي، ليضرب رفاق أسامة غيرب بقوة ويحققوا 8 انتصارات متتالية أبرزها ضد الوداد والدفاع الحسني الجديدي والمغرب التطواني. وفي الثلث الأخير من الموسم، تراجعت نتائج اتحاد طنجة نسبيا وتقلص الفارق عن مطارديه، وخسر 3 مباريات ضد الجيش الملكي والفتح الرباطي وسريع وادي زم، وتعادل في 3 لقاءات، ولم يفز سوى في 3 مباريات آخرها أمام الماط. ومنذ انطلاقة سابع موسم احترافي للبطولة الوطنية، أرسل اتحاد طنجة الذي حافظ على مكانته منذ صعوده موسم 2015-2016، إشارات قوية عن رغبته في مزاحمة الكبار، ما تجلى في تصدره للبطولة أغلب جولات الموسم الجاري. لقب تاريخي جاء بفضل قرار حكيم من المكتب المسير الذي فضل بعد فك الارتباط مع الزاكي الاعتماد على ابن الدار الذي تمكن بتواضعه من تحقيق الاستقرار، ناهيك عن دعم جمهور رائع أثار انتباه وإعجاب كل متتبعي الشأن الكروي ببلادنا. نقطة أخرى لعبت لصالح الطنجاويين، وهي غياب الكبار عن ساحة المنافسة، فالجيش ما يزال تائها منذ سنوات، والرجاء تأثر بأزمته المالية والإدارية، بينما تأخر الوداد والفتح في العودة المحلية بسبب الإرهاق وتراكم مباريات المنافسات القارية. وتعليقا على التتويج التاريخي، عبر مدرب اتحاد طنجة إدريس لمرابط، وهو يغالب دموعه خلال الندوة الصحفية عقب المباراة، عن سعادته بإهداء اللقب الأول لمدينة طنجة، مؤكدا أن ساكنة المدينة تستحق هذا الإنجاز الذي طال انتظاره. واعتبر لمرابط أن اللقب جاء بفضل مجهودات كافة المكونات من إدارة ولاعبين وطاقم تقني وجمهور وصحافة رياضية، مبرزا أن طنجة أظهرت للجميع قدرة فريقها على المشاركة بمسابقة عصبة أبطال إفريقيا أو أي مسابقة كبرى. ومباشرة بعدما أطلق الحكم عادل زوراق صافرة نهاية المباراة، انطلقت احتفالات داخل واقتحم الجمهور الطنجاوي أرضية ملعب طنجة، في حين عبر آلاف الطنجاويين عن فرحتهم بالإنجاز وخرجوا محتفلين بأهم الشوارع الكبيرة بالمدينة.