ستضع لجنة ترشيح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026، والتي ستكون أول بطولة تعرف مشاركة 48 منتخبا، اليوم الجمعة، الملف التقني الخاص، وذلك على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، لتبدأ رسميا المرحلة الحاسمة من سباق الظفر بشرف تنظيم العرس الكروي في نسخته الثالثة والعشرين في انتظار ما ستسفر عنه عملية التصويت المقررة في 13 يونيو القادم، قبيل انطلاقة نهائيات مونديال روسيا. ملف قوي ومتكامل في خامس محاولة يدخل المغرب محاولته الخامسة بملف قوي ومتكامل ويستجيب لكافة الشروط المنصوص عليها في دفتر تحملات (الفيفا)، ويتلافى لكافة الأخطاء التي عرفتها الترشيحات الأربعة السابقة، سعيا وراء تحقيق حلم طال انتظاره منذ ما يقارب الثلاثة عقود، إذ كان المغرب أول بلد عربي وإفريقي يقدم ترشيحه لاحتضان المونديال في دورة 1994، رفقة البرازيلوالولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن الأخيرة ظفرت بشرف تنظيم البطولة، بينما تفوقت فرنسا في نسخة 1998 على المغرب وسويسرا، ليكرر الجانب المغربي المحاولة أمام البرازيل وإنجلترا وجنوب إفريقيا وألمانيا، هذه الأخيرة حصلت بالإجماع في كافة مراحل التصويت على حق استضافة مونديال 2006، في حين لم تكن محاولة المغرب الرابعة موفقة خلال نسخة 2010 وانهزم بقسوة أمام جنوب إفريقيا بفارق 4 أصوات. تعويل على دعم الأفارقة والعرب والمسلمين تعول لجنة الترشيح المغربية على دعم القارة الإفريقية التي حصل على دعمها الكامل عبر رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الملغاشي أحمد أحمد، والدول العربية والإسلامية إضافة إلى دول أوروبية وأخرى تنتمي لأمريكاالجنوبية، من أجل حشد أكبر عدد من مؤيدي تنظيم المونديال بالمملكة والقارة السمراء، خاصة بعدما أقر مجلس الاتحاد الدولي طريقة تصويت الاتحادات الأعضاء ال211 المنضوية تحت لواء (الفيفا) عكس ما كان يحدث سابقا بالاعتماد فقط على أصوات ال24 عضوا باللجنة التنفيذية ل (الفيفا)، وهي الطريقة التي تمنح المغرب حظوظا وافرة في الفوز في ظل الطريقة المتميزة للترويج لملفه بمختلف القارات، أمام ملف قوي ومرعب تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية بمعية كنداوالمكسيك، والتي بدأت في الأشهر الأخيرة حملة شرسة من أجل الإطاحة بالملف المغربي قبل الوصول إلى مرحلة التصويت التي لن تكون مضمونة لصالح الأمريكان. المغرب مركز مغر لاستثمار الأموال الأجنبية سيعتمد المغرب في ترشيحه الخامس، على مجموعة من النقاط التي تقوي ملفه، فقد أكدت لجنة الترشيح خلال لقاء إعلامي شهر يناير المنصرم، على أن تنظيم مونديال 2026 بالمملكة سيكون الأكثر إغراء للمستثمرين الأجانب من أجل الانخراط في التحضيرات لاستضافة النسخة ال23، إذ ستجد الشركات العالمية، خاصة الأوروبية ولم لا الأمريكية أيضا، في المغرب مجالا واسعا للاستثمار فيما يخص بناء الملاعب بمواصفات دولية، وبناء الفنادق وتطوير الشبكات الطرقية والسككية وغيرها، خاصة أن الحكومة المغربية منخرطة في دعم هذا الملف وتعهدت بتقديم تسهيلات كبيرة وإعفاءات ضريبية للمستثمرين الأجانب، وهي أمور غير متاحة على الإطلاق في أمريكا أو كندا أو المكسيك، والتي تبدو جاهزة لاستضافة البطولة، علما أن الولاياتالمتحدة وحدها قادرة على تنظيم بطولة بمشاركة 48 منتخبا. المكان والزمان والشغف نقاط قوة إضافية نقاط أخرى تعزز حظوظ المغرب في إمكانية هزمه للملف الثلاثي القوي، بدء من الموقع الجغرافي المتميز للملكة كبلد يقع بين ثلاث قارات (إفريقيا وأوروبا وأمريكا)، ما سيمنحه انسابية في تدفق مشجعي المنتخبات المشاركة من كافة القارات بما فيها آسيا وأستراليا، إضافة إلى العامل الزمني المتمثل في أن 60 في المائة من البلدان المشاركة بالمونديال لا يتجاوز الفارق الزمني بينها وبين المغرب الذي يقع على خط غريتنش، 3 ساعات، دون إغفال دور العشق والشغف باللعبة التي تعتبر شعبية جدا بالنسبة للمغاربة والأفارقة والعرب، عكس أمريكاوكندا اللتين تعتبران حديثتي العهد بالساحرة المستديرة في ظل التركيز على رياضات أخرى ككرة السلة والبايسبول وهوكي الجليد. حملة أمريكية شعواء تجنبا لمرحلة التصويت يرتقب أن يواصل ملف الثلاثي الأمريكي حملته الشعواء ضد نظيره المغربي في ظل التأثير السلبي الذي خلفته سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه دول إفريقيا والعالم الثالث وتأثير ذلك على تصويت هاته الدول لصالح المملكة المغربية، وبالتالي لن يتوانى في استعمال كل الطرق المباحة أو المحرمة لتجنب بلوغ مرحلة التصويت، كما حصل عندما قامت لجنة ترشيح هذا الملف بالترويج لنفسها خلال اجتماع لاتحاد دول جنوب إفريقيا (كوسافا)، في وقت منع رئيس (الفيفا) السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع من الحديث عن الملف المغربي خلال الجمعية العمومية ل (الكاف) التي انعقدت بالصخيرات، قبل أن يتراجع عن ذلك ويسمح له رفقة رئيس لجنة الترشيح مولاي حفيظ العملي بالترويج للملف خلال المؤتمر ال42 للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا).