بعد نجاح كل مواعيد كرة القدم الإفريقية بالمغرب، بدء من الأيام الدراسية بالصخيرات، ومؤتمر الاتحاد الإفريقي للعبة (الكاف) بالدار البيضاء، وكأس الأمم الخاص بالمحليين، تحل العائلة الإفريقية مرة أخرى بالمغرب، لمناقشة واقع وآفاق اللعبة الشعبية على الصعيد القاري، والأمر يتعلق هذه المرة بكرة القدم الخاصة بالإناث فعلى امتداد ثلاثة أيام ستكون مراكش عاصمة الجنوب المغربي، قبلة لنساء ورجال كرة القدم الإفريقية، والمناسبة عقد المناظرة الأولى حول كرة القدم النسوية تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. مجموعة من الشخصيات الوازنة من مختلف التخصصات والمجالات، ستكون حاضرة بمراكش لإعطاء هذه المناظرة الوزن المطلوب، والخروج بقرارات جماعية تمكن من إحداث ثورة كروية والتأسيس لعهد جديد لكرة القدم الإفريقية النسائية، حتى تستطيع مواكبة التطور الذي يعرفه هذا النوع الرياضي على الصعيد الدولي، وتقليص الهوة الكبيرة الحاصلة بين كرة القدم "الناعمة" بإفريقيا ونظيرتها بأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية، حيث تسيطر منتخباتها بشكل كبير على بطولات العالم في مختلف الأعمار. أكثر من 54 دولة افريقية حاضرة بمراكش، خبراء من مختلف المجالات ومؤسسات وشركات الكبرى من عالم المال والأعمال، إضافة إلى عدد من النجوم الأفارقة والعالميين الذين يمثلون الكرة عبر العالم، إضافة إلى عدد من خبراء كرة القدم النسوية على الصعيد الدولي، كما أن البعد الدولي لهذه المناظرة الأولى القارية، يتمثل في توجيه الدعوة لممثلي اتحادات وطنية من باقي القارات الخمسة. ويتبين من خلال هذا الزخم الذي يحاول المغرب أن يعطيه لهذا الحدث القاري، وبدعم كامل من (الكاف)، أن النية تتجه إلى استغلال المناسبة للترويج لترشيحه لاحتضان مونديال 2026، وهذه خطوة تعتبر مشروعة، بعد ضياع فرصة مؤتمر (الكاف) بالدار البيضاء بعدما منع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) فوزي لقجع من تناول الكلمة أمام أسرة كرة القدم الإفريقية، والتقدم صراحة وبكامل الوضوح بطلب الدعم الضروري والمطلوب من الأفارقة لترشيح هو بالدرجة الأولى ترشيح إفريقي. وهذا بالضبط ما جاء على لسان رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع في تصريحاته الصحفية الأخيرة، حين أكد أن الفرصة مواتية لترويج ملف المغرب، وذلك بعقد لقاءات مع رؤساء وممثلي الاتحادات القارية الحاضرة، وتحقيق نفس التواصل مع باقي ضيوف المغرب من مختلف القارات، لتستمر بذلك الحملة التواصلية والدقيقة التي كانت ناجحة مع المسؤولين الأوروبيين خلال مؤتمر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا)، حيث تم وضعهم في الصورة بخصوص ترشح المغرب لاستضافة المونديال، ومدى جاهزية المملكة لتنظيم هذا الحدث العالمي، والقواسم المشتركة بين المغرب وأوروبا، ومدى استفادة الطرفين من إقامة المونديال فوق الملاعب المغربية. هذا الموعد الكبير يؤكد مجموعة من الحقائق ألا وهي أن المغرب يعيش هموم وقضايا القارة على جميع المستويات، ومنه تبرز الأفكار وعلى أراضيه يتم إيجاد الحلول الناجعة لكل الإشكالات المطروحة، بعد سنوات من الجمود عانت خلالها كرة القدم الإفريقية من فساد غير مسبوق في التاريخ، فلماذا لا يدعم إذن كل الأفارقة كل خطوات المغرب، وفي مقدمتها الترشح لاحتضان المونديال.