من لاعبي نادي إتحاد الفتح الرياضي القدامى الذين عمروا طويلا في الميادين الرياضية «20 سنة» وكان نموذجا للاعب المثالي داخل الميادين وخارجها، إنه العميد السابق محمد عروبة الفتى الدكالي القادم من سيدي بنور بضواحي الجديدة إلى الرباط وعمره سنتان رفقة والديه رحمهما الله، ليستقر بالمدينة العتيقة، وبالملاعب المحيطة بها الرحبة، حسان، سطاد رابو، المرسى، شالة وفي الضفة الأخرى لنهر أبي رقراق، ملعبي الخميس والوادي قرب الملعب البلدي بسلا سابقا، سيتعلم المبادئ الأولى لكرة القدم التي كان يعشقها حتى النخاع. محمد عروبة الذي سيصبح فيما بعد عميدا للفريق طيلة فترة السبعينات، اكتشفه وعمره 13 سنة المدرب الراحل الغنيمي الذي ألح عليه التوجه للعب بالفتح بعد أن أقنعه بتغيير الوجهة من الجيش الملكي الذي نجح في إثبات ذاته به خلال الاختبار التقني الذي خضع له، كان ذلك سنة 1961، في هذه السنة فاز مع صغار الفتح بالبطولة الوطنية بعد فوزهم في مباراة حاسمة بملعب فيليب بالبيضاء على نجم الشباب بهدف مقابل صفر. يتذكر عروبة أول مشاركة له مع فريق الكبار بدوري أقيم بطنجة سنة 1965 بمشاركة أندية باداخوس الإسباني، نهضة طنجة، الرجاء والفتح الرباطي هذا الأخير توج فائزا بهذا الدوري وقد تصادفت هذه المشاركة مع عودة الدولي المحترف السابق حسن أقصبي من فرنسا لتعزيز صفوق الفتح وهكذا لعب إلى جوار لا عبين آخرين كالحارس المرحوم عمران، عبد الرحمان، المرحوم بلخير، اليوسي، كبير مزور، كبير أرسلان، المرحوم بشتى الشرقاوي، فتاح طانطو، الجمالي، العروسي وآخرون. محمد عروبة المدافع وصمام الأمان في الدفاع الفتحي تلقى عروضا عديدة من عدة أندية مغربية من بينها الوداد البيضاوي، إتحاد سيدي قاسم، المغرب الفاسي لكنه فضل البقاء مع فريقه الذي وجد فيه ضالته من جميع النواحي المعروف عن عروبة أيام الممارسة الحضور إلى الملعب مبكرا أثناء التداريب وكذلك المغادرة بعدها متأخرا، وذلك وعيا منه بأن المثابرة والجدية في رياضة كرة القدم من شأنهما أن يطورا أداءه التقني داخل رقعة الملعب، وبالتالي ظهوره بمستوى لا ئق يرضي كل فعاليات النادي من إدارة تقنية ومسيرين وجمهور، الشيء الذي مكنه من التربع على عرش العمادة في الفريق طيلة سنوات السبعينيات، كما يعتبر عروبة من اللاعبين الأكثر تتويجا في الفريق حيث حصل على كأس العرش ثلاث مرات سنوات 1967، 1973، 1976. لعب محمد عروبة في بعض المناسبات مع المنتخب الوطني للكبار والأمل، كما تم اختياره في مناسبة ضمن المنتخب الإفريقي الذي لعب بالملعب الشرفي بالبيضاء ضد بنيفيكا البرتغالي في مقابلة تكريم الحارس الكبير علال بنقصو سنة 1975. بعد نهاية مشواره كلاعب، ارتبط إسم عروبة مع الإدارة التقنية للفريق طيلة الثمانينات كمدرب مساعد لمجموعة من الأطر الكفأة من بينها جبران، المعروفي، اللوزاني، المرحوم العماري، بلعياشي والمرحوم عبد الله بليندة. ورغم مغادرته هذه المهمة، ظل حاضرا مع الفريق في السراء والضراء إلى يومنا هذا، وكم كان سعيدا عندما وجهت إدارة النادي الدعوة له ولزملائه القدامى لمرافقة الفريق إلى تونس لمواجهة نادي الصفاقصي برسم إياب نهاية كأس الكاف التي أحرزها الفتحيون عن جدارة واستحقاق. إن الأسلوب الاحترافي الذي يتعامل به المكتب المسير للنادي في تدبير شؤون النادي وكذا التفكير في اللاعبين القدامى المؤسسين للإنجازات، تعتبر بادرة تستحق التنويه، لكن يجب التفكير كذلك فيما يستقبل من الأيام بإقامة حفلات تكريم للاعبين البارزين والأكثر تتويجا على غرار الأندية الكبيرة في المغرب وخارجه، ولربما ستكون الفرصة مواتية لتكريم العميد السابق محمد عروبة الذي تم وعده بتنظيم حفل تكريمي له مباشرة بعد الفوز بكأس العرش الثانية بملعب الانبعاث بأكادير سنة 1973 عقب الانتصار على الاتحاد الزموري للخميسات بثلاثة أهداف مقابل هدفين، علما أن الرئيس الشرفي للنادي آنذاك كان هو المرحوم صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي عبد الله تغمده الله بواسع رحمته. وفي هذا الصدد يستحضر عروبة الاهتمام الكبير لسموه رحمه الله بالشؤون الاجتماعية للاعبي الفتح وكل نجوم الكرة من الأندية الأخرى، حيث أضاف قائلا بأن تكريم الأخ الحارس الدولي لفريق الجيش الملكي الأسطورة علال كان بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي عبد الله رحمه الله.