مرتيل وجهة لكل المهووسين بالزرقة.لم تمنع الفيضانات الأخيرة، والأمطار العاصفية، والرياح القوية المؤدية إلى رحاب كلية آداب تطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي المغربية من توافد الطلبة المبدعين والمتفوقين من مختلف المدن المغربية النائية والقريبة. بعد أن طوحت بهم ظروف العمل بعيدا، ولم تمنعهم أيضا من حقهم في الاحتفال بإنجازاتهم العلمية والثقافية والرياضية لسنة 2010. هذا التقليد الرمزي الذي عاد مجددا إلى حضنه بعد غياب دام لسنوات بفعل إرادة العمادة الجديدة. تضافر عدة جهود (عمادة كلية الآداب، جامعة عبد المالك السعدي) ومكونات أكاديمية وإدارية وطلابية داخل الكلية، كان سببا وراء تنظيم حفل التخرج لسنة 2010 تحت شعار 28 سنة من التميز 2010_1982، بهدف إعادة الاعتبار للطالب الجامعي بوصفه قلبا نابضا للجامعة، وتماشيا مع روح البرنامج الاستعجالي. عرف هذا الحفل الذي تألق في تنشيطه الشاعر أحمد لحريشي، حضورا وازنا لشخصيات أكاديمية وثقافية ورياضية وإعلامية وسينمائية. افتتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها كلمة لرئيس جامعة عبد المالك السعدي حذيفة أمزيان الذي نصب مؤخرا خلفا للأستاذ بنونة الذي اعتبر أن حفل التخرج تكريس لتقليد جامعي، يهدف إلى تشجيع الطلبة على التفوق والخلق والإبداع، مركزا على الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها كلية الآداب من أجل ربط الحياة العلمية الجامعية بسوق الشغل، ومنوها في الآن ذاته بالطاقات التي تحفل بها كلية آداب تطوان على المستوى الأكاديمي والثقافي والرياضي والإعلامي لدرجة وصفها بقلب جامعة عبد المالك السعدي، مهنئا اللجنة المنظمة على مبادرتها الجميلة وتنظيمها المحكم. أما كلمة عميد كلية آداب تطوان محمد سعد الزموري، فقد ركزت على أهمية تفعيل البرنامج الاستعجالي لقطاع التعليم العالي وتكوين الأطر، ولاسيما أجرأة المشروع الثاني عشر منه، والذي يأتي في إطاره تنظيم هذا الحفل؛ بهدف المساهمة في تطوير التكوين وتشجيع المثابرة، وخلق مجال للمنافسة بين الطلبة، وزرع روح العمل وتحفيزهم على مزيد من العطاء والنجاح. إن هذا الحفل -يضيف الزموري- لا يكتفي فقط بالاحتفاء بالطلبة المتفوقين في مسالك الإجازات الأساسية والمهنية ومسالك الماستر، بل إنه يفرد أيضا عناية خاصة لتكريم الطلبة المبدعين الحاصلين على جوائز وطنية وعربية في شتى المجالات الإبداعية كالشعر والرواية والقصة والمسرح والسينما والموسيقى والتشكيل والتمثيل وأيضا في مجال الرياضات الجامعية. شاكرا اللجنة المنظمة التي قامت بعمل جاد من أجل إخراج هذه التظاهرة في هذه الحلة الرائعة، وذلك تحت إشراف نائب العميد المكلف بالشؤون البيداغوجية وبتنسيق مع الأستاذ حميد العيدوني. لتعيش بعد ذلك قاعة الندوات العميد محمد الكتاني لحظات فنية وإبداعية مدهشة، شدت فيها أنامل البيانيست الفنانة سعاد أنقار الحضور بمعزوفاتها الشخصية «القزم العملاق» و»البطل» وشريط الكورال الذي يعود إلى بداية التسعينيات يوثق لذاكرة فرقة طلابية استطاعت أن تحقق إنجازات وطنية. وبعد عرض أشرطة فيديو تخص الطلبة المتوجين في المجالات الإبداعية، تم تتويجهم بجوائز التفوق الثقافي والإبداعي ويتعلق الأمر ب: محمد العناز الحاصل على جائزة طنجة الدولية للمبدعين الشباب وجائزة القناة الثانية للإبداع الأدبي عن ديوان خطوط الفراشات، وهشام مشبال الحاصل على جائزة القناة الثانية للإبداع الأدبي عن روايته»الطائر الحر»، وإيمان بوقايدي الغزواني الحاصلة على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب فرع المسرحية، ونزيه بحراوي الحاصل على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب فرع الشعر، وهشام بن عبد الوهاب الحاصل على الجائزة الوطنية للنقاد السينمائيين الشباب، ونوال الغنم الفائزة بجائزة أحمد بوزفور للقصاصين الشباب بالوطن العربي، وطارق فريح الفائز باستديو دوزيم 2010، ومريم السوعلي المتميزة في الفن التشكيلي، وزهرة الصغير التي تألقت في التمثيل المسرحي والسينمائي، وفاطمة الزهراء الهبطي المتخصصة في التنشيط الثقافي بالكلية، وطارق بوبكر عن إخراجه للفيلم القصير «محنة المورسكيين». تلتها قراءات شعرية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية للمحتفى بهم، وعرض شريط وثائقي يؤرخ للملتقى الوطني الرابع «خطوة في الشعر.. خطوة في الحياة»، الذي احتفى في دورته الأخيرة بمحمود درويش من تنظيم نادي حوارات الأدب والفكر الذي يشرف عليه الطلبة المبدعون بالكلية. كما تم الاحتفاء أيضا بعدد من الطلبة المتفوقين في المسالك وهم: ياسين محبوب عن مسلك الجغرافيا، وعبد الكريم القلالي عن مسلك الدراسات الإسلامية، وفاطمة وديع عن مسلك التاريخ والحضارة، وفاطمة الزهراء معاد عن مسلك الدرسات العربية، ومحمد الجلالي عن مسلك علم الاجتماع، ونهى ابن عربي عن مسلك الدراسات الإسبانية، ومنصف الدهرواي عن مسلك الإنجليزية، وزينب الزراع عن مسلك الدراسات الفرنسية، وكوثر عتو عن مسلك الدراسات السينمائية والسمعية البصرية، وفاطمة الزهراء أمزيرك عن مسلك سياحة، تواصل وتنمية، وعائشة دحوع عن مسلك المساعد الاجتماعي. كما تم تتويج الطلبة المتفوقين في الماستر وهم: نعيمة مويوح عن ماستر الجبال والسواحل المتوسطية، وعمر لمغيشي عن ماستر التاريخ وتدبير التراث، وعبد الهادي غيلان عن ماستر الإنجليزية، وسهام البوضموسي عن ماستر الأدب العربي في المغرب العلوي، ونوال الغنم عن ماستر النص النثري العربي: دراسة في الأشكال والأنواع، وآسية زيان عن ماستر الصحافة والتواصل، وسارة أزواغ عن ماستر الشعر العربي القديم، وربيع العبدي عن ماستر الإسبانية والتواصل، ونجاة فقهي عن ماستر علم الآثار، وسمية داود عن ماستر الأندلس: تاريخ وحضارة، ويوسف القضاوي عن ماستر فلسفة التواصل في الفكر الغربي. كما توجت الكلية الطلبة المتفوقين في الأنشطة الرياضية وهم: مريم الوكيلي عميدة فريق الكرة الطائرة، والمسؤول عن الرياضة بجامعة عبد المالك السعدي محمد رضا الحضري، والقريشي ياسين في صنف كرة القدم، وأردة فوزية وحميد يرو في العدو الريفي. واختتم الحفل بووصلات غنائية من الربرطوار المغربي الأصيل، تميز في أدائها المطرب الشاب طارق فريح. وفي تصريح للأستاذ حميد العيدوني عن اللجنة المنظمة، أوضح قائلا: «ما أتمناه صادقا هو أن يكون نجاح هدا الحفل مقدمة لإرساء أسس عمل ثقافي داخل كلية الآداب. الطلبة شركاء أساسيون في الفعل الثقافي، وكلية آداب تطوان تتميز على مستوى جامعة عبد المالك السعدي و كذلك على المستوى الوطني بتفوق طلبتها وحضورهم الفاعل في المشهد الثقافي المغربي.