تبدو دعوة إيران الأسبوع الماضي لمجموعة مختارة من الدبلوماسيين لزيارة منشات نووية كإستراتيجية تسويف فيما تجمع طهران مخزونا من اليورانيوم المخصب رغم العقوبات الدولية. ويقول دبلوماسيون إن إطالة أمد المشاحنات الدبلوماسية باستغلال الخلافات بين الغرب والقوى الكبرى الأخرى يناسب إيران رغم إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت يوم الاثنين إن العقوبات سببت انتكاسة في البرنامج النووي الإيراني مما منح القوى الكبرى المزيد من الوقت لإقناع طهران بتغيير موقفها. وقال دبلوماسي غربي بارز في طهران «ترحب إيران بالمحادثات ولكنها ترفض تعليق التخصيب. ثم تنظم زيارة معتقدة أن بوسعها من خلال ذلك إقناع العالم بقبول أنشطة التخصيب. «من الواضح أن إيران تحاول كسب وقت. الزيارة حجة لإطالة أمد المحادثات». وتحديد موعد لعقد اجتماع في إسطنبول الأسبوع المقبل كان النتيجة الوحيدة التي تمخض عنها استئناف المفاوضات بين إيران والقوى الست في الشهر الماضي بعد توقف طويل. وتشارك في المفاوضات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. والدول الخمس هي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين. وقال المحلل الإيراني حشمت الله صادقي «عرض الزيارة مأزق للقوى الكبرى. يمكن أن تستغل إيران الزيارة لإثبات شفافية برنامجها النووي أو لإنهاء المحادثات وتعزو ذلك لعدم مرونتهم (الغرب)». وتنفي إيران الاتهامات الغربية بأنها تحاول تطوير أسلحة نووية وتستند الاتهامات لمضي إيران قدما في إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب في تحد لقرارات الأممالمتحدة بفرض عقوبات على طهران. وتصر إيران على أنها تريد فقط تشغيل محطات نووية لتوليد الكهرباء. وقال دبلوماسيون ومحللون يتابعون القضية عن كثب في طهران طالبين عدم نشر أسمائهم إن الوقت ينفد أمام واشنطن وحلفائها مع تنامي كمية اليوارنيوم المخصب التي تخزنها إيران كل يوم. ووصف دبلوماسي آسيوي بارز توجه إيران الدبلوماسي «بالتكتيكات المتعرجة» وشملت في الآونة الأخيرة دعوة لبعض السفراء المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة مواقع نووية الأسبوع الجاري. ولم توجه الدعوة لمندوبي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وقال دبلوماسيون غربيون إن الدول الثلاث تضغط على موسكو وبكين لعدم المشاركة في الزيارة. وقال دبلوماسي آسيوي في طهران «الوقت لصالح طهران. بينما يجرون محادثات مع القوى الكبرى يخصبون اليورانيوم ويطورون الأنشطة النووية». وتابع «يستغلون الزيارة على أمل بث الفرقة بين مجموعة خمسة زائد واحد وتأجيل التوصل إلى نتيجة ملموسة من خلال المحادثات». ورفض الاتحاد الأوروبي العرض قائلا إن تفقد المحطات النووية مهمة خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. ورغم إصرار إيران مرارا على أن العقوبات ليس لها أي تأثير يقول محللون إن الصرامة غير المتوقعة للإجراءات عامل كبير في دفع إيران للعودة لمائدة المفاوضات. ويوم الاثنين، قالت كلينتون خلال زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة «أحدث تحليل يشير إلى أن العقوبات تنجح ... لدينا وقت لكنه ليس كثيرا». غير أن الخلاف الجديد بشأن الدعوة الأخيرة لزيارة المواقع النووية ربما لا يكون لصالح إحراز تقدم في المفاوضات. ولا تستبعد حكومات غربية وكذا إسرائيل القيام بعمل عسكري إذا ما اعتقدت أن إيران على وشك امتلاك أسلحة نووية. وقال تيودور كاراسيك من معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري الذي يتخذ من دبي مقرا له «أعتقد أن رد فعل الغرب .. نذير شؤم لمحادثات إسطنبول ... ستتشدد إيران في موقفها مع تقدم المحادثات وربما تنسحب». وحقق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعض المكاسب الفورية بصموده أمام الضغوط إذ أدى موقفه الثابت بشأن القضية النووية لتعاظم مشاعر الفخر الوطني لدى الإيرانيين العاديين ولكن فرض المزيد من العقوبات قد يغير ذلك.