دعت عالمة الاجتماع المغربية الدكتورة رحمة بورقية إلى ضرورة تجديد المعرفة السوسيولوجية المغربية حتى يتمكن المغرب من «فك طلاسم مجتمعه المعقدة»، مبرزة أن مسار التنمية الذي تشهده المملكة يجب أن يرتبط بمسلسل المعرفة والبحث، حتى يحقق أهدافه المرجوة. وأشارت بورقية خلال كلمة بمناسبة تكريمها من طرف جمعية أصدقاء السوسيولوجيا بتطوان خلال المنتدى السوسيولوجي الثاني الذي نظمته الجمعية أيام 23، 24 و25 دجنبر الماضي بكل من تطوان، المضيق ومرتيل، أشارت إلى ضرورة أن يعي المغرب اليوم بثلاث ملاحظات أساسية في سياق الحديث عن المعرفة السوسيولوجية التي يريدها. أول هذه الملاحظات الاقتناع بأن المعرفة هي الأداة الأساسية للتحرر من الأفكار والأحكام المسبقة التي يعيشها مجتمعنا، مشيرة في هذا السياق إلى أنه يوجد «نقص كبير» في معرفة طبيعة المجتمع المغربي، وأضافت عالمة الاجتماع أن «المجتمع الذي لا يفكر في مكوناته هو مجتمع لا يفكر». ثاني الملاحظات، هي الإيمان بأن وظيفة علم الاجتماع في بلد نامي كالمغرب «مسألة أساسية» ليعرف مسار البلاد التنموي طريقه إلى النجاح. أما ثالث الملاحظات التي سطرتها عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية هي العولمة وأثرها على المجتمعات، وأن المغرب جزء لا يتجزأ من صميم هذا الواقع المعولم. وختمت الدكتورة بورقية بالتأكيد على أنها لا تتفق مع مقولة «موت المجتمع» حتى وإن برزت بشكل كبير نزعة فردانية داخل الوسط الاجتماعي المغربي. هذا، وشهدت الدورة الثانية من المنتدى الوطني للفكر السوسيولوجي التي رفعت هذه السنة شعار «سوسيولوجيا القرية والمدينة بالمغرب»، تنظيم مجموعة من الندوات واللقاءات الفكرية، أهمها ندوة بعنوان «سوسيولوجيا القرية بالمغرب» بمشاركة الدكتور المختار الهراس أستاذ على الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط إضافة إل تقديم كتاب «مقاربة سوسيولوجية لآليات التغيير الاجتماعي بشمال المغرب» لصاحبه محمد مرجان أستاذ علم الاجتماع والكاتب العام للجمعية المغربية لعلم الاجتماع، ويقدم الكتاب دراسة مهمة حول الواقع الاجتماعي لقرى شمال المغرب بكل تلويناتها القبلية.