أعلنت الحكومة الجزائرية أنها ستخفض أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية أول أمس السبت في محاولة لوقف أعمال شغب بدأت قبل ستة أيام نتيجة زيادة أسعار مواد غذائية وأدت إلى سقوط قتيلين وإصابة عدة مئات آخرين. واجتمع وزراء حكوميون لبحث كيفية الرد على الاضطرابات. وقال شهود بالتليفون إن احتجاجات جديدة اندلعت أثناء اجتماع الوزراء في مدينتين في منطقة القبائل الواقعة شرقي مدينة الجزائر. وفي أول رد مفصل على أسوأ أعمال شغب في الجزائر المصدرة للطاقة منذ سنوات أعلنت الحكومة أنها ستخفض رسوم الاستيراد والضرائب على السكر وزيت الطعام وهما السلعتان اللتان تركز عليهما كثير من الغضب بشأن زيادات الأسعار. وأعلنت الحكومة أيضا تأكيدات بأنها لن تترك الناس تحت رحمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن بيان حكومي قوله «لا يمكن لأي كان أن يشكك في عزم الدولة الحازم تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية على التدخل كلما كان ذلك ضروريا من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطنين أمام أي زيادات للأسعار المنبثقة عن تقلبات السوق الدولية أو عن سعر الكلفة محليا». وكانت الجزائر رابع اكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم قد بدأت تخرج من صراع استمر نحو 20 عاما بين القوات الحكومية وإسلاميين متمردين وأدى إلى سقوط ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل. ولكن محللين يقولون إن من غير المحتمل أن تتصاعد أعمال الشغب التي وقعت في الآونة الأخيرة لأن الجزائر بها معارضة ضعيفة ومع توفر احتياطي من العملة الصعبة يبلغ نحو 150 مليار دولار يمكنها أن تتمكن من تخفيف أثر ارتفاع أسعار السلع الأساسية. وقالت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن الأسعار العالمية للسلع الغذائية ارتفعت إلى مستوى قياسي في ديسمبر وان بعض السلع الأساسية قد ترتفع بشكل اكبر. واعترفت الحكومة الجزائرية في بيانها بأن الأسعار العالمية كانت عاملا ولكنها قالت أنها لم تكن التفسير الوحيد وأنحت أيضا باللائمة في ارتفاع الأسعار على أطراف في السلسلة المحلية للتموين . وقالت إن إجراءاتها ستخفض أسعار السكر وزيت الطهي بنسبة 41 في المائة وأنها ستعلق أيضا الرسوم الجمركية على واردات السكر حتى نهاية غشت. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الهراوات والغاز المسيل للدموع لاحتواء أعمال الشغب التي تفجرت في حي للطبقة العمالية في العاصمة الجزائرية يوم الأربعاء ولكنها امتدت إلى مناطق أخرى بعد ذلك. وقال شهود في منطقة القبائل لرويترز إن أعمال شغب وقعت اليوم السبت في مدينتي بجاية وتيزي وزو. وتعتبر منطقة القبائل الكبرى معقلا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي . ويبدو أيضا أن الاحتجاجات التي نجمت عن الغضب من ارتفاع الأسعار تغذي التذمر القائم منذ فترة طويلة من ارتفاع نسبة البطالة بين الشبان والظروف الصعبة للسكن. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية في وقت سابق عن وزير الداخلية دحو ولد قابلية قوله إن شخصين قتلا وأصيب 400 خلال الاحتجاجات في شتى أنحاء الجزائر منذ يوم الخميس.