بعث جلالة الملك محمد السادس برقيات تعازي ومواساة إلى أسر ضحايا حادث التدافع بجماعة بولعلام بإقليم الصويرة. وأعرب جلالة الملك، بهذه المناسبة، لأفراد أسر الضحايا، عن مشاعر تأثره البالغ ومواساته الصادقة لهم في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا جلالته الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وغفرانه، وبأن يعوض ذويهم عن فقدانهم جميل الصبر وحسن العزاء. كان جلالة الملك محمد السادس قد أصدر، فور وقع حاث التدافع، تعليماته السامية إلى السلطات المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين، كما قرر جلالته، مشاطرة منه لأسر الضحايا آلامها في هذا المصاب الجلل، التكفل شخصيا بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم وبتكاليف علاج المصابين. هذا، وعلمت بيان اليوم أن المصابين في الحادث، غادروا المستشفى الإقليمي سيدي محمد بنعبد الله، أول أمس، بعد تحسن حالتهم الصحية. وقد تم اتخاذ التدابير والامكانيات لضمان وصولهم في ظروف جيدة، الى مقرات سكناهم، حيث سيستفيدون من متابعة طبية ونفسية بعد الاستشفاء. وأكد المدير الاقليمي للصحة خالد سنيتر، في تصريح لوسائل الاعلام، أنه استنادا لتقرير الطاقم الطبي والمساعدة الاجتماعية، المكلف بالمصابين، حول تحسن صحة المصابين، تقرر السماح لهم بمغادرة المستشفى، مسجلا أن المرضى سيستفيدون في الأيام المقبلة من زيارة فريق من المديرية الاقليمية للصحة بمقرات سكناهم. ولاحظ أن هؤلاء المصابين سيستفيدون من مواكبة طبية ونفسية ما بعد الاستشفاء، مبرزا أنه في اطار هذه المواكبة، ستشارك فرق من مصالح أخرى، كالتعاون الوطني، في هذه العملية، على الخصوص، لتقديم المساعدة للأسر المكلومة بعد فقدان أحد افرادها في هذا التدافع المفجع. وعبر المصابون، من جهتهم، عن فرحتهم بتجاوز هذه المرحلة الصعبة والعودة الى مقرات سكناهم، معربين عن امتنانهم لجلالة الملك محمد السادس للرعاية السامية التي أحاطهم بها جلالته في هذا الظرف العصيب. من جهة أخرى، قام والي جهة مراكشآسفي عبد الفتاح البجيوي، على رأس وفد رسمي، في نفس اليوم بزيارة للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث اطلع على الحالة الصحية للمصابين في هذا الحادث واللذين تم نقلهما على متن مروحيتين. وأشار مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس البروفيسور هشام نجمي، أن المصابين اللذين يتابعان علاجهما بهذه المؤسسة الاستشفائية، في تحسن مستمر وأن جميع الاجراءات تم اتخاذها لضمان تكفل ومواكبة طبية ونفسية في المستوى. من جانب آخر، عقد أول أمس، اجتماع لتدارس الإطار المنظم للعمليات الإحسانية، بما يساهم في ملء الفراغ القانوني الذي يعرفه هذا التقليد المتجذر للتكافل والتضامن، والمحمود لدى المغاربة، وذلك بحضور كل من وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، نيابة عن رئيس الحكومة الذي يوجد في مهمة رسمية خارج المغرب، ووزير الداخلية، ووزير العدل، والأمين العام للحكومة، ووزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية والوزير المنتدب لدي رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية. تجدر الإشارة إلى أن 15 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب خمسة آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة، في هذا الحادث الذي وقع بسبب تدافع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية نظمتها إحدى الجمعيات المحلية بالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي بولعلام بإقليم الصويرة.