تحت شعار "النساء والسكري: حقنا في مستقبل صحي"، أحيا العالم، أول أمس الثلاثاء اليوم العالمي لمرضى السكري، بهدف الوصول المتساوي والمنصف في العلاج لجميع النساء المصابات بمرض السكري أو المعرضات لخطره. ويصيب الداء حاليا ما يزيد عن 199 مليون امرأة عبر العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد إلى 313 مليونا بحلول عام 2040. وتؤثر أدوار الجنسين وديناميات عدم تكافؤ الفرص والقوى المجتمعية على قابلية الإصابة بمرض السكري، وعلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية، وكذا السلوكيات الصحية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في دجنبر عام 2006 القرار 225/61، للاحتفال باليوم العالمي لمرضي السكري سنويا في 14 نوفمبر، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتعليم في مجال الرعاية الصحية. معاناة بصيغة المؤنث ويعتبر مرض السكري السبب الرئيسي التاسع للوفاة في النساء على الصعيد العالمي، مما تسبب في 2.1 مليون حالة وفاة كل عام. ونتيجة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، تواجه الفتيات والنساء المصابات بمرض السكري حواجز في الحصول على الوقاية من السكري من حيث التكلفة، والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والرعاية، ولا سيما في البلدان النامية. وتعرض التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية النساء إلى عوامل الخطر الرئيسية لمرض السكري، بما في ذلك سوء التغذية والسمنة، والخمول البدني، واستهلاك التبغ، والاستخدام الضار للكحول. كما أن النساء المصابات بداء السكري من النوع 2 أكثر عرضة 10 مرات تقريبا من أمراض القلب التاجية من النساء دون شرط. وهناك 2 من بين كل 5 نساء مصابات بمرض السكري في سن الإنجاب، ويمثلن أكثر من 60 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم والنساء المصابات بالسكري لديهن صعوبة أکبر في الحمل، وتتزايد لديهن مخاطر الإجهاض والتشوهات وحتى الوفاة عند الولادة. ويتأثر 1من كل 7 ولادة بسكري الحمل. كما أن 20.9 مليون أو 16.2% من المواليد الأحياء للنساء في عام 2015 كان له شكل من أشكال فرط سكر الدم أثناء الحمل. ويظهر الوصم والتمييز اللذين يواجههما مرضى السكري بشكل خاص للفتيات والنساء اللائي يحملن عبئا مضاعفا من التمييز بسبب حالتهن الصحية وأوجه عدم المساواة التي ترتكبها المجتمعات التي يسيطر عليها الذكور. وهذه التفاوتات يمكن أن تثني الفتيات والنساء عن التماس التشخيص والعلاج، مما يحول دون حصولهن على نتائج صحية إيجابية. وينبغي أن يكون لدى جميع النساء المصابات بالسكري إمكانية الوصول إلى الأدوية والتكنولوجيات الأساسية لمرض السكري، وتعليم الإدارة الذاتية والمعلومات التي يحتجن إليها لتحقيق نتائج صحية للأم. مرض مزمن وقاتل وداء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم. ويعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جراء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية. وفي عام 2014 كان 8.5% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما أو أكثر مصابين بداء السكري. وفي عام 2015 كان داء السكري سببا مباشرا في وفاة 1.6 مليون حالة، وكان ارتفاع كلوكوز الدم قد سبب وفاة 2.2 مليون شخص آخرين. ويقع نصف عدد حالات الوفاة الناجمة عن ارتفاع مستوى الكلوكوز في الدم قبل بلوغ 70 سنة من العمر. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن داء السكري سيصبح سابع عامل مسبب للوفاة في عام 2030. أنماط السكري ينقسم داء السكري إلي 3 أنماط وهي: * النوع 1: ويتسم هذا النمط الذي كان يعرف سابقا باسم داء السكري المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة بنقص إنتاج الأنسولين، ويقتضي تعاطي الأنسولين يوميا. ولا يعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية. * النوع 2 : ويحدث هذا النمط الذي كان يسمى سابقا داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للأنسولين. وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني. وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحا في كثير من الأحيان. * داء السكري الحملي: هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه قيم كلوكوز الدم على المستوى الطبيعي، دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري، ويحدث ذلك أثناء الحمل. والنساء المصابات بالسكر الحملي أكثر تعرضا لاحتمالات حدوث مضاعفات الحمل والولادة. ويشخص داء السكري الحملي عن طريق التحري السابق للولادة، لا عن طريق الأعراض المبلغ عنها. مضاعفات خطيرة ومن العواقب الشائعة التي تترتب على داء السكري، حيث يتسبب داء السكري مع مرور الوقت في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب. ويزداد خطر تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية ضعفين أو ثلاثة أضعاف؛ ويؤدي ضعف تدفق الدم والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) في القدمين، إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف. ويعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى العمى. ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل، وتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري. ويوجد أكثر من 93 مليونا من البالغين، أو 1من 3 حالات الذين يتعايشون حاليا مع مرض السكري ومصابين أيضا باعتلال الشبكية السكرية. كما يعد داء السكري من الأسباب الرئيسية للفشل الكلوي. عبء صحي كبير وتشير تقارير الاتحاد الدولي للسكري لعام 2017، أن مرض السكري هو عبء خطير يتزايد يوما بعد يوم حيث أن 415 مليون من البالغين كانوا يعيشون مع مرض السكري في عام 2015، ومن المتوقع أن يرتفع إلى حوالي 642 مليون شخص أو أن يصاب به 1من كل 10بالغين بحلول عام 2040، كما أن 1من كل 2 من البالغين المصابين بمرض السكري لم تشخص حالتهم المرضية من قبل. وأسفر تضاعف عدد المصابين بداء السكري بنسبة ثلاث مرات منذ عام 2000، عن زيادة تكلفة علاج المرض عالميا إلى 850 مليار دولار سنويا. ويعاني غالبية المصابين من النوع الثاني من مرض السكري المرتبط بالسمنة وقلة ممارسة الأنشطة البدنية. ويزيد انتشار المرض بسرعة في الدول الأكثر فقرا، حيث يتناول الناس وجبات غربية ويتبنون أنماطا معيشية متمدنة. ولا تعكس التكلفة العالية لعلاج المرض أسعار الأدوية فقط بل تشمل تكلفة علاج مجموعة من المضاعفات مثل بتر الأعضاء وأمراض العيون. السكري في العالم العربي وترتفع نسب الإصابة بمرض السكري بشكل متفاوت من بلد عربي إلى آخر، رغم ارتفاعها عن المعدل الطبيعي في معظم البلدان. وتتربع مصر، بحسب إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري، على قائمة البلدان الأكثر إصابة بالمرض على مستوى الوطن العربي، بتسجيلها 7.8 مليون حالة إصابة بالمرض عام 2015، ونحو 78184 حالة وفاة جراء المرض. وتأتي السعودية في المركز الثاني بنحو 3.4 مليون حالة، و23420 وفاة جراء الإصابة بالسكري. يليها المغرب بحوالي مليوني حالة، وأكثر من 10 آلاف حالة وفاة في أوساط البالغين بسبب المرض. وفي مراتب تالية نجد السودان والعراق وغيرها، حيث تصل نسبة انتشار المرض في عموم عالمنا العربي إلى نسبة 25%، علما أن السنوات الأخيرة أظهرت ارتفاعا ملحوظا على غرار ما يسجل عبر في العالم.