نزل شبان مجددا في الساعات الأخيرة إلى الشارع في مدن عدة في الجزائر احتجاجا على غلاء المعيشة وقلة المساكن والبطالة في هذا البلد الغني بالمحروقات. وليل يوم الأربعاء الخميس اندلعت أعمال شغب في حي باب الواد الشعبي في العاصمة الجزائرية حيث تظاهر عشرات الشبان ورشقوا مركز الشرطة المحلي بالحجارة. كما خربوا واحرقوا متجر وكيل سيارات «رينو» حيث دمروا حوالى 01 سيارات, حسب ما أفاد مصور فرانس برس. وكالعادة احرقوا إطارات قديمة لقطع الطريق أمام التعزيزات الأمنية, وفي الوقت نفسه نزل شبان إلى الضاحية الغربية للجزائر العاصمة احتجاجا على ارتفاع الأسعار. ومساء يوم الاثنين قطع آلاف الشبان طرقات في تيبازا (70 كلم غرب العاصمة الجزائر) احتجاجا على ظروف العيش الصعبة. وكان التوتر واضحا يوم الأربعاء في مدينة وهران (430 كلم غرب الجزائر) بعد أن احرق عشرات الشبان إطارات وقطعوا الطرقات بجذوع أشجار والقوا مقذوفات على سيارات. وكتبت صحيفة «وهران» الخميس أن شبانا اقتحموا مستودعا وسرقوا منه أكياسا من الطحين في وقت تشهد فيه أسعار الخبز ارتفاعا وتلوح في الأفق أزمة قمح.وتسعى الحكومة إلى طمأنة الناس في حين تشهد الجزائر تظاهرات منذ أسبوع احتجاجا على ظروف العيش الصعبة. ويوم الأربعاء أكد وزير التجارة مصطفى بن بادة أن «الدولة ستستمر في دعم السلع الأساسية». ومنذ أشهر تشهد كافة المناطق في الجزائر تظاهرات احتجاجا على عدم توفر مساكن اجتماعية وتفشي الفساد. وفي الوقت نفسه تهدم مدن الصفيح غير المشروعة. وأشارت الصحف في الأسابيع الماضية إلى سلسلة حوادث وقعت في هذه الأحياء وسقط خلالها جرحى. وقبل بدء ولايته الثالثة في 2009 تعهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ببناء مليون شقة لتحل مكان المساكن التي دمرها الزلزال في 2006, وبسبب زيادة عدد سكان البلاد ثلاثة أضعاف (35,6 مليون نسمة) منذ الاستقلال في 2691. وتم تسليم 10 آلاف مسكن هذه السنة في الجزائر. وبحسب صندوق النقد الدولي, فان 75% من الجزائريين اليوم هم دون الثلاثين من العمر وأكثر من 20% من الشباب عاطلون عن العمل. وهذا الوضع يدفع بهم إلى الهجرة إلى أوروبا. ولعدم حصولهم على تأشيرات دخول يجازفون بحياتهم ويحاولون الوصول إلى أوروبا على متن زوارق قديمة. وكل شهر تفشل محاولات العشرات منهم لكن ليس هناك إحصاءات دقيقة حول هذه الهجرة. وأول أمس الخميس دق محمد صائب ميزت الاختصاصي في العلوم الاجتماعية كبير الباحثين في مركز بحوث الاقتصاد التطبيقي من اجل التنمية, ناقوس الخطر. وصرح لفرانس برس «أخشى من تدهور الأوضاع» في حين تعيش البلاد في ظل نظام طوارئ مفروض منذ العقد الأسود المناهض للإسلاميين في تسعينات القرن الماضي. ويوافقه زميله ناصر جابي الرأي مؤكدا أنه يمكن لهذه الأحداث «أن تتأزم أكثر» حتى وإن «أصبحت أعمال الشغب رياضة وطنية في الجزائر». وقال ميزت «هناك عدوى عندما نقارن هذه الأحداث مع ما يحصل في تونس» حيث أوقعت تظاهرات أربعة قتلى منذ ديسمبر «حتى وان لم تكن الأوضاع شبيهة تماما». وأضاف «هناك حرية اكبر هنا والجزائر دولة غنية بالمحروقات». ويرى اختصاصي العلوم الاجتماعية نور الدين حقيقي الأستاذ في جامعة الجزائر «ما علينا فعله هو ان نضع حدا لمساعدة الدولة. للشباب حياة سهلة ويطالبون بالمزيد».