قناة آرتي الألمانية - الفرنسية تفضل عنونة الأفلام عوض دبلجتها أكد ريمي بورا مسؤول وحدة إنتاج الأفلام في قناة آرتي الألمانية- الفرنسية أن القناة تساهم سنويا في إنتاج 25 فيلما من العالم بينها أفلام عربية تختارها من ضمن 450 مشروعا تتقدم للقناة التي تخصص سنويا مبلغ تسعة ملايين يورو للإنتاج المشترك. وقال المسؤول الفرنسي، خلال ندوة من ضمن الندوات التي ينظمها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والثلاثين، إن «ارتي» تهتم أساسا بسينما المؤلف عبر العالم لكنها تضع الكثير من «الفيلترات» في وصول السيناريوهات إليها مثل شروط الترشح التي تفترض أن يقف منتج فرنسي بجانب المؤلف حتى يتم قبول طلب الترشح. وأكد ريمي بورا الذي تحدث بحضور عدد من المخرجين الشباب في مصر على «أهمية أن يكون المشروع المتقدم بالنسبة لنا جيدا»، مضيفا بشأن الاختيار أن القناة لديها لجان اختيار تجتمع خمس مرات كل سنة وتقرر في هذا الشأن. وأوضح «ليس هناك قاعدة، الاختيار يتم بناء على إحساسنا بالنسبة للسكريبت، ونقدم أحيانا على المغامرة». غير أن المسؤول في آرتي اعترف أن وجود مخرجين كبار حازوا السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي مثل مايكل هانكي وغوس فان سانت والاخوة داردين وغيرهم من الكبار الذين يعودون بسيناريو جديد يقدمونه كل عامين، يقلص لائحة المخرجين الجدد المتقدمين للحصول على مساعدة آرتي للإنتاج. وقال «عدد المخرجين الشباب أو غير المعروفين عالميا يتقلص بالطبع إلى خمسة أو ستة كل عام». وردا على سؤال لوكالة فرانس برس حول إصرار القناة على عرض الأفلام غير الفرنسية ومنها الأفلام العربية مثل «باب الشمس» ليسري نصر الله و»سكر بنات» لنادين لبكي (500 الف مشاهد في الصالات الفرنسية) مدبلجة رغم كون ذلك يفقدها شيئا من روحها ومن عفويتها رأى ريمي بورا أن المسالة معقدة جدا، وقال «نحن ندافع عن فكرة العنونة وليس الدبلجة لكن القرار لا يعود لنا في وحدة السينما بالقناة. ليس لدينا القدرة على فرض ذلك ونجحنا في أن نحتفظ بالأفلام الناطقة بلغتها الأصلية فقط في القسم الثاني من السهرة. القضية تتعلق باستراتيجيا القناة وليس بنا». لكنه اوضح انه ومع حلول أنظمة البث الرقمية قريبا سيمكن للمشاهد في القريب أن يختار بين مشاهدة الفيلم بنسخته الأصلية أو مدبلجا. وقال المخرج المصري يسري نصر الله، الذي أدار الندوة، حول مشاهدته لعرض فيلمه «باب الشمس» على القناة مدبلجا «كنت تضايقت لو قيل لي إن باب الشمس سيبث غير مدبلج لان ذلك يعني انه سيعرض في الحادية عشرة وليس في الثامنة والنصف». وأضاف «الشباب اليوم في اغلبه لا يحب مشاهدة فيلم بلغته الأصلية وهذا أمر ساهم بصنعه التلفزيون». وكانت مسيرة الإنتاج المشترك الفرنسي المصري انطلقت في نهاية الثمانينات ودشنها فيلم يوسف شاهين «وداعا بونابارت» حين تراجعت السينما المصرية عن مستوى إنتاجها المعتاد ودخلت في أزمة كبيرة وبدا البحث عن أسواق جديدة للفيلم المصري. وساهمت قناة «آرتي» في إنتاج 500 فيلم روائي لسينما المؤلف والسينما غير التجارية في العشرين سنة الماضية لتتحول إلى نموذج عالمي في مجال الإنتاج السينمائي. وتعمد القناة أحيانا إلى بث الأفلام التي تساهم في إنتاجها على قناتها قبل أن تخرج إلى الصالات في فرنسا وهو ما يمتعض منه المخرجون عموما.